عرض مشاركة مفردة
  #97  
قديم 03-06-2006, 12:09 PM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Smile توكلنا على الله ، و من يتوكل عليه لا يخيب بإذن الله

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم .

الحَمْدُ لِلَّهِ َربِّ العَالمِين وَلاَ عُدوَان إلاَّ على الظَّالمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى سَيِدِنَا مُُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِين وإمام المُتَّقِين وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحْبِهِ أجْمَعِين.
***-***


السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ،

أما بعد ،

فتعالوا نناجي المولى سبحانه و تعالى مع سيدي تاج العارفين ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه حيث قال :

***)(***

إلهي أنا الفقير في غناي، فكيف لا أكون فقيراً في فقري؟

إلهي أنا الجاهل في عملي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي؟

إلهي إن اختلاف تدبيرك وسرعة حلول مقاديرك منعا عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء واليأس منك في بلاء.

إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك.

إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي؟

إلهي إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة على،وإن ظهرت المساوي مني فبعد لك ولك الحجة علي...

إلهي كيف تكلني إلى نفسي وقد توكلت لي؟

وكيف أضام وأنت الناصر لي أم كيف أخيب وأنت الحفي بي ؟

ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك، وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك؟

أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفي عليك؟

أم كيف أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك؟

أم كيف تخيب آمالي وهي قد وفدت إليك؟

أم كيف لا تحسن أحوالي وبك قامت إليك؟

إلهي ما ألطفك بي مع عظيم جهلي وما أرحمك بي مع قبيح فعلي،
إلهي ما أقربك مني وما أبعدني عنك.

إلهي ما أرافك بي فما الذي يحجبني عنك؟

إلهي قد علمت باختلاف الآثار وتنقلات الأطوار أن مرادك مني أن نتعرف إليك في كل شئ حتى لا أجهلك في شئ،

إلهي كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك ،
وكلما آيستني أوصافي أطمعتني منتك.

إلهي من كانت محاسنه مساوي فكيف لا تكون مساوية مساوي؟

ومن كانت حقائقه دعاوي فكيف لا تكون دعاويه دعاوي؟

إلهي حكمك النافذ ومشيئتك القاهرة لم يتركا لذي مقال مقالاً ولا لذي حال حالاً،

إلهي كم من طاعة بنيتها وحالة شيدتها هدم اعتمادي عليها عدلك بل أقالني منها فضلك،

إلهي أنت تعلم وأن لم تدم الطاعة مني فعلاً جزماً ما فقد دامت محبة وعزماً،

إلهي كيف أعزم وأنت القاهر؟
وكيف لا أعزم وأنت الآمر؟

إلهي ترددي في الآثار يوجب بعد المزار فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك،

إلهي كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟

أيكون لغيرك من الظهور ما ليس بك حتى يكون هو المظهر لك؟

متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟

ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟

عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقة عبد لم يجعل له من حبك نصيباً،





000 يتبع بإذن الله تعالى 000