عرض مشاركة مفردة
  #253  
قديم 08-03-2006, 03:40 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ما قبل وفاته صلى الله عليه وسلم


كانت آخر حجة للنبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وبينما هو هناك ينزل قول الله عز وجل
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )
فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبكيك في الآية فقال: هذا نعي رسول الله عليه السلام.

ورجع الرسول من حجة الوداع وقبل الوفاة بتسعة أيام نزلت آخر آية في القرآن:
"واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"

وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم
فقال أريد أن ازور شهداء أحد فذهب لشهداء أحد ووقف على قبور الشهداء
وقال: السلام عليكم يا شهداء أحد أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون واني بكم إن شاء الله لاحق.

وهو راجع بكى الرسول صلى الله عليه وسلم
فقالوا ما يبكيك يا رسول الله قال: اشتقت لأخواني
قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله قال: لا انتم أصحابي أما أخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني.

وقبل الوفاة بثلاث أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان ببيت السيدة ميمونة فقال اجمعوا زوجاتي
فجمعت الزوجات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتأذنون لي أن أمر ببيت عائشة فقلن آذنا لك يا رسول الله، فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملوا النبي فطلعوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها

فالصحابة أول مرة يرون النبي محمول على الأيادي
فتجمع الصحابة وقالوا: مالِ رسول الله مالِ رسول الله وتبدأ الناس تتجمع بالمسجد.

ويبدأ المسجد يمتلأ بالصحابة ويحمل النبي إلى بيت عائشة.
فيبدأ الرسول يعرق ويعرق ويعرق وتقول السيدة عائشة أنا بعمري لم أرى أي إنسان يعرق بهذه الكثافة، فتأخذ يد الرسول صلى الله عليه وسلم وتمسح عرقه بيده
"فلماذا تمسح بيده هو وليس بيدها"
تقول عائشة: إن يد رسول الله أطيب وأكرم من يدي فلذلك أمسح عرقه بيده هو وليس بيدي أنا ( فهذا تقدير للنبي )

تقول السيدة عائشة فأسمعه يقول:
لا إله إلا الله إن للموت لسكرات، لا إله إلا الله إن للموت لسكرات
فكثر اللفظ أي ( بدأ الصوت داخل المسجد يعلو )
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا؟
فقالت عائشة:إن الناس يخافون عليك يا رسول الله
فقال احملوني إليهم فأراد أن يقوم فما استطاع، فصبوا عليه سبع قرب من الماء لكي يفيق فحمل النبي وصعد به إلى المنبر فكانت آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر كلمات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر دعاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم

قال النبي: أيها الناس كأنكم تخافون علي،
قالوا: نعم يا رسول الله
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا موعدكم معي عند الحوض، والله لكأني انظر إليه من مقامي هذا.
أيها الناس والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم
ثم قال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس الله الله بالصلاة الله الله بالصلاة..
وتعني هذه العبارة ( حلفتكم بالله حافظوا على الصلاة ) فظل يرددها
ثم قال: أيها الناس اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيراً، ثم قال: أيها الناس إن عبداً خيّره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فأختار ما عند الله فما أحد فهم من هو العبد الذي يقصده فقد كان يقصد نفسه أن الله خيّره ولم يفهم سوى أبو بكر الصديق وكان الصحابة معتادين عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كأنه على رؤوسهم الطير فلما سمع أبو بكر كلام الرسول فلم يتمالك نفسه، فعلا نحيبه ( البكاء مع الشهقة )

وفي وسط المسجد قاطع الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ يقول له: فديناك بآبائنا يا رسول الله، فديناك بأمهاتنا يا رسول الله، فديناك بأولادنا يا رسول الله، فديناك بأزواجنا يا رسول الله، فديناك بأموالنا يا رسول الله ويردد ويردد فنظر الناس إلى أبو بكر شظراً ( كيف يقاطع الرسول بخطبته ) فقال الرسول: أيها الناس فما منكم من احد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به إلا أبو بكر فلم استطع مكافأته، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا أبواب أبو بكر لا يسد أبداً

ثم بدأ يدعي لهم ويقول آخر دعوات قبل الوفاة أراكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله أيدكم الله حفظكم الله

وآخر كلمة قبل أن ينزل عن المنبر موجه للأمة من على منبره:
أيها الناس اقرءوا مني السلام على من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة.
وحُمل مرة أخرى إلى بيته.

فدخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن أبي بكر وكان بيده سواك فظل النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى السواك ولم يستطع أن يقول أريد السواك
فقالت عائشة: فهمت من نظرات عينيه أنه يريد السواك فأخذت السواك من يد الرجل فاستكت به - أي وضعته بفمها - لكي ألينه للنبي وأعطيته إياه فكان آخر شي دخل إلى جوف النبي هو ريقي ( ريق عائشة )

فتقول عائشة: كان من فضل ربي عليّ أنه جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت ثم دخلت ابنته فاطمة فبكت عند دخولها ( بكت لأنها كانت معتادة كلما دخلت على الرسول وقف وقبلها بين عينيها ولكنه لم يستطع الوقوف لها )

فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : ادني مني يا فاطمة فهمس لها بأذنها فبكت، ثم قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم مرة ثانية: ادني مني يا فاطمة فهمس لها مرة أخرى بأذنها فضحكت

فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سألوا فاطمة ماذا همس لك فبكيتي؟ وماذا همس لك فضحكت؟!!

قالت فاطمة: لأول مرة قال لي يا فاطمة إني ميت الليلة. فبكيت
ولما وجد بكائي رجع وقال لي: أنت يا فاطمة أول أهلي لحاقاً بي فضحكت!
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }