عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 24-02-2005, 04:56 AM
الحافي الحافي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
الإقامة: أطهر أرض و (أنجس) شعب
المشاركات: 639
إفتراضي جاهدوا الذين كفروا - للشيخ أسامة

الشيخ أسامة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي ، له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد ..

الحمد لله الذي رفع مكانة الجهاد ، ورفعه وسماه (( بذروة سنام هذا الدين )) فله الحمد والمنة سبحانه وتعالى .

ومدح الجهاد وأهله حتى إن الناظر المتأمل في كتاب الله ، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي مواقف السلف والصحابة رضي الله عنهم ليقف مشدوهاً أمام حشد الهائل من الآيات والأحاديث التي ترغب في الجهاد وتحض عليه ، وكذلك التي تتوعد المثبطين عن الجهاد والقاعدين ؛ فنرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون من المجاهدين .

والحمد لله القائل :

{ فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إنّ الله غفورٌ رحيم }

والحمد لله الذي رفع مكانة هذا الجهاد وذكره في القرآن الكريم بأحسن الصفات القرآنية وأجمل النعوت الإيمانية ، فقال في المجاهدين مبشراً لهم :

بأنهم الصادقون

وأنهم المؤمنون حقاً

وأنهم لهم المغفرة والرزق الكريم

وأنهم المحسنون

وأنهم الفائزون

وأن لهم الخيرات

وأنهم المفلحون

وأنهم الخالدون في جنات النعيم

وأنهم المبشرون برحمة الله ورضوانه

وهم أهل الفضل

وأنهم المتقون

وأثبت لهم محبته سبحانه وتعالى في القرآن الكريم - فهنيئاً لهم -

وأنهم الناجون من العذاب الأليم

وأنه لن يضل أعمالهم

وسيهديهم ويصلح بالهم

ويدخلهم الجنة عرفها لهم

فهنيئاً لهم ، هنيئاً لهم ، وطوبى لهم

اللهم اجعلنا من المجاهدين يا أرحم الراحمين


ويقول سبحانه مثبتاً لهم هذه الصفات العظيمة في القرآن العظيم بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم - مثبت صفة الإيمان الحق وأعظم بها من صفة ؛ فالإيمان الحق هو الركن الأول في هذا الدين – يقول سبحانه :

{ والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم }

أثبت صفة الإيمان الحق للمجاهدين والمهاجرين في سبيل الله .

وكذلك يقول سبحانه مثبتً لهم الخيرات ، ومثبتاً لهم صفة الفلاح فيقول سبحانه – مستثنياً خير الناس صلى الله عليه وسلم بعد أن ذم المنافقين القاعدين عن الجهاد قال سبحانه - :

{ رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون * لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون }

شهادة من رب العالمين بأن المجاهدين هم المفلحون ، وأن لهم الخيرات .

ويقول سبحانه - تكملة في الآية التي تليها - :

{ أعدّ الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم }

ويقول سبحانه مثبتاً صفة الصدق للمجاهدين ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا في سبيل الله أولئك هم الصادقون }

فهنيئاً لهم ..



ويثبت محبته سبحانه وتعالى لهم فيقول في سورة الصف :

{ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص }

ويثبت رضاه لهم ورضاه عنهم سبحانه وتعالى حيث يقول :

{ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة }

فهذا غيض من فيض من الآيات التي نزلت في مدح المجاهدين

ويبشرهم سبحانه :

{ يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم }


وكذلك ما ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة ، فمما ورد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم - اسمعوا إلى هذا الحديث – يقول صلى الله عليه وسلم :

" مقام الرجل في الصف خير من عبادة ستين سنة "

حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وورد بعدة روايات منها :

" قيام ساعة في الصف خير من عبادة ستين سنة "

" ساعة في الصف خير من عبادة ستين سنة "

فالحمد لله على ما منّ به علينا في هذا الفضل العظيم .

يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه أبي بكر بن أبي موسى الأشعري ، يقول كنا بحضرة العدو ، فقال أبي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف "

فقام رجل رثّ الهيئة ، فقال : يا أبا موسى أأنت سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، فذهب وقرأ على قومه السلام وكسر جفن سيفه ، وذهب يقاتل حتى قتل .

