عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 13-06-2003, 10:05 AM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

هذا هو نص مقالك
بشرى سارة من قرية سورية في زمن قلت فيه البشريات

من النادر أن يرى المرء حلماً يتحقق أمام عينيه خصوصاً هذه الأيام التي لا أحلام فيها بل كوابيس.

ولكن الله غالب على أمره وهو الكريم وليس شيء على الله بعزيز.

بعد هذه الهزيمة المروعة التي تفوق هزيمة 1967 بل قد تفوق حتى نكبة 1948 في العراق تأتي بشرى من قرية سورية هي داريا. قرأت الخبر الذي نشرته "أخبار الشرق" ففركت عيوني:أتراي أحلم.؟

شباب داريا كأنهم يعملون بالحرف الواحد ما أدعو إليه في مقالات أكتبها منذ سنة ونصف ونشرت في صحف عربية متعددة كالقدس العربي اللندنية والمجتمع الكويتية والتجديد المغربية والبلاد السعودية علاوة على هذه المجلة.

هؤلاء الشباب قالوا كما أقول إن المشكلة ليست في الحكومات "فكما تكونوا يولى عليكم" بل يجب إعادتها إلى مكانها الذي طال نسيانه: الإنسان!

نحن تركنا طويلاً السعي لإصلاح أنفسنا حين وضعنا المسؤولية كلها على الحكام وارتحنا. وبهذا أصبحنا نركز كما قال مالك بن نبي على "الحقوق" وليس على الواجبات.



هاهم شباب داريا ينهضون للعمل المباشر الفعال تحت الشعار النهضوي القرآني: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

قالوا في منشورهم: "تعال لا نلقِ اللوم على حكوماتنا لأنه (كما تكونوا يُوَلَّ عليكم). تعال لا نلقِ اللوم على أعدائنا لأننا نحن الذين أغريناهم باغتصابنا بتفرقنا وهواننا على أنفسنا. تعال لنغيّر ما بأنفسنا حتى يغيّر الله ما بنا"

هذه هي العودة الصحيحة مقترنة بأمرين جوهريين: أولاً الدافع العقدي.ثانياً النشاط المباشر الاجتماعي لتغيير الواقع: تنظيف المدن، المكافحة الشعبية للفساد (الرشوة) وليس ترك الأمر لأجهزة الدولة.وهذه المكافحة لا تتم بالعنف طبعاً بل تتوجه إلى الذات: ذات الموظفين ولعلي أضيف: ذات المواطن أيضاً! أنت لا تدفع الرشوة وأنت لا تأخذها!

وقالوا: " من اليوم لن نستهين بأية معصية صغيرة أو كبيرة"

كان العبد الفقير في مقال له نشر في المجتمع الكويتية –العدد 1529(30/11/2002) والقدس اللندنية( 28/11/2002) عن السلوك النهضوي قد دعا إلى "أن لا نحقر من المعروف شيئاً" وعكس هذا أن لا نحقر معصية فلا نتركها!

وفي مقالي عن مالك بن نبي (نشر في مجلة التبيين الجزائرية العدد19) ركزت من خلال أطروحات مالك بن نبي على أن الساحة العربية تحتاج الآن إلى حركة اجتماعية جديدة تتجاوز الصيغ الحزبية وتبتعد عن هدف استلام السلطة بل تركز على النهضة الاجتماعية من الأسفل وليس من الأعلى: من قاعدة الهرم الاجتماعي وليس من قمته! ذلك أن السياسة العربية عانت في نصف القرن الماضي من ظاهرة صنمية السلطة والاعتقاد بالدور العجائبي لها والظن أن شيئاً إيجابياً لن يتحقق إن لم نستلم السلطة فلا شيء دونها يفيد ولا شيء معها يضر!

ولكن التجربة أثبتت أن السلطة لوحدها لن تفعل شيئاً حتى لو كانت سلطة مخلصة من الناحية الشخصية للقائمين عليها.بل إن القوى الخارجية تستطيع إسقاطها إما بالغزو أو بالحصار بحيث تنهار الجبهة من الداخل.

ومع ظاهرة صنمية السلطة ظهرت أيضاً ظاهرة عبادة البندقية: الاعتقاد أن العنف وحده يحل مشكلة النهضة المستعصية. والحال أن هذا الخيار مناسب جداً للقوى الكبرى إذ هو يضع المجتمع في مواجهة غير متكافئة سلفاً.

ما أحوجنا الآن إلى استلهام أمثلة المقاومة الاجتماعية اللاعنيفة تعريفاً وبالمبدأ! اقرؤوا قليلاً تجربة المهاتما غاندي يا قوم فلعل فيها شيئاً ما من الحكمة!

وقد اختار شباب داريا لمنشورهم عنواناً هو جزء من آية قرآنية "حتى يغيروا ما بأنفسهم" وهو عنوان لكتاب للمفكر جودت سعيد مما قد يوحي لي بتأثر الشباب بهذا المفكر الذي يتميز بالرفض المطلق لمبدأ العنف في السياسة.

وإنني لأتمنى لهؤلاء الشباب أن يرفضوا مبدئياً كل من يحاول حرف مسارهم في اتجاه مبدأ صنمية السلطة الذي أضر بنا وجعلنا نتواكل(هكذا تسلل الشيطان الانحطاطي الخبيث لقلوبنا: لم يقل لنا لا تنهضوا بل قال: انتظروا السلطة المناسبة!) وأن يواظبوا على ثلاثة مبادئ:

أولاً: العمل الاجتماعي المنظم للإصلاح.

كان مالك بن نبي قد احتفل بعمل قام به شباب جزائريون لرصف طريق وعده أساساً من أسس النهضة وخبراً أهم من أخبار السياسة "المهمة" بالرأي السائد! والعبد يرى في المبادرة لتنظيف المدينة عملاً رمزياً ذا دلالة تاريخية.

ثانياً: الاجتناب المبدئي للحزبية.وهذا يعني التنظيم المفتوح. واجتناب السياسة.

كان مالك بن نبي قد رصد حركة اجتماعية عظيمة قامت في الجزائر بعد نهضة العلماء في منتصف العشرينات ثم استطاع الاستعمار حرفها عن مسارها حين حولها إلى استعراضات انتخابية وبدلاً من دعوة الناس إلى القيام بواجبهم النهضوي صار الشعار الآن: مطالبة الحكومة بالحقوق!

ها هنا لب الموضوع: لا حقوق بلا واجبات!

هل أنت تتصرف مع جارك وأبناء بلدك بسلوك حضاري وتقوم بواجباتك؟ هل تبني مجتمعاً متماسكاً؟

ثالثاً: الوضوح في الهدف والأسلوب وعدم السماح بحرف المسار في اتجاه سياسوي أو عنفوي.

ها هي ذي التجربة العراقية تعطينا معنى فقدان المجتمع للتنظيم الحضاري من الأسفل: ما إن انهارت السلطة الفوقية حتى سادت الفوضى المخجلة.

ولا يمكن طبعاً أن يكون الغزاة أبرياء من تشجيع هذا الإجرام ولكن السؤال: أكان هذا ممكناً لو كان المجتمع سليماً متماسكاً له تنظيمه الذاتي المستقل وله بناه من الأسفل التي هي تستطيع أن تسير نفسها بنفسها عند اللزوم دون انتظار أوامر فوقية؟

مسيرة إسلامية صامتة في "داريا" ومشروع طموح لإصلاح الواقع السوري

دمشق - أخبار الشرق (خاص)
السبت
10 صفر 1424 هـ
12 نيسان 2003

خرجت يوم الأربعاء الماضي مسيرة إسلامية صامتة في مدينة "داريا" الملاصقة للعاصمة السورية دمشق، شارك فيها نحو 200 من الشباب، بينهم 50 فتاة محجبة تقريباً.

