[الوافـــــي]

حماس بين الثوابت والواقع

المعروف عن حركة حماس أن لها ثوابت تنادي بها منذ أن أنشئت ، وعلى أساس هذه الثوابت ( فازت ) في الإنتخابات التشريعية الأخيرة ، والتي جرت في ظل إتهام حماس للسلطة الفلسطينية بأنها ( زورت ) الإنتخابات
ثوابت حماس تتلخص في أنها ترفع شعار ( فلسطين من النهر الى البحر ) ، وهذا عمليا يعني أنها لا تعترف بالدولة الإسرائيلية ، وبالتالي لا تعترف بالقرارات التي أصدرها المجلس التشريعي ، وأيضا لا تعترف بالمفوضات ولا بالإتفاقيات التي وقعت بين السلطة وبين الإسرائيليين ، ووافق عليها المجلس التشريعي السابق .
حماس تنادي بالسياسة مع المقاومة ، وهذا أمر جميل ، ولكن كيف لها أن تجمع النقيضان .؟؟
حماس تدعم ، وتنفذ العمليات الإنتحارية ( أو ما يطلق عليها الإستشهادية ) ضد الإسرائيليين ، فهل ستستمر على هذا النهج ..؟؟
حماس تطلق الصواريخ على إسرائيل ، فهل سيكون ذلك هو ذاته توجهها عندما تحكم ؟؟؟
هل تستطيع حماس أن تطبق كافة أجندتها الداخلية التي جعلتها تفوز في الإنتخابات مثل مقاطعة إسرائيل ، ومنع العمال الفلسطينيين من العمل عند الإسرائيليين ، وعدم تسويق منتجات الفلسطينيين في إسرائيل ، ومنع مواقع اللهو والقمار في الكازينوهات التي أنشئت في أريحا بالقرب من المسجد الأقصى ، وهل ستسارع حماس إلى إغلاق الملاهي الليلة ومواقع بيع الخمور والمسكرات
وهل ستستمر حماس في كرهها المتواصل والمعلن من قادتها لأمريكا ومن سار في ركبها .؟؟
هل سترفض حماس مطالبات دول العالم ليقبلوا بها بأن تقوم بالتخلي عن سلاحها وتأخذ على يد من يطلقون الصواريخ أو يصنعونها في غزة ؟؟؟

أسئلة كثيرة لا نهاية لها ... ولكنني بالتأكيد لا أملك الإجابة
ولكن الذي أملكه هو القول بأن دخول حماس إلى الإنتخابات كان بناء على خطة محكمة لجر هذه المنظمة إلى ( السياسة ) لتتخلى عن ثوابتها التي بنت مجدها عليها
وظاهر هذا الأمر أن حماس تنادي حاليا بحكومة وطنية موحدة ، وكأني بها تنادي بأن تأتي حركة فتح لتتولى الجوانب العسكرية وشؤون المفاوضات ، وهي تتفرغ للحانب المدني في الحكومة ، ولتستطيع أن ترمي بالفشل على فتح ، وتستأثر بالنجاحات لنفسها
لأنها ببساطة متناهية لا تملك من أمور السياسة إلا طرفا لا يعدو كونه خيطا رفيعا

وغدا حماس ستكون واقعة بين ثوابتها وين الواقع المحيط
فمن يا ترى سينتصر ....؟؟؟ وكيف؟؟