عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 14-07-2006, 11:42 AM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي

وهولاء الحكام الذين عاصروا علماءنا الابرار : ما كانوا يكرهون الاسلام وما كانوا يستكبرون عن حكمه وتحكيمه , بل كانوا يطبقونه . ويرعون شؤون المسلمين على اساسه , واعلنوا الحرب على اعداءه , ودافعوا عن بيضة المسلمين وحملوا حمى الاسلام . ولكن مع ذلك , فقد نالت الدنيا من بعضهم , بعض الشيئ, فحملهم على اتباع الهوى في بعض الامور. حرصا على الحكم ةالسلطان . وما اعظم فتنة الحكم والسلطان !! فلم يل حكمهم من مظالم بارزة وسئيات ظاهرة جعلت العلماء يقفون في وجوههم منكرين عليهم تلك المظالم عاملين على رفع السيئات بذلك . وقالوا عنهم ما قالوا .. لان العلماء ارادوا منهم أن يكونوا على مثل ما كان عليه الخلفاء الراشدون_ اذا هو المطلوب شرعا من كل حاكم مسلم في كل حين _ ووزنهم بمن كان قبلهم فخفوا في الميزان , فظهر التخلف وانكشف التنكب , فلا يتوهم احدنا ان الذين سنذكرهم من الحكام وموقف العلماء منهم , انهم من اعداء الاسلام او من الكارهين له .

فكان ما كان من امر العلماء معهم .

وان كان امر العلماء السلف الصالح مع هؤلاء الحكام وهم على ما ذكرنا فكيف يكون امر علماء اليوم من حكامهم وهم على ما هم عليه ؟؟
ان تاريخ العلماء والحكام من سلف الامة , حافل بمواقف الاستبصار ومواطن الذكرى ومملوء بالدروس النافعة الرائعة, فنحن معشر العلماء في جميع انحاء البلاد الاسلامية , احوج ما نكون اليوم الى الاتعاظ بمواقف سلفا من السادة والعلماء رحمهم الله تعالى الذين تحلوا بصة العلم والعمل , والتقى الزهد , والجرأة في الحق , والصلابة في التمسك بالعدل والمحافظة على حدود الشرع , وحمل الدعوة الى الاسلام لاقامة شرعه في الارض وتحكيم انظمته في الدنيا والقوف في وجه الحكام الظالمين الذين اعرضوا عن الله فأعرض الله عنهم . وبئست عاقبة الظالمين , لنعيد الى الاسلام سيرته الاولى ولنستأنف حياة اسلامية كريمة , يعز بها الدين وعلماؤه وأتباعه ويخذل بها الكفر وجنده وانصاره , ولتكون كلمة الاسلام هي العلا وكلمة الكفر هي السفلى و والله بما تعملون خبير .

وما احوج حكام اليوم في بلاد المسلمين الى الاتعاظ بمن هلك من الحكام الظالمين والتاسي بمن أفضى الى ربه مرضيا بعد اسلامه حكم به , وعدل اقامه وخير نشره .

ان حكام اليوم في بلاد المسلمين بحاجة اكيدة الى من يذكّرهم ويصارحهم بحالتهم ويدلهم على مواطن الداء ونافع الدواء بع هذا الذي صرنا اليه _ انه والله مآل ما كان يطمع بمثله عدو لئيم واثيم , وكافر مستعمر عنيد . والمسلمون ايضا ما احوجهم الى معرفة شيئ عن غيرة اسلافهم على الدين وأحكامه , ووقوفهم في وجه حكام زمانهم .

ان مسؤولية الاسلام تقع عليهم كذلك , ولن ينجوا من الاثم ان قصروا في جنب الاسلام , واهملوا حمل الدعوة اليه . قال تعالى : ( فلنسألن الذين ارسلنا اليهم ولنسألن المرسلين ) (7) عسى ان تكون هذه المعرفة محفزا لعزائمهم الفاترة التي كادت ان تموت , وأخيرا وليس اخرا فان هذا الكتاب كما ذكرت كتب في فترة _ الاستراحة _ الجبرية لذا فهو يعبر عن انطباعات خاصة واحساسات معينة يدركها القارئ اللبيب .

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) .

عبد العزيز البدري

بغداد 23 جمادى الاخرة 1385 ه _ 1/12/1965 م .


..........................................


هوامش :
( 1 ) ايه 115 هود
( 2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له ) رواه مسلم.

(3 ) آية 120 سورة النساء .
(4 ) ىية 8 و 9 سورة البقرة .
(5) كانت في عهد الطاغية عبد الكريم قاسم في يوم 2 /12 / 1959 ورفعت في 2/12 / 1960 م
(6) وذلك يوم 7/8 / 1961 ورفعت في اليوم المسمى بيوم العفو العام 4/12/1961 الذي شمل جميع لسياسين بل السراق والمجرمين .
(7) اية 6 سورة الاعراف

_____________

***
هذه هي مقدمة كتاب علامة العراق الشهيد عبد العزيز البدري رحمه الله تعالى كتبه في الاقامة الجبرية 1965 والتي فرضت عليه من قبل النظام البعثي في العراق الذي قام كبار المجرمون الخونة من جلاوذتهم فيه بتعذيبه (حردان التكريتي ورفاقه ) ونال الشهادة على ايديهم يوم 26/6/ 1969 رحمة الله عليه رحمة واسعة واسكنه فسيح جنانه بما قدمه لهذه الامة من مواقف واعمال وكتب جليلة كانت ولاتزال قبسا من انوار العلماء العاملين المخلصين لهذه الامة ومن يراجع نصوص الكتاب يشعر وهو يقراه كانما كتبه العلامة الشهيد اليوم لا قبل 40 عاما من الزمان !.... رحمة الله عليك في عليين ايها العلامة العامل وجعل في مدادك كما جعل في حياتك قدوة ونبراسا لكل من يرجو لقاء ربه ويقدم بين يديه ما يلقاه به جزاه الله خيرا عن الاسلام واهله واكرم الله امة نبيه بمن يسير على منواله ان شاء الله ...


انقل لكم نصوص الكتاب من النسخة التي بين يدي و الذي طبعته ونشرته في المدينة المنورة : المكتبة العلمية لصاحبها محمد نمنكاني

ابو نعيم


و يتبع على حلقات ....ان شاء الله


http://www.alwihdah.com/view.asp?cat=1&id=1208

نبذة عن المؤلف وضعتها كريمته الفاضلة الحاجة آلاء البدري