[صلاح الدين القاسمي]

بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله واهب الصفاء للأواني الخالية النقية ،
و الصلاة و السلام على خير البرية و على آله و صحبه أنجب ذرية .
***-***

سيدتي المهاجرة الجادة :
أي و الله ،
وجب الطلاق بالثلاث على عالم تنوين الرحيل عنه و ما يكتنفه من حكم ركيكة
و أنفس عليلة ... إلى عالم الأصل ،
بل لتكبري الله عليه أربعا و لا تلتفتي وراءك ...!!!

لقد هاجر خير مهاجر بعد مشقة و عناء ...!!!
لقد اجمعوا أن يضربوه ضربة رجل واحد ليتفرق دمه في القبائل ،
و لكنهم يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ,,,
خرج عليه الصلاة و أزكى السلام و معه صديقه الصديق متخفين ...
و وصلوا إليهما حد مرمى قدم و لكن الله سلم ....

يشرف المرء بشرف مقصوده يا سيدتي الباحثة و المصرة على نسختها الأصلية ...
قل لي ما مقصودك ، أقول لك من أنت ...!!!
و بما أن الهدف شريف للغاية ،
فلا بد من المثبطات و العوائق ...
تلك سنة كونية لا محيد عنها ...!!!
و ما حدث مؤخرا شيء مشجع جدا على سلامة البداية و لكن لا نعطي الشيء أكثر من قيمته و إلا تثاقلنا إلى أرض البدايات و تسمرنا فيها ،
و ما كان ذلك ما كنا نبغ ...!!!

لقد انطلقت الرحلة يا سيدتي المباركة كأبهى ما تبدو الرحلات الناجحة ...!
ها نحن الآن نحط على جبال أسبانيا : هاهن صبايا الغجر يرقصن لكِ رقصة الفلامنكو الشهيرة إعترافا لهم بقدركِ العالي ...!!!


نعرج الآن على اهرامات حضارة المايا و الآزتيك : لاحظي شموخها و بريقها الذهبي ...
لا حظي الصمود الأسطوري لهذه الأهرامات أمام تقلبات الزمن و عتو الطبيعة ...أليس ذلك دليل دليل مفحم على محافظتها على كبريائها و شموخها و بريقها الذهبي الساطع ، و كذلك أريدكِ .... .


سيدتي المهاجرة النادرة :

* لا أريدكِ يا سيدتي أن تلتفتي إلى الوراء ، فهذا يعطل سيرنا و تركيزنا نحو هدفنا النادر ، ليكن طارق بن زياد القائد البربري تعويذنكِ السحرية في رحلتكِ المقدسة هذه : موانئ الإنطلاق التعيسة من ورائكِ و معوقات الرحلة الضرورية أمامكِ ...!!!
و ليس لنا و الله إلا الصدق يا سيدتي حتى ننتصر ...


* أحذركِ سيدتي ، و هذا دوري كخادم لكِ في هذه الرحلة ، من أن تفكري في الماضي بكل ألوانه ... !!!
و ما جدوي التفكير في شيء ذهب و تولى و لن يعود ؟ !!!
كثيرون من الناس يعيشون "حياتهم " الطويلة و لم يعيشوا لحظة حية ... !!!
لأنهم ظلوا طوال عمرهم أسرى أحداث ماضيهم ... !!!
بل ، لا داعي أن تفكري حتى في المستقبل ، فهو ليس ملكنا و لا ملك لأحد ...إنه غيب في غيب ... !!!
فما فائدة التفكير في شيء ليس بأيدينا ؟ !!!
كثيرون من الناس يعيشون " حياتهم " الطويلة و لم يعيشوا فيها لحظة حية ... !!!
لأنهم بقوا طوال عمرهم و هم يعيشون و هم يلهثون وراء غد و أمنيات و أحلام .... !!!
قد يكون الغيب حلوا ...حلوا ... و لكن الحاضر أحلى ,,,أحلى ... !!!
اليس كذلك ؟

( يتبع بتوفيق من الله )