عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 08-06-2006, 08:07 AM
نهر الحكمة نهر الحكمة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 303
إفتراضي الزرقاوي يحتـرق بجهنميـن ..





الخلايلة يحترق بجهنمين ... تحرير اللون الأزرق


اليوم سأعيد وكثيرون من أبناء وطني وأبناء العروبة الشرفاء وكل من يعرف اللغة العربية من غير أبنائها إحتفاءنا باللون الأزرق ، بعد أن شوهه كائن مسخ طارئ على الانسانية، كما شوه اسم الزرقاء المدينة الاردنية المسالمة التي طالما ارتبطت بذاكرتنا بالمثقفين الأردنيين الذين أنجبتهم .. ولذا فان مقتله وستة من معاونيه في ديالى قد أعاد لها ولنا عبير برتقالها الذي حاول الخلايلة ان يغطيه برائحة الحريق ولون الدم من خلال زرع الموت بدل البرتقال في بعقوبة الحبيبة التي ساهم أبناؤها الجميلون في اعادة الجمال الى ارواحنا من خلال جهدهم البطولي في مقاومة إرهابه وإيصال موقعه الى الجهات الأمنية العراقية ليؤكدوا ، أن روح المواطنة والاخوة العراقية أقوى من النزعة الطائفية المريضة التي سعى الزرقاوي وعملاؤه المحليون الى اشاعتها في بلد متآخ ومتسامح.

ليعانق اليوم كل عراقي أخاه العراقي في الشارع والمعمل والمقهى والجامع والكنيسة بغض النظر عن الطائفة والعرق فقد تغلبنا معاً على وجه كالح من وجوه الشؤم التي حاولت قتل الاخوة والمواطنة داخلنا .. وكان مرأى دماء ذوينا واصدقائنا يبعث الغضب والعتب داخلنا على بعض اخوتنا ممن خلطوا الإرهاب الطائفي بمقاومة الإحتلال عن عمد أو جهل ..
غير أننا كنا نعتقد دائماً أن الإرهاب والإجرام هو الإستثناء في مسيرة الانسانية وليس القاعدة ، وأن لا غنى للعراقيين عن الجلوس مع بعضهم والتعايش في وطنهم الواحد الحر الديمقراطي التعددي بعيداً عن أوهام الاستفراد وحكم الطائفة والعشيرة الذي ساد العراق لعقود طويلة والذي لاينبغي ان يكون طموحاً مستقبلياً لأي طرف.

ينبغي على الذين توهموا بأن خلاص العراق يتم عبر نزيف الدم أن يفيقوا اليوم من غفلتهم .. فالعراق لا يبنى بالقتل والتهييج الطائفي ، ومحاولة إبادة العراقيين وتقسيمهم الى طوائف وأجناس ، ومحاولة إرجاع الزمن الى الماضي ، وتصوير النظام الطائفي العنصري المستبد لصدام حسين على أنه الوسيلة الوحيدة لحكم العراق وحفظ وحدته ، وكأن الطغيان والدكتاتورية هو القدر المحتوم للعراق وأن لا إمكانية تُرى لرؤية عراق آخر يستحقه هذا الشعب العظيم ، الذي قدم للانسانية اولى شرائعها وحضاراتها وقصائدها أيضاً ، في حين أن الإمكانيات كلها متوفرة لنمط انساني من الحكم والعلاقة بالمواطن وحتى بالعلاقة العراقية العربية التي يتوهم بعضهم بأنها يجب ان تقوم على الاحتلال والضم وارسال القتلة والارهابيين ، أو بالعبث بالقضايا المقدسة كالقضية الفلسطينية من خلال تحويلها الى ورقة رخيصة في مزادات مافيوية ترمي الى تحويل العراق والمنطقة الى قطعان رعاع تسبح بمجد دكتاتور قروسطي متخلف .
ولا بد من القول ان العلاقة العراقية العربية يجب ان تبنى على إحترام خيارات الشعوب والدول عبر سعي حثيث لتفهم خصوصياتها وعدم التدخل بشؤونها والعبث باستقرارها لا عبر تبني الرؤية الجاهلية التي تقول ..

إذا انت لم تنفع فضر فانما ... يراد الفتى كيما يضر وينفعا

إن المطلوب من الجميع اليوم اعادة النظر فيما حصل ويحصل من تقتيل يومي للعراق عبر تقتيل العراقيين، مواطنيه الابرياء المسالمين خصوصاً ونحن اليوم على ابواب مؤتمر مصالحة وطنية يقوده نوري المالكي رئيس حكومة الوحدة الوطنية العراقية التي تمثل سائر المكونات العراقية والذين عكس وجودهم لأول مرة معاً بوابة أمل لعراق جديد متسامح ومزدهر.

بقي ان نتساءل عن وسائل اعلام عربية كبيرة تبث في الالفية الثالثة وتقف وراءها دول عربية بكل امكانيات غازها ونفطها وهي تتحدث عن الولي الصالح أبي مصعب الزرقاوي الذي بايعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم في سنة نوم وحمته الملائكة في افغانستان وباكستان والاردن والعراق دون ان تفسر لنا أين كانت قداسته المزعومة عندما انهالت القذائف والاحذية عليه مساء أمس ؟





الشاعر علي الشــلاه
شاعرو كاتب عراقي

__________________
( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )