الموضوع: مفاهيم مغلوطة
عرض مشاركة مفردة
  #74  
قديم 16-01-2005, 02:10 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الفصل الثالث






أخطاء شائعة في العبادات والعادات السلوكيات





أولاً :-

ما يخص القرآن الكريم وتلاوته وتفسيرة

القرآن الكريم هو :-

كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المُتعبد بتلاوته ، المنقول إلينا بالتواتر ، المبدوء بسورة الفاتحة ، المختوم بسورة الناس .

والقرآن الكريم هو الكتاب الخاص بدين الإسلام ، وهو معجزته الخالدة وهو معجز في لفظه ومعناه وأسلوبه وبلاغته وأخباره وأحكامه وهو خير الكتب السماوية المنزلة وأفضلها .

وقد تكفل الله تعالى بحفظ هذا القرآن من التحريف والتبديل ، وقد هيأ الله تعالى لهذا القرآن العظيم من ينقله إلينا بدقة متناهية فلم تختلف فيه لفظة ولا حرف ولا - حتى - حركة إعرابية كالفتحة والضمة أو الكسرة ، وكان يحفظه ويكتبه - في كل عصر وجيل - عدد كبير جداً من المسلمين ؛ فهو منقول إلينا بالتواتر ، والتواتر دليل قطعي يقيني .

والأهم من هذا أن الله تعالى قد تكفل بحفظ هذا القرآن بنفسه ، قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) . وقد وصل إلينا القرآن الكريم كاملاً بسوره وآياته وألفاظه وحروفه ونقاطه وحركاته وقراءاته ، وطريقة تلاوته ، وأحكامه التجويدية .

وهذا القرآن كتاب مُقدس معظم يجب الإيمان به - بل إن الإيمان به من أركان الإيمان الستة الأساسية - ويجب احترامه وحفظه وتقديسه إلى درجة أنه لا يجوز للإنسان أن يمسه إلا وهو على طهارة .

وقد أُمرنا بقراءة القرآن وحفظه وإقامة ألفاظه وتطبيق أحكام التجويد في قراءته ، وأُمرنا أيضاً بتطبيق ما فيه من أحكام وتشريع . وإنني في هذا الكتاب قد قمت بالتنبيه على بعض ما يقع عند الناس من الأخطاء فيما يخص هذا القرآن العظيم ، خاصة في التلاوة .

أ - إرشادات عامة :-

1 - إن من أركان الإيمان ، أن يؤمن الإنسان بالكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله على سبيل الإجمال ، ويؤمن بالقرآن الكريم على وجه الخصوص . والإيمان بالقرآن الكريم معناه : التصديق الجازم أن هذا القرآن هو كلام الله تعالى تكلّم به حقيقة بلفظه الموجود في المصحف - الأن - وأنزله سبحانه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي - جبريل عليه السلام - وأنه منزل وليس مخلوقاً وأنه سليم من التحريف والتبديل .

2 - الإيمان بالقرآن الكريم يقتضي قراءته وحفظه ، وتعلّمه وتعليمه ، كما يقتضي إقامة حدوده وتطبيق أحكامه ؛ فليس المقصود مجرد القراءة - وإن كان القراءة واجبه وفيها أجر عظيم - بل المقصود الأكبر هو تطبيق تشريعاته وأحكامه في العقيدة والتشريعة والسلوك .

3- يجب على المسلم أن يتعلم القرآن ويحفظه وأقل ذلك أن يحفظ ما يؤدي به الصلاة ، ويذكر فيه الله تعالى .

ويجب على المسلم كذلك أن يحاول إقامة ألفاظه وحروفه صحيحة سليمة مع تطبيق أحكام التجويد في القراءة بقدر ما يستطيع .

