عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 06-02-2004, 08:58 AM
Bilal Nabil Bilal Nabil غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 776
إفتراضي

1998: جنود الاحتلال في حقل رماية؟
عام 1998 شهد تزايد اختراقات مجموعات المقاومة لخطوط العدو ومواقع الميليشيات المتعاملة من جهة وتوسيع رقعة القصف المدفعي الاسرائيلي العشوائي على القرى الآهلة، الأمر الذي اضطر معه “حزب الله” وعلى مرات عدة الى استخدام صواريخ ال”كاتيوشا” ضد المستعمرات الشمالية ومنطقة الشريط الحدودي المحتل.

وتميز عام 1998 بتطورات أمنية وسياسية لافتة في المنطقة الحدودية وأبرز هذه التطورات ارتفاع عدد العمليات العسكرية التي نفذتها المقاومة ضد الاحتلال، إذ بلغت 1320 عملية طاولت نقاط تمركز الجيش الاسرائيلي الذي بلغت خسائره 24 جنديا خلال عام 1998 اضافة الى مقتل 34 عنصرا من ميليشيا القوات المتعاملة معه، وفي المقابل استشهد 41 مقاوما لبنانيا، واحد منهم ينتمي الى الحزب الشيوعي اللبناني وآخر الى الحزب القومي السوري الاجتماعي واثنان الى حركة أمل أما الباقون فينتمون الى “حزب الله”.

وأحصت المصادر الأمنية خلال العام نفسه استشهاد 23 مدنيا لبنانيا سقطوا نتيجة القصف الاسرائيلي لقرى الجنوب فضلا عن جرح 70 مدنيا. أما أبشع ما أسفرت عنه غارات الطيران الاسرائيلي فكان في بلدة جنتا البقاعية (22/12) التي أدت الى ابادة عائلة مؤلفة أم وستة من أولادها أكبرهم في العاشرة من عمره، وقد ردت المقاومة الاسلامية على هذه الغارة بأن اطلقت وابلا من صواريخ “الكاتيوشا” على مستوطنات اسرائيلية (23/12) وأفيد عن اصابة 16 شخصا بجروح.


أما أبرز عمليات المقاومة خلال العام 1998 فقد جاء وفق الشريط التالي:

(27/2): قتل ثلاثة جنود من جيش الاحتلال وجرح اثنان في هجوم نفذته “المقاومة الاسلامية” على موقع بلاط في القطاع الغربي المحتل بعد ساعات قليلة على اعلان رئيس وحدة الارتباط في جيش العدو الجنرال ايلي عميتاي عن تكتيكات جديدة “تُفقد حزب الله توازنه و تمنعه من اختراق الحزام الأمني وتجعل المواقع أكثر حماية”.

(26/5): اثار انفجار عبوة ناسفة في مكان لا يبعد أ كثر من 75 مترا من الحدود اللبنانية الاسرائيلية وأودى بجنديين اسرائيليين، قلقا لدى القيادة العسكرية والسياسية في اسرائيل نظرا الى العمق غير المألوف الذي تمكنت المقاومة من بلوغه لتنفيذ هذه العملية النوعية.

(2/7): شنت المقاومة الاسلامية هجمات على 18 موقعا حدوديا في الوقت نفسه وتمكنت من اقتحام موقع حداثا ورفعت اعلامها عليه، واعترفت اسرائيل باصابة عسكريين احدهما برتبة ضابط و5 جرحى من جيش لبنان الجنوبي.

(12/8): اعترف الجيش الاسرائيلي بأنه مُني ب”فشل خطير” ازاء مواجهة جرت مع مقاتلي “حزب الله” في موقع سجد وتمكن احدهم خلالها من التقدم داخل الموقع واشتبك بالسلاح الأبيض مع أحد عناصره قبل أن يرفع علم الحزب وينسحب سالما رغم ملاحقة طائرة مروحية له. وفيما انتقد ضباط من جيش الاحتلال الصحافة الاسرائيلية لوصفها ما حدث بأنه “خزي وعار”، قال وزير الامن الاسرائيلي “أفيغدور كهلاني” إن “الحادث يدعو الى الشعور بالعار وان “حزب الله” يستمر في احراجنا هناك”.

