عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 26-11-2002, 04:16 PM
*اليشمـــك* *اليشمـــك* غير متصل
عـــابرة سبيـــل
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2002
المشاركات: 2,220
إفتراضي

السلام عليكم

أخي ظايم ... أخالفك وبشدة فيما ورد في مشاركتك في الجزئية الأولى !

فانا لا افهم كيف ربطت بين الصراحة ورد الإساءة؟!!!

هل من يرد الاساءة سيشعر براحة نفسية أكثر أم من يسامح ويصفح ويذكر قوله تعالى :" وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم".. كما قال تعالى " والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " .. " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" .. كما قال تعالى " ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور "؟!

كما قال تعالى " فاصفح الصفح الجميل " !

أيتولد الحقد في قلوبنا بعد ذلك ؟!.. بل إنها الراحة بعينها أن تتجاهل من أساء لك ليعرف أن الإساءة مردودة إليه لا محال.. فذلك من الإحسان كما جاء في القرآن ..

هل من يتقبل الإساءة ويصفح .. يكون ذليل مهان أم يكون كما قال الرسول الكريم " ثلاث من كن فيه .. آواه الله في كنفه .. وستر عليه برحمته .. وأدخله في محبته .. : من اذا
أُعطي شكر .. واذا قدر غفر .. واذا غضب فتر "
كما قال "ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله "

كما قال عليه افضل الصلاة والسلام " ليس الشديد بالصُرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "

كما قال الرسول حينما جاءه رجل يشتكي " يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأُحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي .. فقال الرسول " لئن كنت كما قلت فكأنما " تُسِفّهُمُ المَلّ " .. ولايزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك " ... " تُسِفّهُمُ المَلّ " بمعنى : كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحق بهم من الإثم لأنهم أساؤا إليه !

هل في هذا مذلة ومهانة !!! .. بل إنها اعظم درجات الايمان .. والله لو اوردت لك الآيات التي تدل على عظم مكانة من يصفح ويسامح .. ستقتنع أن رد الإساءة بأخرى .. هو قمة الجهل والحمق !

الصراحة هي أن تقول الحق .. وأن تكون صادقا مع نفسك ومع الآخرين .. وأن تعبر عن رأيك بشرط أن تحترم مشاعر الآخرين .. وأن تبين للآخر خطأه ولكن بطريقة لبقة .. وان لاتكون مخادعا بكلامك .. بل ان تقول كل مايمليه عليك ضميرك ويوافق دينك .. وأن تبتغي وجه الله تعالى في كل ماتقول .. فلا تقوله لكي تشعل العداوة والفتن .. وأنا اتفق معك تماما فيما جاء عن الصراحة .

أما رد الإساءة فهو ضعف .. وقلة عقل .. وجهل .. وعدم ثقة في النفس .. واستجابة لأوامر الشيطان وابتعاد عن أوامر الله .. فأنت عندما تفكر ان ترد الإساءة .. فإنك تصبح كمن اساء إليك ! .. وبالتالي فإنك تفتح على نفسك بابا لن يقفل أبدا ّ!.. فمن رددت له الإساءة لن يقبل هو أيضا ذلك .. وسيرد عليك إسائتك .. وبدورك انت ستردها أيضا ... !!!! .. إنها دوامة لا يدخلها إلا الحمقى ..

قال الحسن: " المؤمن حليم لايجهل وان جُهل عليه .. وتلا قوله تعالى: " وإذا خاطبهم الجاهلون
قالوا سلاما " ..

ولكن ... إن كانت الإساءة عبارة عن انتهاك لحرمات الشرع .. فهنا لا بد من الغضب والانتصار لدين الله .. وذلك لقوله تعالى .. " ومن يعظّم حرمات الله فهو خير له عند ربه " .. كما قال " إن تنصروا الله ينصركم "..

والفرق كبير كما ترى ..

أرجو أن تطّلع على إحدى مشاركاتي في نفس الموضوع
http://hewar.khayma.com/showthread.p...threadid=28393

تحياتي لك أخي
__________________