4 - يجب على المسلم تعظيم هذا القرآن واحترامه وتقديره وألا يمسه إلا وهو على طهارة ، ولا يقرؤه إلا على طهارة وإن كان يقرأ من حفظه فالأفضل أن يكون على طهارة أيضاَ ، وإلا فإنه يجوز أن يقرأه ( غيباً ) بدون طهارة من الحدث الأصغر ويجب على المسلم أن يحافظ على القرآن من التمزق أو الامتهان ، وعليه أن يضعه في مكان نظيف محترم .




** *** **






للفائدة





السؤال:

ما رأي فضيلتكم في كتاب " صفوة التفاسير " للشيخ الصابوني , حيث إن بعض الشباب الملتزمين يعيبون علينا قراءة هذا الكتاب , ويقولون بأن عقيدة الشيخ الصابوني معتزلية أو أشعرية ، وتفسيره للقرآن كذلك , وحيث إني لا علم لي بهذا الشيخ فصرت أقرأ في هذا الكتاب لبساطتهِ ومنهجه الجذاب ، فما رأيكم في هذا الكتاب وفي مؤلفه ؟ وما الكتب التي توصون بها التي تهم كل مسلم (غير مختص بالعلوم الشرعية) في عقيدته وحياته من عبادات ومعاملات .

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

الأستاذ محمد علي الصابوني , من أساتذة كلية الشريعة بمكة المكرمة ، كان له نشاط في علوم القرآن والتفسير, ومن ثم قام بتأليف عدة كتب في التفسير وعلوم القرآن , أكثرها مختصرات , كـ " مختصر تفسير ابن كثير " , و " مختصر تفسير الطبري " , و " التبيان في علوم القرآن " , و " روائع البيان في تفسير آيات الأحكام " , و " قبس من نور القرآن " , و " صفوة التفاسير " , وهو الكتاب الذي نحن بصدده .

وهـو تفسير موجز , قال عنه مؤلفه : إنه شامل ، جامع بين المأثور والمعقول , مستمد من أوثق التفاسير المعروفة كـالطبري والكشاف ! وابن كثير والبحر المحيط ! وروح المعاني , في أسلوب ميسر سهل التناول , مـع العناية بالوجوه البيانية واللغوية .

وقال في المقدمة :

وقد أسميت كتابي " صفوة التفاسير " , وذلك لأنه جامع لعيون ما في التفاسير الكبيرة المفصلة , مع الاختصار والترتيب , والوضوح والبيان .

طبع الكتاب في ثلاث مجلدات , وكان تاريخ التأليف سنة (1400 هـ ) .

أما من حيث اعتقاد المؤلِّف فهو أشعري الاعتقاد ، وهو ما جعل كتبه واختصاراته عرضة للنقد والرد ، بل جعله هذا يبتر بعض نصوص الأحاديث ، ويحرف بعض النقول عن العلماء كما سيأتي .

قال الشيخ سفر الحوالي :

أما الصابوني فلا يؤسفني أن أقول إن ما كتبه عن عقيدة السلف والأشاعرة يفتقر إلى أساسيات بدائية لكل باحث في العقيدة ، كما أن أسلوبه بعيد كثيراً عن المنهج العلمي الموثق وعن الأسلوب المتعقل الرصين .

" منهج الأشاعرة في العقيدة " ( ص 2 ) .

وقد رد عليه كثير من أهل العلم مثل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والشيخ الألباني رحمه الله والشيخ صالح الفوزان والشيخ بكر أبو زيد والشيخ محمد جميل زينو وغيرهم .

وأما كتابه " صفوة التفاسير " فهو من أكثر كتبه التي ردَّ عليها العلماء ، وهذه قائمة بأسماء بعض من ردَّ عليه مع ذِكر أسماء كتبهم :

1. " الرد على أخطاء محمد علي الصابوني في كتابه " صفوة التفاسير " و " مختصر تفسير ابن جرير " ، للشيخ محمد جميل زينو – مدرس التفسير في دار الحديث في مكة - .

2. " تنبيهات هامة على كتاب " صفوة التفاسير " " ، للشيخ محمد جميل زينو .

3. " ملاحظات على كتاب " صفوة التفسير " " للشيخ سعد ظلاَّم – عميد كلية اللغة العربية في مصر - .