(27/11): أعلن ناطق عسكري اسرائيلي مقتل جنديين اسرائيليين وجرح اثنين آخرين، موضحا أن الجنديين قتلا قرب موقع بلاط في القطاع الغربي المحتل من جراء انفجار عبوة زرعها رجال المقاومة.


1999: عام المبادرة

يمكن أن يختصر العام 1999 من عمر المقاومة بعنوان واحد، هو عام المبادرة، بدأ بقتل قائد فرقة لبنان في قوات الاحتلال إيرز غيرشتاين (1/3) وانتهى بعملية استشهادية في عمق المنطقة المحتلة نفذها الشهيد عمار حمود (30/12).

إنها “حرب الأدمغة والمواجهة بذكاء.. فالجيش الصغير والذكي حلم ايهود باراك عندما كان قائدا للاركان، هو “حزب الله” ومسألة أنهم يسمونه طيلة الوقت مخربين لن يغير في الحقيقة شيئا”.

هذا ما جاء في صحيفة “يديعوت أحرنوت” 5/3/1999 مع تصاعد صرخات المطالبة بالهروب من لبنان والتي تحولت الى وعد انتخابي لإيهود باراك في وقت كان ميدان الحرب يشتد على أكثر من اتجاه: اقتحام مواقع، اغتيالات، عمليات خطف، قصف متبادل.

نفذت المقاومة الاسلامية خلال العام 1999، 1530 عملية قتلت خلالها 16 جنديا اسرائيليا حسب اعتراف العدو وجرحت 17 آخرين وقتلت 21 عميلا لحديا وجرحت 99 آخرين، وأسرت أربعة لحديين في اقتحامات لمواقع.

إلى ذلك، كان الجنوب يعيش أحداثا مهمة في محطتين مهمتين جذبتا أنظار العالم وليس اللبنانيين وحدهم، وقد تمثلت المحطة الاولى في مبادرة الشباب الى ازالة الشريط الشائك من حول بلدة أرنون المحتلة (شباط 1999) أما المحطة الثانية فكانت انسحاب “جيش لبنان الجنوبي” من منطقة جزين (حزيران 1999).

وقبل أن يتسلم ايهود باراك مهامه رسميا، خلفا لبنيامين نتنياهو وقع الاجتياح الاسرائيلي الثالث مستهدفا هذه المرة البنية التحتية وبشكل خاص محطات الكهرباء والجسور التي تربط الجنوب ببيروت وبدأ بقصف جوي في (25 حزيران 1999)، وكان الهدف الاسرائيلي من وراء هذه العملية تعديل “تفاهم نيسان” الذي أعطى، حسب وزير خارجية العدو، “حزب الله” هامشا واسعا بخلق “توازن رعب جديد ينهك قدرة الردع الاسرائيلية”.

فقد نجح “حزب الله” في تسديد ضربات موجعة مع بداية العام 1999 الى قوات الاحتلال، وكان أبرز هذه العمليات في (23/2) عندما وقعت قوة كوماندوس اسرائيلية من نخبة المظليين في كمين للمقاومة الاسلامية بالقرب من منطقة الجبور راشد في البقاع الغربي، وأدت المواجهة حسب الاعتراف الاسرائيلي الى سقوط ثلاثة ضباط قتلى وخمسة جرحى، بينهم قائد وحدة الكوماندوس المقدم ايتان بلحسن.

ولم يمض أسبوع على هذه العملية وجهت المقاومة ضربة موجعة أخرى ضد الاحتلال داخل الشريط الحدودي المحتل، وهو ما اعتبرته الصحافة الاسرائيلية أكبر صفعة للجيش الاسرائيلي منذ دخوله لبنان عام 1982، فقد نفذ رجال المقاومة عملية مزدوجة (1/3/1999) على طريق الحاصباني كوكبا أدت الى مصرع أربعة اسرائيليين بينهم قائد القوات الاسرائيلية في الشريط المحتل، وهو أرفع رتبة عسكرية في المنطقة، الجنرال ايرز غيرشتاين ومساعده وسائقه والمراسل العسكري للاذاعة الاسرائيلية، اضافة الى جرح ثلاثة آخرين واحراق عدد من الآليات والسيارات العسكرية.

