عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 20-07-2005, 08:07 AM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي لندن والحصاد المر

بسم الله الرحمن الرحيم

ولانزال نعيش أجواء تفجيرات مدينة الضباب وتداعياتها الضبابيه وإنعداماً في الرؤيه الأفقيه حتى هذه اللحظه،ففي حين اُعلنت نتائج التحقيقات الأوليه والتي أوضحت أن منفذين التفجيرات من مواليد بريطانيا وممن تلقى تعليمهم هناك،لا تزال فئه من فصيلة النطيحه والمترديه وما أكل السبع ممن تسمو زوراً بكتاب في صحفنا الصفراء منها والخضراء،يخرجون علينا بدموع التماسيح والبكاء على "شهداء" لندن من الأبرياء!.
في حين لم نسمع لهؤلاء صوتاً ولا أمتاً عندما كانت الصواريخ الأمريكيه والبريطانيه تدك منازل إخواننا في العراق على رؤوس أصحابها،ولم أرَ أحدهم أو إحداهن ذرفت دمعه على ما يُفعل بحرائر العراق في أبي غريب من جرائم ليس الإغتصاب أشنعها،ولا عجب،فهؤلاء الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع خوفاً من أمريكا وبريطانيا وطمعاً في رضاهما لا يُؤثر في قلوبهم سوى أشلاء العلوج.
وعلى الرغم من أن أكثر من ثلثي الشعب البريطاني_بحسب إستطلاعات صحيفة الغارديان الأخيره للرأي_على قناعه تامه بأن ما حدث في لندن هو ناتج طبيعي ومتوقع لإستمرار الحرب الغير شرعيه على العراق،إلا أن علوجنا أقصد كتابنا وكاتباتنا_وبالمناسبه فلا فرق بين الإناث والذكور من هذه الفئه_أبوا إلا مخالفة ما يعتقده الشعب البريطاني،فمنهم من إتهم مناهج التطرف التي تدعو إلى إستعداء الآخر،ولا أعلم عن أي مناهج تطرف تُدرس في لندن يتحدث هؤلاء الحمقى!،في حين فضّل البعض الآخر الإستمرار في مسلسل البُكائيات والرثائيات على الأبرياء مع إلصاق كل النعوت بالجهاد والمجاهدين بدأ من المقاومه في فلسطين وليس إنتهاء بأختها في العراق.
ناهيك طبعا عن البيانات الإستنكاريه شديدة اللهجه والتي صدرت عن رموز دينيه تحرم وتجرم هذه الأفعال وتقطع بخلود فاعلها في نار جهنم،والتى لم يُخبرنا أحد متى إطلع هؤلاء عليها ورأوهم هناك!.
لفد حاولت جاهداً أن أحزن على من سقط في التفجيرات،ولكنني أعترف فقد فشلت فشلاً ذريعاً في ذلك،فكلما تخيلت التفجير والجثث المتطايره أستحضر فوراً صور إخواننا في العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها ممن أصبح التفجير لديهم نوعاً من الروتين اليومي والذي قد يُفتقد إذا تأخر عن موعده،لذا أقول لهؤلاء وهؤلاء لن تُجدي ألف مقاله ولن يجدي نفعاً ألف بيان إستنكار ولن تفي بالغرض ألف فتوى مُعلبه جاهزه مادام هناك حق مغتصب وحكومات عميله تدثرت برداء الذل وإستمرأت الإنبطاح،وهذا غرسك يا لندن قد أينع وطاب حصاده،فهنيئاً لكِ.
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

والسلام عليكم ورحمة الله.