4. " ملاحظات على صفوة التفاسير " للشيخ عبد الله بن جبرين .

5. " ملاحظات عامة على كتاب " صفوة التفاسير " " للشيخ صالح الفوزان .

6. " التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير " للشيخ بكر أبو زيد ، وهو ضمن كتابه الكبير " الردود " .

وهذه الردود والتعقبات دفعت وزارة الأوقاف في المملكة العربية السعودية أن تمنع تداول الكتاب وتأمر بمصادرته ، وذلك في : " تعميم وزارة الحج والأوقاف برقم 945 / 2 / ص ، في 16 / 4 / 1408 هـ من المديرية العامة للأوقاف والمساجد في منطقة الرياض المتضمن مصادرة " صفوة التفاسير " وعدم توزيعه حتى يصلح ما فيه من أخطاء عقدية .

قال الشيخ بكر أبو زيد :

" صفوة التفاسير " اسم فيه تغرير وتلبيس ، فأنَّى له الصفاء وهو مبني على الخلط بين التبر والتبن ، إذ مزج بين تفسيري ابن جرير وابن كثير السلفييْن ، وتفسير الزمخشري المعتزلي ، والرضي الرافضي ، والطبرسي الرافضي ، والرازي الأشعري ، والصاوي الأشعري القبوري المتعصب ، وغيرهم ، ولا سيما وهذا المزج على يد من لا يعرف الصنعة ولا يتقنها كهذا الذي تسوَّر هذا الصرح بلا سلَّم ، وإلا فإن أهل العلم يستفيدون من المفسرين المتميزين بما لا يخرج عن الجادة : مسلك السلف ، وضوابط التفسير ، وسَنن لسان العرب .

" الردود " ( ص 311 ) .

وقال :

فيفيد وصفه بالجهل أنه : يصحح الضعاف ، ويضعِّف الصحاح ، ويعزو أحاديث كثيرة إلى الصحيحين ، أو السنن الأربعة أو غيرها وليس في الصحيحين – مثلاً – أو ليس في بعضها ، ويحتج بالإسرائيليات ، ويتناقض في الأحكام .

ويفيد وصفه بالإخلال بالأمانة العلمية : بتر النقول ، وتقويل العالم ما لم يقله ، وتحريف جمع من النصوص والأقوال ، وتقريره مذهب الخلَف في كتب السلف .

ويفيد خَلْفيته في الاعتقاد : مسخه لعقيدة السلف في مواضع من تفسير ابن جرير ، وتفسير ابن كثير ، وبأكثر في " صفوة التفاسير " ، وما تحريفه لعدد من النصوص إلا ليبرر هذه الغاية .

" الردود " ( ص 313 ، 314 ) .

وقد نصحه الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – قائلاً :

نوصيك بتقوى الله ، والحرص التام على التقيد بمذهب السلف الصالح في جميع مؤلفاتك ، ونوصيك أيضاً بالإكثار من تدبر القرآن الكريم ، والسنَّة المطهرة ، وكلام سلف الأمَّة ، والاستفادة مما كتبه الإمام العلاَّمة شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه العلاَّمة ابن القيم ، ونوصيك بمطالعة رسالتيْ " التدمرية " و " الحموية " لشيخ الإسلام ، و " الصواعق " و " اجتماع الجيوش الإسلاميَّة " لابن القيم ، وغيرها من كتب السلف .

" الردود " ( ص 375 ) .

ثانياً :

أما ما أردت بيانه من الكتب التي يحتاجها المسلم في حياته : فيمكنك الاطلاع على السؤال : ( 14082 ) ففيه بيان ما أردت وزيادة .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

وقفه :-

كتب بعض عمال عمر بن عبدالعزيز إليه قائلاً :-

إن مدينتنا قد تهدمت ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالاً يرمُّها به فعل .

فكتب إليه عمر رحمه الله قائلاً :-

حصنها بالعدل ، ونق طرقها من الظلم .

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه