عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-07-2005, 08:17 AM
AL-ATHRAM AL-ATHRAM غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 22
إفتراضي تـعــدد الـزوجـــــــــــات

بسم الله الحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه اول مشاركة لي في هذا المنتدى الطيب وساتكلم فيه عن تعدد الزوجات ..

المراد بتعدد الزوجات أن يجمع الرجل في عصمته بين أكثر من زوجة . وقد كثر كلام المستشرقين والمستغربين حول هذا الأمر بين منكر له ومفرط فيه وطاعن في الإسلام بسببه ...

لم يكن الإسلام أول نظام عالمي يُشَّرعْ التعدد ويقره .. ولقد كان التعدد معروفا عند الأُمم القديمة كاليونان والرومان والبابليين والهنود وقُدامة المصريين كما عرفه الأوربيون في العصور الوسطى . والتعدد لدي هذه الأُمم كان لا يحدده عدد ، ولا يُقيدْ بشرط ولم يكن له من هدف إلا قضاء الشهوة .

أما الأديان السابقة فقد ورد فيها ما يدل على إباحة التعدد :-

فاليهودية كانت تبيح التعدد بلا حدود ، وجاء في التوراة وأعني بها (العهد القديم) إباحة الزواج بغير عدد محصور من النساء. إلا أن بعض أحبار اليهود حدد ذلك بثماني عشر زوجة وأنبياء التوراة بلا استثناء كانت لهم زوجات كثر.

فهذا النبي يعقوب عليه الصلاة والسلام كان متزوجا من ( ليتا وراحيل .. ) (سفر التكوين الإصحاح 29 ) وكلٍ منهما قدمت جاريتها ليعقوب ليتزوجها..

وهذا النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام فله أكثر من زوجة ( التكوين 16 : 1 - 16 ) ...

وأما سليمان عليه الصلاة والسلام فقد تزوج حسب زعم العهد القديم المحرفة سبعمائة امرأة .. وداود وغيرهم ..

ولما جاءت المسيحية لم تنقض حكما من أحكام الناموس في أمر الزواج ، فقد جاء المسيح عليه السلام مصدقا في كثير من التشريعات لِمَا جاء به موسى ومكملا لشريعته لا ناقضا لها .

يذكر إنجيل (متى) أن المسيح عليه الصلاة و السلام قد استهل حديثه إلى قومه قائلا : -

( لا تظنوا أني جئت لأنقض بل لأتمم ... الخ حديثه ).

فيعني هذا إقرار المسيح لِمَا جاء قبله بما في ذلك تعدد الزوجات وقد حكى القرآن الكريم عن عيسى عليه الصلاة السلام ما يؤيد هذا قال الله تعالى في سورة الصف :

" وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ {6} "

لم ينه المسيح إذن عن التعدد الزوجات ،ولم يرد شيء من النهي في المصادر المسيحية الأصلية ، وإنما ورد فيها على سبيل الموعظة إن الله سبحانه وتعالى خلق لكل رجل زوجة وهذا لا يفيد أكثر من الترغيب في الاقتصار على زوجة واحدة في أحسن الاحتمالات ، بل إن في رسائل (بولس) ما يفهم منه جواز التعدد حيث يقول :

( ويلزم أن يكون الأسقف زوجاً لزوجة واحدة ) هذا يدل على إباحة ذلك لغيره .

ومنه تعلم أن تعدد الزوجات لم ينفرد به الدين الإسلامي وإنما كان موجوداً في الديانات والأُمم السابقة والفضل للإسلام في تنظيمه ووضع القيود المنظمة له والشروط التي لم يكن لها وجود في الديانات السالفة والعصور الغابرة التي لم يكن التعدد فيها محدود بعدد وإنما كان من حق الرجال أن يتزوجوا من النساء ما يشاؤون من العدد بلا مبرر للتعدد ، بل إتباعاً لأهوائهم في قضاء شهواتهم الجنسية مع ما كان لهم من حق الطلاق متى شاءوا ، أو تبديل زوجة بزوجة أُخرى في أي وقت أرادوا . حرية غير مقيدة بقيد . لم يكن في قوانين تلك الملل ما يردع عن ذلك العمل الجائر ..


يتبع ...

أخوكم : الاثرم