فقد كان العلماء وعلى رأسهم إمام المحدثين أبو هريرة رضي الله عنه في وسط الصفوف يحضرون مع المجاهدين يحرضونهم على القتال ، ويعلمونهم أمور دينهم .

وكذلك قال عليه الصلاة والسلام لرجل حرس المسلمين ليلة كاملة من أولها إلى الصباح ، ما نزل من على ظهر فرسه إلا لصلاة أو قضاء حاجة ، قال له صلى الله عليه وسلم – لحرس ليلة واحدة فقط - :

" قد أوجبت فما عليك ألا تعمل بعدها "

صلى الله عليه وسلم .

وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الحسن :

" إن السيف محّـاء الخطايا "

نرجو الله أن يمحو ذنوبنا وخطايانا .

وقال عليه الصلاة والسلام – اسمعوا يا إخواني لهذا الحديث – حديث صحيح رواه الإمام مسلم :

" والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله "

وهو الصادق المصدوق والذي لا ينطق عن الهوى يقسم صلى الله عليه وسلم أنه ما كان ليقعد خلاف سرية تغزو في سبيل الله .

أين هذه الروح التي تتشوق إلى الجهاد كمان يتشوق صلى الله عليه وسلم ؟؟!!

وهذه أحاديث صحيحة ، فما الذين أصابنا حتى اثّـاقلنا ولم نعد نجد هذه الروح التي كانت تسري في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صحابته ، وهي الشوق إلى الجهاد .

ويكفي أن تعرفوا أجر الشهيد وما يجده في الدنيا أنه لا أحد يتمنى الرجوع إلى الدنيا إلا الشهيد لما يجد من الكرامة .

فلماذا لم نأخذ مواقعنا إلى الآن بين خنادق المجاهدين رغم هذا الفضل العظيم ؟؟

لماذا لا نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟

لماذا لم نجد هذا الحنين إلى الجهاد في خيار هذه الأمة ؟؟

لمَ لمْ نجده في أبنائنا ؟؟

ولمَ لمْ نجده في علمائنا ؟؟

لماذا كل هذا البعد عن الجهاد ؟؟ عن ذروة سنام الإسلام ؟؟

لم هذا الإهمال لأمر الله ؟؟ لآيات الجهاد وأحاديث الجهاد ؟؟

ويقول الله سبحانه وتعالى - كما ذكرت لكم - :

{ فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد }

هذا خطاب موجه للمؤمنين ..

فلم يا إخوتي لا نجد هذه الروح تسري فينا ؟؟

وإليكم موجز مختصر من مواقف الصحابة – رضي الله عنهم – نذكر أهمية الجهاد :

فرسول الله صلى الله عليه وسلم مكث عشر سنين في المدينة بعد أن أذن الله بالقتال وقد خرج في (27) غزوة ، وما يقارب (60 ) سرية .

أي أنه في العشر سنوات كان هناك من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في كل بضع وأربعين يوماً إما غزوة وإما سرية ، عشر سنين والمسلمون في جهاد دائم بل أشد من ذلك ؛ فالخلافة الراشدة التي اخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها جهاد دائم .

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت يخرج عاصباً رأسه ينبه المسلمين إلى أهمية الجهاد :

" أنفذوا بعث أسامة أنفذوا بعث أسامة "

فالجهاد جزء أصيل من هذا الدين ملازم لحياة الأمة الإسلامية في جميع أطوار حياتها منذ شرع الجهاد ، ليس حالة طارئة .