في (27/4) قامت “المقاومة الاسلامية” بشن 20 هجوما على طول الجبهة مع العدو الاسرائيلي وعملائه، فتمكنت من اقتحام موقع سجد وتدمير الدشم واصابة ثمانية جنود اسرائيليين بجراح اضافة الى ثلاثة من الميليشيات.

وبينما كان الكيان الصهيوني يودع بنيامين نتنياهو بانتخاب ايهود باراك كانت المقاومة تعيد رسم قواعد اللعبة في جنوب لبنان وتذكر باراك بوعد الانسحاب بدفعات من صواريخ الكاتيوشا، بلغت 60 صاروخا، سقطت على المستعمرات الشمالية واصبع الجليل مخلفة 9 جرحى واضرارا مادية جسيمة (18/5).

وفي (17/9) تحول الجنوب الى مسرح لعمليات الكر والفر بين المقاومة وقوات الاحتلال التي خرقت تفاهم نيسان مرات عديدة باستهدافها المدنيين، حيث أفيد أن عمليات المقاومة في هذا اليوم انزلت في الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة بينها مقتل ثلاثة جنود وجرح خمسة آخرين.

واختتمت المقاومة الاسلامية عملياتها في العام 1999 عشية يوم القدس العالمي وقبل ساعات من انتهاء العام، بقيام الاستشهادي عمار حمود (30/12) بتفجير نفسه على طريق رئيسي في قرية القليعة التي يعتبرها الاسرائيليون منطقة أمان بالنسبة لهم أثناء مرور دورية اسرائيلية وأوقع في صفوفها خمسة عشر اصابة.


2000: عام النصر والتحرير

في هذا العام احتفل اللبنانيون ومعهم كل العرب والمسلمين بتحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي بعد احتلال دام 22 عاما.

واذا كان يوم 24 أيار من العام 2000 فجر النصر والتحرير لرجال المقاومة فهو بالنسبة للجيش الاسرائيلي يوم الانسحاب الذليل والهزيمة النكراء.

“إنه يوم المهانة” كتبت “يديعوت أحرنوت” واستذكر فيه البعض مشاهد الذل الفيتنامي الجنوبي والاميركي في سايغون.
ماذا سبق الانسحاب؟

في واحدة من الضربات الموجعة للاحتلال خسرت اسرائيل واحدا من الرعيل الأول لعملائها، رأس الحربة الميدانية لعملياتها العسكرية في جنوب لبنان، عندما سجلت المقاومة نجاحا نوعيا في قطع رأس الميليشيات المتعاملة باغتيال عقل هاشم (30/1/2000) الذي وصفه رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك بأنه “رفيق سلاحنا طوال عشرين سنة”.

وبعد 24 ساعة على اغتيال عقل هاشم، أصيبت اسرائيل بصدمة كبيرة، بعدما توجت المقاومة عمليتها النوعية بإصابة قافلة عسكرية بصاروخين وسقوط ثلاثة قتلى واصابة اربعة”.

في (1/2/2000) كتب ناحوم باريناع في “يديعوت أحرنوت” تعليقا على اغتيال هاشم والعملية الاخيرة: “في الأشهر الاخيرة بدا أن الانسحاب من لبنان أمر سهل وبسيط، أنه سيتم بالتخدير، بدون آلام، بدون قتلى، وسيشعر الاسرائيلي بالسعادة، غير أن التوقعات المتفائلة لم تصيب، ففي يوم أمس وفي صباح صاف، خرج نائب وزير الدفاع أفرايم سنيه وقائد المنطقة الشمالية غابي اشكنازي لتقديم واجب العزاء في بيت عقل هاشم، وفي الوقت الذي كانت فيه المروحية تتجه شمالا الى داخل لبنان كانت مروحية أخرى تسير جنوبا تحمل على متنها مصابي الجيش الاسرائيلي.. يا لها من معضلة”.

