عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 29-06-2000, 08:33 AM
ميموزا ميموزا غير متصل
شذا الفصحى
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 707
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميموزا
Lightbulb

أبرز ما يميز هذه الومضة السريعة أيها المعتمد ، هو رسمك المتقن لملامح أبطالك ، وهم قلة كما تتطلب الأقصوصة ، ولكنك أنصفتهم جميعاً ، الشخصية المحورية وبطلنا الذي رأينا الأحداث بعينه ، نجحت في تصويره لنا ، وكشفت عن أغوار نفسه ، بتلقائية شديدة ، فنحن نعيش مع شاب أسير للتقاليد الاجتماعية التي تكبله ، وتحرمه ممن يحب ، وتتمادى هذه الأعراف في قسوتها فتجبره على المشاركة في نحر أحلامه ، وفي خضم هذا الصراع العنيف ، لم تخنك عدسة المصور ، وبدأت التقاط جزئيات المكان ، فالفراش المستأجر للعرس ، شوك يدميه ، والوجوه التي تطوقه تذكره بزبانية الجحيم ، ولم لا ؟؟؟!!! وهذه الوجوه المليئة بالأخاديد ، تمثل سدنة الأعراف الاجتماعية الجائرة ، تمثل الجحيم الذي عصف بآماله ، وهاهم حراسه يرمقونه بنظراتهم البغيضة !
بدأت الأحداث تتسارع ، إلى أن فقد بطلنا قدرته على الاحتمال ، ففر هارباً ، ولكنه يصطدم بالذئب الذي سلبه سعادته ، ولا تخفى الدلالات التي تحملها كلمة الذئب ، ويصر القاص على وصف الأب بها في أكثر من موضع ، وتاتي أخيراً الخاتمة التي تريح البطل والقراء الذين تعاطفوا معه ، فالحبييبة باقية على ودها ، وهي مرغمة على هذا الزواج ، وتابى شاعرية القاص إلا أن تطل برأسها ، فتأتي الرسالة الأخيرة شعرية ، تحملها الحبيبة كل زفراتها المكتومة ، يقرأ البطل الرسالة ، فيطلق العنان لدمعتين كانتا حبيستين مدة طويلة ، تعبيراً عما أثارته في نفسه الرسالة الأخيرة !
ترصد القصة ظاهرة اجتماعية تزعج المجتمع العربي بأسره ، وهي الخضوع المطلق للموروثات الاجتماعية ، وإن صادمت في جوانب منها ، التعاليم الإسلامية ، فالبطلة هنا ترتبط بشخص لا تريده انصياعاً لرغبة الأب ، الخاضع لمغريات المادة ، فالمال هو الذي يقدم أقواماً ويؤخر آخرين ، والبطل يشارك المجتمع قتل أحلامه ؛ لأنه لا يملك التمرد على الأعراف السائدة !
بداية أكثر من رائعة أيها المعتمد ، فلغتك القوية تضمن لك مستقبلاً أدبياًّ مشرقاً بإذن الله تعالى .

ما إعراب كلمة ( أخوها ) في قولك : ( وهل يمكن أن تكون لأحد هاتان العينان إلا أخوها) ؟!
الرد مع إقتباس