عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 06-02-2004, 08:57 AM
Bilal Nabil Bilal Nabil غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 776
إفتراضي

1995: المقاومة تتصاعد

تصاعد عمليات المقاومة وتناميها في الجنوب والبقاع الغربي كان واحدا من ثوابت العام 1995، اذ ان الاحصاءات تظهر ان فصائل المقاومة، وفي مقدمتها المقاومة الاسلامية، نفذت (بحسب بياناتها) نحو 876 عملية اي بزيادة نحو 363 عملية عن العام الذي سبق.

وبحسب احصاءات المقاومة الاسلامية فإن ما لا يقل عن 55 في المئة من عمليات المقاومة خلال العام 1995 استهدفت دوريات الجيش الاسرائيلي ومواقعه بالذات، وهو ما يظهر ان المقاومة استفادت الى حد كبير من ما سمي “تفاهم تموز 1993” الذي ينص صراحة على الا تتعرض اسرائيل للقرى الجنوبية الآمنة بالقصف بالطيران والمدفعية، في مقابل الا توجه المقاومة صواريخ “الكاتيوشا” الى المستوطنات الاسرائيلية في الجليل الأعلى.

كما سجل عام 1995 عودة حزب الله المقاومة الاسلامية الى اسلوب العمليات الاستشهادية، اذ نفذ أحد مقاوميه صلاح غندور عملية بالقرب من بنت جبيل (25/4) استهدفت دورية اسرائيلية وذكرت معلومات الوكالات الدولية ان هذه العملية اوقعت عشرة جرحى اسرائيليين وعشرين عنصرا من الميليشيا المتعاملة.

من جانب آخر اعلنت “المقاومة الاسلامية” انها قصفت خلال العام 1995 المستوطنات الاسرائيلية 15 مرة بصواريخ ال”كاتيوشا” ردا على قصف اسرائيل لاهداف مدنية في الجنوب، وافادت المصادر الاسرائيلية ان هذا القصف ادى الى مقتل مستوطن واحد وجرح 52 آخرين.

وفي العام 1995 خسرت المقاومة الاسلامية اثنين من قيادييها الميدانيين بعمليات خارج الشريط المحتل، عندما لاحقت المروحيات الاسرائيلية (21/2) القائد رضا ياسين بينما كان يمر بسيارته على طريق دردغيا الحميري في قضاء صور ثم قصفتها بصاروخ مما ادى الى استشهاد ياسين، وفي شهر تشرين الثاني فجر مجهولون عبوة ناسفة بسيارة المسؤول سعيد حرب في بلدة جبشيت مما أدى الى استشهاده على الفور.

بلغ عدد الاصابات في الجيش الاسرائيلي بحسب بيانات المقاومة عام 1995، نحو 60 قتيلا و208 جرحى، فيما بلغ عدد الاصابات في “جيش لبنان الجنوبي” بحسب البيانات نفسها، 70 قتيلا و144 جريحا، اما الاعتراف الاسرائيلي بالخسائر فقد اقتصر على 29 قتيلا و165 جريحا.

أهم العمليات التي نفذت في خلال العام 1995 هي:

عملية الدبشة في 17/5 والتي ادت الى مقتل 3 اسرائيليين وجرح 13 آخرين وهجوم آخر على موقع برعشيت بتاريخ 18/6 ادى الى مقتل عسكريين وجرح 5 من جيش الاحتلال.

في 16/9 مقتل ضابط اسرائيلي وجرح اثنين في عملية للمقاومة في العديسة.

13/10 مقتل 10 اسرائيليين وجرح 11 في هجومين على قافلة اسرائيلية في العيشية وعلى قوة مدرعة في مزرعة المحمودية.