وطافت المسيرة شوارع المدينة، رافعة لافتتين كبيرتين، تحمل الأولى آية "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، والثانية تقول "عودوا إلى القرآن لكي نتخلص من الذل والهوان". وجاءت المسيرة في اليوم نفسه الذي سقط فيه النظام العراقي في بغداد، واحتلت القوات الأمريكية المدينة. وخُتمت المسيرة بصلاة الغائب على أرواح الشهداء في فلسطين والعراق.

وكان منظمو المسيرة وزعوا من قبل منشوراً يشرح نشاطهم تحت عنوان "حتى يغيّروا ما بأنفسهم" جاء فيه "إن المآسي التي نعيشها اليوم في العراق وفلسطين والتي عشناها سابقاً في أفغانستان والبوسنة وكوسوفو وغيرها ليست وليدة اللحظة الحاضرة، وإنما هي نتيجة لابتعادنا الطويل والمتعمّد عن منهج الله عز وجل وتركنا لأوامره وارتكابنا لنواهيه. فالذل الذي نعيشه اليوم هو نتيجة طبيعية لعصياننا للعزيز المنتقم، فالله لم يتعهّد بالنصر للذين لا ينتمون إلى الإسلام إلا بالاسم، بل تعهّد بالنصر لمن نصر الله فالتزم منهجه ولم يَحِد عنه قولاً ولا عملاً".

وأضاف "ليسأل كلٌّ منّا نفسه: لماذا سينصرنا الله؟ لأننا يظلم بعضنا بعضاً؟ أم لأننا لا يحبّ بعضنا بعضاً؟ أم لأننا نحب الكذب والنفاق؟ أم لأن دوائرنا فاسدة؟ أم لأننا نتعامل بالرشوة فيما بيننا؟ أم لأن شوارعنا وسخة مليئة بالقمامة؟ أم لأن شبابنا يعرفون قصات الشعر الحديثة وأنواع الموبايلات أكثر مما يعرفون فروض دينهم؟ أم لأن بناتنا يتبارين في كشف العورات والتزيّن للشوارع؟ أم لأننا نسكت عن قول الحق مهما كان قوله ضرورياً؟ أم .. أم .. لماذا سينصرنا الله؟".

وتساءل "هل نقسو على أنفسنا حين نقول ذلك؟ ربما يكون ما قلناه قاسياً لكنه ضروري، حتى لا نقول إذا هُزِمنا في العراق - معاذ الله - : لماذا هُزِمنا يا رب؟ لماذا تخلّيت عنا؟ لماذا تركتنا؟ فالله لم يتركنا بل نحن من ترك الله، فأصبح المال أعز علينا من الله، وأصبح الولد والزوجة أعزّ علينا من الله، وأصبح المنصب والجاه أعز علينا من الله".

وبعدما سأل "أين المخرج؟"، قال المنشور "ما أوضحه من مخرج لو كنا نريد الخروج .. (إن تنصروا الله ينصركم). تعال لننصر الله في أحوالنا وأقوالنا وأفعالنا حتى ينصرنا. تعال لنترك المعاصي التي اعتدنا عليها. تعال لنتعاون على البر والتقوى. تعال لنبذل كل ما نستطيع من وقت ومال في سبيل الدعوة إلى الله. تعال لا نلقِ اللوم على حكوماتنا لأنه (كما تكونوا يُوَلَّ عليكم). تعال لا نلقِ اللوم على أعدائنا لأننا نحن الذين أغريناهم باغتصابنا بتفرقنا وهواننا على أنفسنا. تعال لنغيّر ما بأنفسنا حتى يغيّر الله ما بنا. ولنعلَم أننا لسنا وحيدين فأمة محمد (باقٍ فيها الأخيار إلى يوم القيامة إن شاء الله)".

ومضى المنشور يقول "من اليوم لن نستهين بأية معصية صغيرة أو كبيرة، لنبدأ بترك أي معصية اليوم لنترك بعدها أخرى وأخرى .. حتى يأتي نصر الله".

واقترح المنشور ما سماه "مشروعاً" عنوانه الآية الكريمة "إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم"، وقال "سبب المشروع: الأوضاع الحالية التي تعصف بأمتنا لما يجري في العراق الحبيب" و"الهدف من المشروع: توضيح منهجنا القائل بأن الله لن يغيّر ما بنا من حال سيئ حتى نصحّح ما بأنفسنا من أخطاء".

