عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 30-09-2000, 10:02 AM
NASIH NASIH غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 39
Lightbulb تفسير سورة الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم
قال سيف الله الصقيل، ناصر الحق الإمام الجليل، طارق بن محمد السعدي بن الخليل في تفسير ( سورة الإخلاص ):
(( إن سورة ( الإخلاص ) قد اشتَمَلَت على عِلْمِ التوحيد ـ المطلـوب بقولـه تعالى: { فاعلـم أنـه لا إلـه إلا الله } ـ، وبيَّنَت أركانَه ـ وهي: الإثبات، والتنزيه، والإفراد ـ بـالإجمال:
وذلك أنها بيَّنت بـ( الأحديَّـة ): ثُبُوت ألوهيَّـة الله تعالى، مجيبة طالـبَ معرفة الإلـه.
وبـ( الصَّمديّة ): نزاهتـه، مجيبة ما قد يطرأ على العبد من اشـتباه التسلسل والـدَّور.
وبـ( نفي الكُفء ): تفرّده عن المُحْدَثـات، سـالبة مـا قد يطرأ بعد ذلك على العبد من حيـرة التسـليم؛ لما يعلم من معاني العالَـم.
وذلك أن قول الله تعالى: ( قُـلْ ) يعني: افعل ما يَدُلّ على ما آمنتَ بـه: أن ( هو ) يعني: نفس الإلـه، واسمه الجامع ( اللهُ ) يعني: نفس الإله المؤثِّر في الوجود بكلِّ مُمكن له، ما يُظهر أنه المستحق لإقبـال العِبـاد عليه بالكليَّة ( أحـدٌ ) يعني: أنه واحد على التحقيق، فليس هو على معنى ممكن معهود عند الخلق، ولا يُذْكر معه غيره.
( الله الصَّمد ) يعني: القائـم بنفسـه، فلا يفتقر إلى شـيءٍ. والافتقار: قَبُول معان الحِدْثَان.
( لم يلد ) يعني: لم يُوْجِد الأشـياءَ منه، فليس هو عِلّةَ الأشـياء، ( ولم يُوْلَد ) يعني: ولم يوجَد هو مِن شيءٍ، فلا يُعَـلّ بشيءٍ. وذلك قول سـيدنا رسـول الله محمد صلى الله عليه وسلم: { كان الله ولم يكن شيءٌ غيره }.
تنبيه: الأصل في العِلة: أن تكون مولِّد الشـيء، أي: يكون الشيء جزءاً منها.
( ولم يكن له كفواً أحد ) يعني: وليس له مِثْلٌ أو شَرِيكٌ، فما خطر ببالك، فالله ليس كذلك.

فائدة: في الفرق بين اسم ( هو ) و( الله ):
اعلم: أن ( هو ) اسـم يدل على نَفْسِ الإله، فيُخْبِر عنه إخباراً تامّـاً لا يُخالطه شـيءٌ من آثـاره. و( الله ) يدلّ عليه، مع مشـاهدة آثـاره.
ولذلك قال أهل التحقيق من القوم: أن ( هو ) اسم الله الأعظم، واقتصروا عليه في الذّكر لكونه لا يصرف القلب عن نفس الذات.
تنبيه: وهذا الحـال لا يُقلّد فيـه القوم، بل لا عجب أن يُنكـره عليهم مَن لم يَـذُق حلاوةَ الإيمـان، وصفـاء الجنان، وطـوع الأركـان. وإنما ذكرنـاه لتمام الفائدة، وقطع الألسِـنَة الحائـدة.
هذا، ومن جهة أخـرى: فـإن ( الهـاء ) تخـرج من أول المخارج وابتدائها، و( الواو ) من آخر المخارج وانتهائـها، فجمع اسـمُ ( هو ) الأحرف التي يُعَبّر بها عن أسـماء الله تعالى وصفاتـه، فدلّ على أن الله تعالى الأول الآخـر، الذي لا ينبغي أن يفنى العبـدُ إلا بـه، فلا أن يتوقف عند سـواه وإن كان شـاهِداً عليه. )) انتهى كلامه النفيس.
وللاتصال بفضيلته واستفتائه، راسله على البريد:
talsaadi@hotmail.com