عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 01-09-2000, 11:03 PM
علاء الدين الجواهري علاء الدين الجواهري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 183
Post

الأخت الكريمة بارك الله فيك على ما تفضلت به من تذكير بولادته صلى الله عليه وسلم وجزيت خيرا

الأخ عبد الله إبراهيم سأنسخ لك جزءا من مناظرة بالنسبة للمولد وكيف ثبت أنه سنة حسنة وأرجو أن يعم النفع لك ولي ولجميع المسلمين فأرجو قراءتها بتمعن وشكرا:

الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أخي في كلامك خلط وإجمال وفي الأمرين لا بد من التفصيل:
قلت بأن الإبتعاد عن البدع أولى, فإن كنت تقصد بالبدعة هنا البدعة بالمعنى الشامل لكل ما هو مكروه أو حرام, فهذا لا علاقة للمولد الشريف به وليس لك أن تسميه بدعة إن كان المراد بها الحظر أو الكراهة, بل إن تصريحك خطير عندئذ بقولك تجنب البدع أولى وأعجب كل العجب من الذين لم ينبهوك على هذه العبارة الخطيرة.

إن عمل المولد بدعة حسنة أو بالأصح سنة حسنة على ما سيأتي, والمراد بالبدعة ما لم يكن معروفا على عهد رسول الله لكنه يندرج تحت قواعد كلية تدل على الدرجات الخمس وهي الفرضية والسنية والإباحة والكراهة والتحريم.
الدليل عليه قوله عليه الصلاة والسلام: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. رواه مسلم

تأمل أرشدني الله وإياك في قوله صلى الله عليه وسلم: من سـَن َّ. أليس هذا يعني أنه من أحدث ما لم يكن محدثا من قبل؟ ألا يدل عليه: فله أجرها وأجر من عمل بها " من بعده " ؟ ماذا يعني الحديث إذن؟ فاجتماع الناس في المولد للتذكير بسيرته صلى الله عليه وسلم وإنشاد المدائح الدينية التي تذكر بالخير وتخوف من النار أمر محمود فاجتماع الناس للمولد خير.

تقولون بشرط اجتناب المحرمات, ومن من العلماء قال بجواز فعل المحرمات في المولد أو في غيره؟

الدليل الثاني قوله عليه الصلاة والسلام: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم, ومعنى رد أي مردود عليه.
هذا الحديث دليل على أن من عمل ما عليه أمر المسلمين من خير فهو ليس مردودا.
فبالله عليك كيف تقول: وتجنب البدع أ َو ْلـى؟؟؟ هذا الكلام معناه ظاهر بأنك تميل إلى المنع من الإجتماع في المولد.

الإمام السيوطي ذكر حديثين هما أصل في جواز الإحتفال بالمولد الشريف - نقل أحدهما عن شيخ الإسلام الإمام ابن حجر العسقلاني - والأصل في هذا كله قول الله تعالى: وافعلوا الخير.
قال الإمام القرطبي في تفسيره: "وافعلوا الخير" ندب فيما عدا الواجبات التي صح وجوبها من غير هذا الموضع.
فهذه الآية فيها إرشاد إلى كل ما كان فيه خير واجتماع الناس للتذكير بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم والتشجيع على السير على نهجه الأحمد وتلاوة ءايات كريمة من القرءان ...... أي منع وأي بدعة فيها؟

نأتي الآن إلى الحديث الذي يفسره الناس في هذا الزمان خطأ ً بغير دراية وليسوا من أهل الرواية, وهو حديث: كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. رواه الإمام أحمد بن حنبل وغيره.