1996: تصعيد إسرائيلي

بدأ العام 1996 بتصعيد اسرائيلي واسع من خلال غارات جوية وقصف مدفعي، وقد ظهر واضحا ان هدفا سياسيا كان وراء هذا التصعيد يتلخص في تعديل “تفاهم الكاتيوشا” لعام 1993، خصوصا في ظل ارتفاع كبير في وتيرة عمليات المقاومة ونوعية هذه العمليات التي سجلت اصابات كبيرة في صفوف جيش الاحتلال والميليشيات المتعاملة.

في (20/3) دفعت العملية الاستشهادية التي نفذها المقاوم علي أشمر من “حزب الله” في قافلة عسكرية اسرائيلية في الجنوب مما أوقع قتيلا اسرائيليا برتبة نقيب و5 جرحى آخرين، دفعت هذه العملية السباق بين التهديدات العسكرية والجهود الديبلوماسية الى ذروته، وسط ازدياد المخاوف من تصعيد واسع تذكيه حرب كلامية لا سابق لها في الدولة العبرية بين مطالب بتنفيذ عملية واسعة في لبنان ومطالب بالانسحاب الفوري، الأمر الذي وضع حكومة شمعون بيريز في مأزق لم تجد مجالا للهرب منه إلا بتنفيذ عدوان واسع ضد لبنان بدأ يوم 11/4 واستمر 17 يوما مع التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار عرف ب”تفاهم نيسان” وشاركت فيه سوريا والدولة اللبنانية بشكل غير مباشر مع اسرائيل بوساطة أميركية فرنسية مشتركة وتشكل بمقتضاه بعد ذلك لجنة للمراقبة شاركت فيها الولايات المتحدة وفرنسا واسرائيل وسوريا ولبنان، ومن ابرز بنوده اعادة التأكيد على الامتناع عن قصف المناطق الآهلة بالسكان وعدم استخدامها في العمليات العسكرية.

العدوان الاسرائيلي ضد لبنان (نيسان 1996) طال جميع المناطق اللبنانية بالقصف الجوي والبحري ودمر البنى التحتية بما فيها محطات الكهرباء والمياه، لكن ما ارتكبه العدو في عدوانه كان المجزرة في مركز للقوة الدولية في قانا فقتل أكثر من 130 مدنيا وسقط 150 جريحا.

في (12/5/1996) ظهر الارباك واضحا على الحكومة الاسرائيلية بعد ان شعرت باهتزاز جديد في مصداقيتها في اعقاب تعرض جنودها في جنوبي لبنان لأول اصابات منذ وقف اطلاق النار والتوصل الى تفاهم نيسان، فقد نصبت مجموعة للمقاومة الاسلامية كمينا لدورية اسرائيلية على طريق سجد الريحان وامطروها بالقذائف والرصاص فأصيب خمسة بينهم 3 ضباط.

وفي أكبر عملية للمقاومة منذ “التفاهم” قتل أربعة عسكريين اسرائيليين هم 3 ضباط ورقيب وجرح سبعة آخرون في انفجار عبوتين ناسفتين وسط بلدة مرجعيون (30/5) في عمق الحزام الأمني الواقع تحت الاحتلال، وقد ساد اسرائيل الارتباك مرة أخرى واشتعلت نقاشات بين “الليكود” و”العمل” حول “تفاهم نيسان” وهل هو في مصلحة اسرائيل خصوصا وان عمليات المقاومة ومواقعها لا تمس وليس فيها ما يخرق “التفاهم”.

وهكذا توالت الضربات الموجعة ضد جيش الاحتلال مشيرة الى استخدام المقاومة اسلحة صاروخية متطورة، وفي عملية ناجحة قتل خمسة جنود اسرائيليين بينهم ضابطان وجرح ثمانية آخرون (10/6) ضد موقع الدبشة.