وعن شكل المشروع قال "يتألف المشروع من أربعة أعمال متتالية تقوم بها أعداد محددة من الأشخاص يرتدون زيّاًً موحّداً مكتوباً عليه عبارة ترفض العدوان على العراق، ويركّز كل عمل على منحىً من المناحي السلبية ويطلب من الجمهور تغييرها إما عن طريق الدعوة القولية أو العملية، مع توزيع ورقة تشرح منهج (حتى يغيّروا ما بأنفسهم). ومكان المشروع هو مدينة داريا".

وأشار المنشور إلى أن العمل الأول هو "مسيرة صامتة" تتم في مدينة داريا يوم الأربعاء 9 نيسان، والعمل الثاني "مقاطعة السجائر الأمريكية" بحيث يقوم شبان يرتدون زياً موحداً وينقسمون إلى ثنائيات بالحديث إلى أصحاب المحلات التجارية عن ضرورة الامتناع عن تدخين السجائر الأمريكية للمدخنين ومقاطعتها، وذلك يوم الخميس 10 نيسان.

وأما العمل الثالث فهو "تنظيف قطاع معيّن" وذلك يوم الاثنين 14 نيسان، حيث سيقوم عشرات الشبان ذوي الزي الموحد بتنظيف قطاع في مدينة داريا، بينما يوزع أفراد المجموعة أوراقاً صغيرة على المواطنين تدعو إلى الالتزام بقواعد نظافة الشوارع والمدينة. في حين يكون العمل الرابع في المشروع "الامتناع عن الرشوة"، وذلك بتوجه الشبان يوم الخميس 17 نيسان الجاري إلى الموظفين للحديث إليهم عن حرمة الرشوة وما تسببه من دمار لكل أجهزة الوطن وضرورة الامتناع عنها.

وقال المنشور رداً على تساؤل: لماذا المشروع في هذا الوقت؟ "لأن الأزمات التي تمر بالأمة تحفّز الشعور الإيجابي في أفرادها، والناس اليوم تبحث عن المخرج مما نحن فيه من ذل بين الأمم، فوجب على كل من يرى طريقة لذلك أن يشرح منهجه ويبدأ بتطبيقه حتى يكون قدوة يحتذي بها الناس في العمل والبذل، دون أن ننسى أن هذا المشروع هو نموذج لمنهج الحل وليس كل الحل، فالحل طويل وصعب ويحتاج إلى صبر ومصابرة، وبذل كل غالٍ ورخيص في سبيل عزة هذه الأمة".

وأضاف "لماذا أربعة أعمال دفعة واحدة؟ لأن عملاً واحداً أو اثنين قد لا يوضح المنهج المطروح، فقد يُفهَم أنك ترى الحل بالفكرة المطروحة في العمل فقط كمقاطعة السجائر الأمريكية مثلاً، أما بعد أن يرى الناس أعمالاً أربعة فيكون الموضوع قابلاً للفهم أكثر بأن المقصود هو التخلّص من أخطائنا أياً كانت وهذه الأعمال ليست إلا أمثلة على ذلك. كما أن قيام مجموعة الأفراد هؤلاء بأربعة أعمال في فترة متقاربة قد يكون دليلاً على التزام هؤلاء الأفراد قبل غيرهم أنهم يريدون التغيير بحق، وأنهم على استعداد لبذل بعض الوقت في سبيل ذلك".

وعن فكرة اللباس الموحّد قال "من أهداف المشروع إظهار المنهج للناس وهذا يحتاج إلى مظهر متميّز يلفت انتباههم حتى يفكّروا في ما يفعله هؤلاء الأفراد، وعدم وجود هذا اللباس يفقد العمل طابعه الواضح المفيد لإظهار المنهج، كما أن العبارة المكتوبة على اللباس والرافضة للعدوان على العراق توضح فكرة العمل ولماذا نقوم به الآن".
__________________
الرد مع إقتباس