ولا أدل من أن أسرد لكم أحداث الخلافة الراشدة ، ثم هذا أبو بكر يوم أن استلم الخلافة ارتدت الجزيرة ، فلما ارتدت أفرج الله عنه أنه ليجاهدن الناس ، ليجاهدنهم حتى ترجع إلى ظل الإسلام ، فأرسل الخيل في إثر الخيل ، والجنود في إثر الجنود ، والألوية حتى أعاد الجزيرة بأكملها إلى الإسلام ، وماذا بعد ذلك ؟؟

جمع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جمع المبشرين بالجنة وأخبرهم على عزمه أنه يريد أن يغزو الروم والروم في ديارهم - فاسمعوا إلى خير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى السلف الصالح الذي نقتدي به -

فقال عمر : يا خليفة رسول الله ما تسابقنا إلى خير قط إلا وسبقتني إليه ، أصبت أصاب الله بك سبيل الرشاد ، فو الله إني قد عزمت على هذا الأمر ، وجئت لأخبرك به .

الله أكبر ، خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر يتسابقون إلى الجهاد ، ويعزمون على قتال الكفار كما أمرهم الله سبحانه وتعالى .

فإن لم نقتدي بهؤلاء فبمن نقتدي ؟؟

ثم بعد ذلك .. خلافة أبي بكر - رضي الله عنه- من أولها إلى آخرها وجنود الإسلام في الغزو في القتال سبيل الله ، إلى أن جاءه الأجل وهو على فراش الموت قال :

( علي بعمر . فلما جاء عمر قال : اسمع يا عمر ما أقول لك ثم اعمل به ، إني لأرجو أن أموت من ليلتي هذه ، من يومي هذا ، فإذا مت فلا تمسين حتى تندب الناس مع المثنى )

جهاد .. أمة جهاد ..

ثم يستلم الخلافة عمر – رضي الله عنه – ويبقى في خلافة المسلمين أميراً للمؤمنين ما يقارب الاثني عشر سنة من أولها إلى آخرها تلك الخلافة الراشدة الذين نحن لهم تبع ، كانت جيوش الإسلام في بلاد الشام وفي بلاد العراق تدخل الناس في دين الله أفواجاً ، يعرضون عليهم الإسلام ، فإن أبوا فالجزية ، فإن أبو فالسيف كما حصل في بلاد الشام .

فهذه هي الخلافة الراشدة التي ينبغي أن نتبعها لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

اثني عشر سنة لم يكن لعمر هم أكبر من أن يخرج خارج المدينة يتلقى الركبان يسألهم عن أخبار الجهاد ، وعن أخبار الجيوش الإسلامية في بلاد الشام وفارس .

هذا سلفنا الصالح إن كنتم صادقين في الاتباع والإقتداء ، من أول يوم أنزل فيه قول الله سبحانه وتعالى :

{ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم }

إلى أن التحق جميع الخلفاء الراشدين إلى الله سبحانه وتعالى والأمة في جهاد متواصل .

فعوا جيداً كيف كانت سيرة السلف الصالح – رضي الله عنهم –

وبعد ذلك .. في خلافة أبي بكر وفي خلافة عمر أرسل إلى الناس أبو بكر- رضي الله عنه - إلى أهل اليمن يستنصرهم للجهاد ، ومما جاء في خطابه – بعد أن حرضهم على الجهاد - :

( وأعلموا أن الله لم يرض لكم القول بغير عمل )

وأما عمر لما بلغه – رضي الله عنه – أن الفرس قد اجتمعوا على يزدجرد واتحدت كلمتهم ، قال :

( والله لأضربن ملوك الفرس بملوك العرب - فانتبهوا إلى فعله - فأرسل إلى جميع عماله في الجزيرة ، خاطبهم ألا تدعوا أحداً في ربيعة ومضر ، ولا من حلفائهم ممن كان ذا رأي أو فارساً أو شاعراً أو خطيباً أو ذا نجدة أو ذا شرف وبسطة إلا أرسلتموه طوعاً أو كرهاً )

فقتال الروم والفرس ليس بالهزل
هكذا تعلمنا من خلفائنا الراشدين – رضي الله عنهم –

وإنما أريد أن أُأكد لكم أن هذه الأمة أمة جهاد ، وأن الجهاد جزء أصيل من هذا الدين ملازم لحياة هذه الأمة في جميع أطوار حياتها ، ولا أدل مما ذكرت لكم ، وهو غيض من فيض ، وقليل من كثير فارجعوا عباد الله إلى دين الله ، واتبعوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .


ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969