عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 08-07-2003, 12:26 PM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post إنها أزمة فكر بأكمله .

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________________

الأخ الحبيب * كيم كاك * : بس أنت تنادي فقط ...والعبد الضعيف رهن إشارتكم .
إسمح لي أولا أن اعبر لك بكل صدق و صراحة عن إعجابي بشخصكم ...من خلال ما تكتبونه من مداخلات واقعية ...تتسم بالوضوح و الصرامة الفكرية .علاوة على تواجدكم الشبه الدائم كمشرف على الخيمة المفتوحة . فشكرا لكم سيدي جهودكم الحميدة و جزاكم الله خيرا عليها .
ثم يا حبيبي ...لماذا تناديني ؟؟؟
أتريد أن أكون سببا في حذف موضوعك من الخيام من طرف أخينا " يتيم الشعر "الذي حطم أرقاما قياسية معي في حذف و غلق المواضيع التي لا ترضي ثلة متعصبة من الفكر الوهابي؟؟؟

و قبل أن أساهم في موضوعكم ، إسمح لي أن أحيي بحرارة الأخ * ثمرة الثامر *
على ذلك الأسلوب الرائع في تشريحه للواقه المعيش ...و بتلك اللغة الأنيقة...الحارة و الصادقة : شكرا لكم سيدي * ثمرة الثامر * و واصلوا بمعونة الله .

____________________________

و كإختيار أولي ، تفضلوا معي بقراءة وجهة راي من موقع " شؤون سعودية "
عبارة عن مقالة بعنوان :" حتى لا يكون خيار التطرف الباب الوحيد المتاح لأبنائنا" لصاحبه * علي الدميني *...نفس هذه المقالة مأخوذة من ( منتدى طوى )

فقراءة طيبة ...و أرجو أن يعقب ذلك حوار حول حقيقة الأزمة ...مظاهر الأزمة ...كيفية الخروج منها . و شكرا لكم سلفا

_____________________________

حتى لا يكون خيار التطرف الباب الوحيد المتاح لأبنائنا
علي الدميني

الغلو و التطرف في التعبير عن الرأي بالكلمة، أو باستخدام أدوات القتل ظواهر بشرية محايثة للوجود والاجتماع البشري. ويمكن ملاحظة ذلك في محيط العائلة الصغيرة والأسرة الكبيرة و محيط الأصدقاء والعمل والنوادي والملتقيات، وحتى في اجتماعات مندوبي الدول في الأمم المتحدة. ولذا فالعنف بمعناه المطلق لا يتصف به فريق دون آخر أو مجتمع دون سواه.

ولكن تلك الظاهرة ترتفع وتيرتها وتصبح خيارا وحيدا حين يتم تكريس الثقافة الأحادية الطابع في المجتمع ( العائلة، العمل، الوطن) وذلك من خلال منح حقوق السيادة لطرف دون الآخر، كالأخ الأكبر دون الأصغر أو الولد دون البنت، و المصلح الديني دون المصلح الاجتماعي، أو هيئة الأمر دون هيئة التربية والـتأهيل، وتشجيع التعليم الديني أكثر من التعليم العام (كمدارس تحفيظ القرآن والمعاهد العلمية الدينية)، والسماح للجمعيات الدعوية الدينية باحتكار مجالات النشاط التثقيفي دون غيرها من جمعيات المجتمع المدني. وبذلك يتم تكريس فاعلية الاستقطاب الأحادي، فيصبح المجتمع أكثر انغلاقا وأقل تسامحا مع الرأي الآخر، سواءً في أساليب الحوار أو في مكونات مواد التثقيف، أو في مساحات التعبير المتاحة أمام الجميع للمطالبة بحقوقهم الحياتية الأساسية والاعلان عن مشاريعهم النهضوية لتطور الوطن.

وبدون الذهاب إلى التفاصيل الطويلة والكثيرة، يمكن القول بأن ظروف توحيد المملكة قد استدعت الكثير من مركزة النشاط الثقافي والاجتماعي والدعوي الديني، مع الإعلان عن حق المواطنين في مناطق مختلفة من المملكة بالاستمرار بالعمل وفق تنظيماتهم الدينية والمدنية كالمجالس البلدية في مكة، ومجلس الشورى، وتمتع الشيعة بحقهم في ممارسة شعائرهم الدينية حسب ما اعتادوا عليه. ولكن التطورات اللاحقة وعلى مدى سنوات طويلة ألغت تلك الحقوق وفرضت تفرد تيار ديني باحتكار مرجعية الفتوى والرأي ونشر الثقافة الدينية في مختلف أرجاء الوطن. وقد أدى هذا الاحتكار إلى إلغاء الحوار داخل التيار الديني الواسع، وشرعنة بروز تيار متشدد فرض نفسه كوجه وحيد لصورة الإسلام، ومنحه حق التفرد ورفعه إلى مصاف التقديس الذي لا يقبل رأيا سوى اجتهاده.

وحيث لم تتبلور في بلادنا أشكال المؤسسات الدستورية أو المدنية، فقد تم رفع شعار الأمن والأمان كشعار بديل للمطالبة بحقوق المواطنة الأساسية، وكبديل عن تشكيل دولة المؤسسات القانونية التي تنبني على وجود دستور مكتوب، ومجلس شورى منتخب يجسد المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار وسن القوانين المدنية ومراقبة أداء الحكومة، وكذلك في قيام سلطة قانونية مستقلة للقضاء.

وقد أدت هذه العوامل إلى تضخم فاعلية المؤسسة الدعوية الدينية، وتفردها بالعمل نيابة عن كافة جمعيات وفعاليات المجتمع المدني، بل أنها توجّت هذا الدور بأن وضعت نفسها وسيطاً بين الدولة والمجتمع وذلك لضمانة استمرارية دورها وموقعها ومشاركتها في الحكم.

وقد كان هذا الوضع ممكنا ومقبولا على مضض في فترات ماضية، حين كانت القدرات المالية لبلادنا محدودة أو متضخمة كما حدث بعد طفرة أسعار البترول في 1974م مما يسر اقتسام أدوار السلطة على المجتمع بين المؤسسات الدينية والحكومة، أما بعد منتصف الثمانينات فقد دخلت بلادنا مرحلة من التغيرات المادية والاجتماعية العميقة، نتج عنها بروز ظواهر تمايزات الثراء الفاحش، والاختناقات المعيشية البارزة، في لقمة العيش والوظيفة ومقعد الجامعة، وتفشي أشكال الفساد الإداري والمالي بشكل كبير، حيث تزامنت هذه الإشكاليات الاجتماعية العميقة مع غياب مناخ الحريات العامة الفردية والمؤسساتية.

وهنا، وفي مناخ محلي ودولي مواتٍ، يتبلور دور المؤسسات الدينية في المملكة، وتبرز داخلها تيارات سياسية تطمح إلى لعب دور أكبر في الشأن المحلي والإسلامي، وتنجح في ذلك لانفراد الوجه المتشدد فيها بقيادة العمل التوعوي الإسلامي، وبتوفر إمكانات مالية كبيرة أغدقت عليها لكي تكون الرائدة والمؤثرة في فكر مختلف التيارات الإسلامية المتطرفة في العالم.

وهنا لم تعد الشراكة مع الحكومة كافية فيخرج من بين ظهرانيها من يكفر العلماء والحكماء والحكام، ولا يكتفي بذلك بل يقوم بقيادة تيار التفجيرات والإرهاب من نيويورك إلى غروزني إلى قلب الرياض.
________________

يتبع بإذن الله تعالى .