أولا كلمة كل هنا ليست للعموم ولا يصح تفسيرها على هذا النحو لأن المحاريب في المساجد لم تكن موجودة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ولا في عهد الصحابة إنما حدثت في عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
قال ابن حجر العسقلاني رضي الله عنه في فتح الباري نقلا عن الكرماني:ولم يكن لمسجده محراب، فتكون مسافة ما بينه وبين الجدار نظير ما بين المنبر والجدار. إنتهى

وكذلك نقط المصاحف هذا لم يكن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ولا في زمن الصحابة بل أول من أحدثه هو يحي بن يعمر أحد التابعين الأفاضل وله من الثواب الشيء الكبير ألا ترى أنه سهل علينا قراءة القرءان بهذه البدعة الحسنة رضي الله عنه؟
فمن قال بتحريم كل البدع عليه أولا أن يكشط النقط والحركات من المصحف حتى لا يرتكب معصية على هوى مدعاه.

وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة. وعندئذ يقال رضي الله عن الملك المظفر صاحب إربل على هذه السنة الحسنة التي فيها نجتمع لنتذكر رسول الله وما كان يفعله من خير ونقتدي بهديه.

ففي أبجد العلوم للقنوجي: فيقال: أن نصر بن عاصم، وقيل: يحيى بن يعمر قام بذلك، فوضع النقط، وكان معه ذلك أيضاً يقع التصحيف، فأحدثوا الإعجام انتهى.
فهل لك أن تنظر إلى قوله: فأحدثوا الإعجام؟؟؟ يعني أن الإعجام وهو النقط من المحدثات أي البدع فهل يقال بأنها ضلالة لأنها دخلت تحت عموم الحديث؟؟
معاذ الله أن يكون هذا وأنت لا تقول بهذا أنا أعلم ولا يستطيع أحد منا أن يقرأ القرءان بدون نقط.
المروي أن يحي بن يعمر هو الذي أحدثه كما في كتاب المصاحف.

نأتي إلى بيان معنى الحديث: أولا روى مسلم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: كل عين زانية. هل معنى هذا أن عيون الأنبياء زانية بدليل لفظة كل؟؟؟ معاذ الله وأنت أيضا لا تقول بهذا.

إذن معنى كل هنا أي الغالب كما قال تعالى عن الريح: تدمر كل شىء. فهل دمرت الأرض التي نعيش عليها نحن؟؟؟ كلا لم تدمر فماذا إذن؟
لم يبق لك أخي الكريم سوى أن تتقبل نصيحة أخ مشفق يخاف عليك وعلى جميع المسلمين من الإنجراف وراء من يظننونهم أهلا للفتوى ولكنهم ليسوا كذلك, وهم أخي الكريم ليسوا أنبياء وليس كلامهم وحيا, إنما الله يقول: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

لهذا وأبدأ بنفسي أولا وأقول, ليس الإمام الشافعي نبـيا ولا غيره ولا ابن تيمية ولا ابن كثير ولا ابن حجر العسقلاني نبـيا إنما العبرة بقولهم إذا قالوا وبـينوا أن كلامهم له دليل ونأتي بعد ذلك إلى النظر فيما يقال عنه دليلا لنرى إن كان شبهة أم دليلا صحيحا على ما تقتضيه أصول الفقه المعتبرة.
أما بالنسبة للحديث المروي وهو أن أبا لهب يـُخفف عنه العذاب يوم الإثنين فهذا لا وجود له في الكتب المعتمدة وليس صحيحا وصريح القرءان لا يـُرد بالأحاديث الشديدة الضعف أو الموضوعات والله تعالى يقول: سيصلى نارا ذات لهب.
ويقول تعالى: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. فالتخصيص لا بد له من دليل. وأنا أرى بأنك نقلت لا أكثر لكن أخي الكريم هذا مخالف للعقيدة.

أرجو أن تتقبلوا جميعا كلامي بصدر رحب فوالله لم أرد إلا تبيين الحقيقة كما هي في الميزان الشرعي المعتدل بعيدا عن المغالطات وقلب الأدلة لهوى في النفس, نسأل الله السلامة

وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين

---------------------------

أرجو ان تكون السألة واضحة الآن ولا بد من التـنبه إلى أن المسائل الشرعية لا بد لها من دليل يدل عليها وأن القرءان والحديث والإجماع لا تـناقض بينها

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علاء الدين الجواهري