عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 20-11-2002, 03:33 PM
ALAMEER99 ALAMEER99 غير متصل
عضــو
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 4,541
إفتراضي

بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-

الخطبة الثانية

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، أحمدك ربي وأشكرك على إنعامك وإحسانك وتوفيقك وامتنانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، بعثه بالحق بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، فإنها خير شعار، وأفضل دثار، وبها النجاة من سخط الجبار، ودخول الجنة دار القرار، وعليكم بالجماعة، فهي طريق الأخيار، وحاذروا مسالك الأشرار والفجار.

أيها الإخوة في الله، من ملامح هذا المشروع الحضاري ومعالمه وركائزه ليرسُم طريق الخلاص للعالم من الواقع البئيس الذي يعيشه أنه ربانيٌّ عالمي، وسطيُّ سلفي، أخلاقي إنساني حضاري، إيجابي شمولي واقعي، ترتبط الأصالة فيه بالمعاصرة، يلتزم المصداقية بلا تضخيم، والواقعية بلا انهزامية، والشفافية بلا تهريج، الإنصافُ رائده، والعدل حاديه، والتسامح أسلوبه وقالَبه، يعمل على حشذ الطاقات في الأمة لا على تبديدها، يسلك مسالكَ الإخلاص للخالق، والرفق والرحمة بالمخلوقين، يتَّسم بالعقل والتسامح والحكمة، ويحاذر الصلَف والعنف والتهوُّر والشطط، وبذلك تحقِّق أمتنا الريادةَ الحضارية، وتستعيد أمجادها التأريخية، وتتخلص من أزماتها الخانقة، وتصلُح أوضاعها المتردية بإذن الله.

أيها الإخوة في الله، ولعل أُولى الخطوات في ذلك الرجوع إلى الذات، ومحاسبة النفس، والوقوف طويلاً للمراجعات، تصحيحاً في المعتقد، وسموًّا في الخلق والسجايا، وسلامة في الاتباع، ومحاذرةً للابتداع، ومعالجةً لجوانب النقص التي دخلت على الأمة في عقيدتها ومنهجها، وأن تلتزم الأمة نورَ الوحيين، ومنهجَ القرون المفضلة، وأن لا تجعل من أيامٍ وليالٍ مخصوصةٍ مناسبات وعبادات لم يكن عليها سلف هذه الأمة رحمهم الله، كما يعتقده بعض الناس في شهر رجب وليلة السابع والعشرين منه، يقول الإمام الحافظ ابن حجر عليه رحمه الله: "لم يصحَّ في فضل شهر رجب ولا في ليلة معنية منه لا ليلة سبع وعشرين ولا غيرها حديثٌ صحيح يصلح للحجة، ولو صحَّ لم يجز تخصيصُها بعبادةٍ لم يكن عليها رسول الهدى وأصحابه، ولو كان خيراً لسبقونا إليه"، وبمثله قال جمع من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن رجب والشوكاني وآخرين.

فيا أمة محمد ، إنها فرصةٌ للحوار مع الذات، فهي البنية التحتية للحوار مع الآخر، وما لم تُصلح الأمة ما بينها وبين ربها وما لم تتصالح فئاتُها وفعالياتها على الكتاب والسنة لن تستطيع أن تتصالح مع الآخرين، فضلاً أن تقدم ذلك للعالم بأسره.

إن الفرصةَ متاحة للأمة في طرح ما لديها من عقيدة وموروث حضاري للعالم بأسره، ولا يُفتُّ في عضدها كثرةُ الفتن والابتلاءات، فهي الطريق إلى المعالي والمكرمات، وإن في طيات المحن لمنحًا، وفي ثنايا البلايا والرزايا منناً وعطاياً، فاللهَ الله في العمل الجاد، والجهد الفاعل البناء، ووضع آلياتٍ عملية ودراسات ومراكز أبحاث استراتيجية بعيدة المدى لمواجهة هذه الحملات المغرضة، وكان الله في عون العاملين المخلصين لدينهم وأمتهم ومجتمعهم وبلادهم، إنه جواد كريم.

{إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (88) سورة هود
ألا وصلوا وسلموا ـ رحمكم الله ـ على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم بذلك ربكم جل في علاه، فقال تعالى قولاً كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (56) سورة الأحزاب

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن آله الأطهار وصحابته الأبرار المهاجرين منهم والأنصار

المصدر ...

ودمتــــم ،،،،
__________________

عين الرضى عن كل عيب كليــلة
لكن عين السخط تبدي المساويا