في (1/3) بث التلفزيون الاسرائيلي أن الجيش الاسرائيلي أعد خطة لانسحاب عاجل من الجنوب في حال حدوث فرار عام لعناصر “الجنوبي”، واضاف التلفزيون أن الخطة تنص على اجلاء العسكريين الاسرائيليين في الشريط الحدودي المحتل “في غضون أيام”، وتحدث التلفزيون في تقريره عن قلق المسؤولين العسكريين الذين يتخوفون من تفكك “جيش لبنان الجنوبي” مع اقتراب موعد الانسحاب العسكري الاسرائيلي الذي وعد به باراك في تموز سواء باتفاقه مع لبنان وسوريا أو من دونه.

في الوقت نفسه كانت المقاومة الاسلامية تشدد في ضرباتها ضد الميليشيات المتعاملة والجيش الجنوبي، وفي واحدة من عملياتها قتلت 5 من هؤلاء (3/3) وجنديا اسرائيليا و7 جرحى، ولم يكن يمر يوم يفصل عن قرار الانسحاب الاسرائيلي في (24/5) الا ويسجل ضربات واقتحامات موجعة من قبل المقاومة في عملية مطاردة مدروسة ضد العناصر والمواقع العميلة داخل الشريط الحدودي.

في (25/5) كان انهيار “جيش لبنان الجنوبي” وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الشريط الحدودي، لكن الانتصار لم يكتمل، فما زالت مزارع شبعا تحت الاحتلال والمقاومة ستستمر حتى تحرير آخر شبر من المزارع.

وفي (7/10/2000) وبعد أشهر من الانسحاب الاسرائيلي المذل وتأكيدا على استمرار المقاومة في المزارع وجهت المقاومة ضربة قاسية لجيش الاحتلال عندما تمكنت من أسر ثلاثة جنود اسرائيليين في عملية نوعية هي الأولى اثر مهاجمتها دورية اسرائيلية بالقرب من شبعا الواقعة ضمن مزارع شبعا المحتلة.

وفي عملية عسكرية هي الثانية في منطقة المزارع فجر رجال المقاومة عبوات ناسفة كبيرة بدورية اسرائيلية (16/12)، وقد وصف المراسل العسكري الاسرائيلي العملية بأنها حادث خطير ودعا الى عدم النظر الى نتائجها البشرية بل الى كونها اشارة خطيرة الى واقع خطير تتم بلورته في المنطقة”.

وفي عملية ثالثة (26/11) قتل جندي اسرائيلي وجرح اثنان آخران في انفجار عبوة ناسفة زرعتها “المقاومة الاسلامية” في منطقة المزارع.

واكتسبت العملية التي نفذها حزب الله (17/2/2000) ضد القوات الاسرائيلية في مزارع شبعا ابعادا بالغة الأهمية نظرا الى مدلولاتها الاقليمية ومحليا.

فهذه العملية التي أودت بجندي اسرائيلي وجرحت اثنين كانت الاولى بعد انتخاب شارون رئيسا للوزراء وقد قام بدوره بتحميل سوريا مباشرة المسؤولية عن العمليات بعد اليوم.

وفي (14/4/2001) قامت المقاومة الاسلامية بهجوم في منطقة المزارع أسفر عن مقتل جندي اسرائيلي، وقامت الطائرات الاسرائيلية على اثره بقصف موقع سوري في منطقة ظهر البيدر في البقاع.
__________________
من قسوة الاصداف..من ظلمتها....
تنبلج الدرة.....
من رحم الهجير ...يولد الندى....
وفي انتهاء الصوت ...يبدا الصدى....
لك الحياة في الردى...
لك الحياة في الردى...
ايتها الزهرة..
ايتها الفكرة..
ايتها الارض التي تؤمن دوما انها حرة...
احمد مطر