عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 24-08-2003, 07:13 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

كلف صاحب الشركة مهندس برمجة للكمبيوتر بأن يعمل نظاما للحسابات. فقام المبرمج فعمل برنامج رئيسي يفتح بمجرد فتح الكمبيوتر، وهذا البرنامج يفتح الملفات ويفتح شاشات الإدخال، ويفتح عدة برامج أخرى داخلية للتقارير الحسابية. وكذلك ينشئ ملفات تلقائية ويعمل برامج داخلية على حسب رغبة المستخدم واختياراته.
ثم عرض هذا النظام على صاحب الشركة، ففتح جهاز الكمبيوتر فانفتح النظام وفتح الشاشات والملفات والبرامج،ثم قال له أعطني الأجر الذي اتفقنا عليه.
فإن كان صاحب الشركة نصابا، فإنه سيقول له أنت لم تفتح شيئا، إنما الذي فتح كل هذه البرامج والذي أنشأها كلها الكمبيوتر لا أنت، والذي عمل الملفات والتقارير إنما هو الكمبيوتر…وبزر واحد يمكن أقوم بفتح كل البرامج. والدليل على ذلك أنك إن لم تكن موجودا في الشركة يمكن فتح النظام بملفاته وتقاريره وبرامجه، فيمكن عمل كل ذلك بدون وجودك فكيف تنسبه إلى نفسك؟؟؟
فما رأيك؟؟ وبماذا يرد عليه المهندس….؟؟؟؟ فإنه سيفكر قليلا، ثم يقول: ولكني أنا الذي برمجت الكمبيوتر ليفتح النظام ويعمل الملفات والشاشات والتقارير، وأنا الذي أعطيته القدرة على عمل كل البرامج وفتح كل التقارير. فكل فعل يفعله النظام والبرامج وكل برنامج داخلي ينسب إلي أنا لا إلى النظام والكمبيوتر.
فهذا مثل الإنسان، ولله المثل الأعلى…. أعطى الله للإنسان القدرة والإمكانية على عمل واختراع وصناعة، أعطاه الله العقل المرن، والذاكرة والتفكير والملاحظة والرؤية والاستنتاج، فاخترع الكمبيوتر والطائرات والصواريخ والإلكترونيات والسيارات والأقمار الصناعية ووصل إلى القمر. كل ذلك بالقدرات التي خلقها الله عز وجل فيه. فالإنسان مبرمج على الاختراع والاكتشاف والصناعة والتطوير…فهو كهذا الكمبيوتر المبرمج الذي يستطيع عمل برامج وملفات تلقائيا...ثم لم ينسبها إلى خالقه ومبدعه وإنما نسبها إلى نفسه فتكبر على الله وعلى عباده.
وكذلك أصول الاكتشافات العلمية الحديثة، كلها اكتشافات لم يخلقها الإنسان. فالإلكترون والبروتون والحركة التي تنتج منها الكهرباء، اكتشفها الإنسان، ولكن الذي خلق الإلكترون وجعل القدرة للحركة أن تولد كهرباء إنما هو الله، وكذلك العقل الذي اكتشف هذا الاكتشاف إنما خلقه الله وأعطاه القدرة على الاكتشاف والتجربة والملاحظة. وكذلك بخار الماء والبترول لم يخلقه الإنسان وإنما اكتشف أنه يمكن أن يحرك الحديد. والذي خلق البخار والبترول وأعطى تلك المواد القدرة على التحريك وأعطى العقل على الاكتشاف إنما هو الله. فالله خالق والإنسان يكتشف ما يخلقه الله.
فكل هذه الاختراعات ينسب الفضل فيها إلى الله أولا. وكلها من نِعَمِ الله علينا، فهل نشكر أم نكفر؟
__________________
أبو سعيد