ويقول “ميخائيل سيسار”: “ان صورة احتلال موقع تلة الدبشة يترك بالتأكيد أثرا على جندي طوال حياته كانوا يقولون له ان الجيش الاسرائيلي لا يترك مواقعه، وان الجيش الاسرائيلي لا يقهر، وحتى إذا لم يعترف الجنود بذلك فمن المؤكد ان هذا سوف يؤثر على المعنويات، ان هذا يشبه بعوضة صغيرة تتسلل الى الدماغ ولا تتوقف عن اللسع”.

وتحت عنوان “فيلم من اخراج حسن نصر الله” جاء في تقرير نشر في المجلة الناطقة بلسان الجيش الاسرائيلي: “ان جزءا من قوة اسناد العمليات يتمثل عند حزب الله بوحدة التصوير فإذا كان في الخلية شخص مكلف بوضع العبوة الناسفة وشخص آخر مسؤول عن اطلاق النار، فإن في اغلب الأحوال هناك أيضا شخص مسؤول عن تصوير العملية، ولا ريب ان لهذه الدعاية تأثيرا على الجمهور الاسرائيلي..”.

ومع عملية المقاومة في سهل الجرمق العيشية (25/10) الذي سقط فيها 3 جنود وأصيب خمسة من قوات الاحتلال والعملية التي نفذت على طريق مركبا العديسة (24/12) الذي قتل فيها ضابط وجندي تكون حصيلة عمليات المقاومة خلال العام 1996 قد بلغت حسب الاعترفات الاسرائيلية 28 قتيلا اسرائيليا و88 جريحا.


1997: جاؤوا كوماندوس
وعادوا أشلاء..!

عام 1997 غرق الاحتلال أكثر وأكثر في رمال المقاومة ووقع في المأزق.

“انهم يجننون جيشنا، لا نعرف كيف يظهرون فجأة وكيف ينقضون علينا من مسافات قريبة”.

“انهم أبناء أرضهم، ونحن نتحرك من دون عيون”.

“ان حزبا يُرسل أبناء قادته الى الجبهة يُفترض بنا ان نقدره أكثر”.

هذه عيّنة من عبارات حاول جيش الاحتلال الاسرائيلي جعلها اختصارا للحرب القائمة في الجنوب اللبناني، ففي العام 1997 كانت المواجهة في لبنان تأخذ شكلا جديدا، فقد حصلت اسرائيل بعد حرب “عناقيد الغضب” على اتفاق “تفاهم نيسان” ارادته تبريرا لوقف اعمالها العدوانية الواسعة كونه يحقق “أمنا مشروطا” لسكان مستعمرات الشمال، لكنها فشلت في جعله اتفاقا يقيد حركة المقاومة ويحمي جنودها في لبنان.

في مقابل ذلك حصل تطور غير عادي في عمل المقاومة، لا سيما على الصعيد الأمني التقني، كانت ذروته “الفخ” الذي نصب لوحدة كوماندوس في بلدة انصارية (5/9/1997) على ساحل الزهراني والذي ادى الى افشال عملية أمنية ضخمة للعدو والى ابادة كاملة للوحدة التي كلفت بالمهمة والتي عادت اشلاء من العملية التي وصفها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بأنها اسوأ ما رآه في حياته.

تصدى للقوة التي كانت من “قوات النخبة” في الجيش الاسرائيلي مجموعات المقاومة الى جانب قوة من الجيش اللبنانية المتواجدة في البلدة وقتل فيها خمسة من ضباط العدو (مقدم ورائد وثلاثة نقباء) اضافة الى ستة رتباء، وبينما طالبت اسرائيل الصليب الأحمر بالعمل على اعادة اشلاء القتلى، اشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى ان هذه الأشلاء ستستخدم في عملية لتبادل الأسرى.

وفي العام 1997 أيضا، أطلق “حزب الله” مشروعه لتوسيع الاطار البشري والسياسي للمقاومة من خلال اطلاق فكرة “السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال” التي افتتحت نشاطها بعد أشهر ب3 عمليات ضد جيش العدو.

وسجل في العام 1997 سقوط الشهيد هادي نصر الله نجل الأمين العام لحزب الله في مواجهة عسكرية ضارية (14/9/1997) في جبل الرفيع في اقليم التفاح وكان لهذا الاستشهاد الاثر البالغ على معنويات المقاومين الذين شعروا بمزيد من الثقة بقيادتهم والحصانة لعملياتهم في مواجهة العدو.

وفي ما يأتي موجز بأبز عمليات المقاومة عام 1997:

(31/1): اعترفت اسرائيل بمقتل ثلاثة جنود في انفجار عبوة ناسفة بقوة اسرائيلية كانت تتحرك في قطاع الشومرية.

(11/5): نفذت المقاومة الاسلامية واحدة من اجرأ عملياتها وتمكنت من احتلال موقع سجد وتطهيره من عناصر الميليشيات المتعاملة والسيطرة التامة عليه لأكثر من ساعة واخلائه لاحقا بعد تدميره.

(18/5): ردا على عملية سجد حاولت قوة اسرائيلية التسلل الى جبل الضهر عند اطراف البقاع الغربي ووقعت في كمين للمقاومة أوقع فيها ثلاثة جنود قتلى اضافة الى سبعة جرحى.

(28/8): تلقت قوات الاحتلال ضربة عسكرية اهدتها حركة “أمل” الى الامام موسى الصدر واسفرت العملية عن مصرع ستة جنود اسرائيليين وجرح أكثر من عشرين آخرين في وادي الحجير، خلال مواجهات عنيفة خاضها مقاتلون من حركة “أمل” وسقط فيها أربعة شهداء للحركة وجرح ثلاثة.

(14/9): قتل عسكريان اسرائيليان وجرح ثالث في عملية للمقاومة الاسلامية قرب طلوسة واعلنت المقاومة عن سقوط شهيدين لها في مواجهات جبل الرفيع بينهما ابن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

(18/9): شنت “المقاومة الاسلامية” وحركة “أمل” ما يشبه الحرب الشاملة على مواقع القوات الاسرائيلية المحتلة على امتداد الشريط الحدودي المحتل وصولا الى اقليم التفاح، وبلغ عدد العمليات 28 عمليات اعترف العدو بمقتل ضابط وجرح 11 وتدمير دبابة “ميركافا”.

(8/10): قتل أربعة جنود اسرائيليين وجرح تسعة آخرون ومسؤول في ميليشيا انطوان لحد التابعة للاحتلال في عمليات نفذتها المقاومة ضد مواكب قيادية اسرائيلية.

يبقى ان حصيلة عام 1997 من عمليات المقاومة انه تم تنفيذ 889 عملية عسكرية ضد قوات الاحتلال بينها 789 عملية نفذتها المقاومة الاسلامية، اعترف العدو فيها بمقتل 41 جنديا من جنوده وجرح 114، وبمقتل 25 لحديا وجرح 74 آخرين، اضافة الى تدمير ست دابات “ميركافا”، فيما بلغت هذه الخسائر حسب مصادر المقاومة: 63 قتيلا و147 جريحا اسرائيليا و29 قتيلا و77 جريحا لحديا وتدمير 12 دبابة و8 آليات مختلفة.
في المقابل، سقط للمقاومة 56 شهيدا بينهم 41 شهيدا للمقاومة الاسلامية و12 شهيدا لحركة أمل وثلاثة شهداء لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين كما استشهد 38 مدنيا وجرح 132 آخرون وابعدت قوات الاحتلال 33 مدنيا.
__________________
من قسوة الاصداف..من ظلمتها....
تنبلج الدرة.....
من رحم الهجير ...يولد الندى....
وفي انتهاء الصوت ...يبدا الصدى....
لك الحياة في الردى...
لك الحياة في الردى...
ايتها الزهرة..
ايتها الفكرة..
ايتها الارض التي تؤمن دوما انها حرة...
احمد مطر