عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 08-06-2006, 04:06 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي

" يا قوم عودوا لدينكم فهو مجدكم وعزكم ومجد آبائكم وأجدادكم الذين نالوا شرف الانضواء تحت لواء صلاح الدين الأيوبي في حطين وشرف المشاركة في تحرير القدس مع قبائل أخرى , فأقطع صلاح الدين للقبائل التي شاركت معه أراضٍ حول القدس من أجل حمايتها من الصليبيين وقال :
(( هذا مسرى جدكم فحافظوا عليه ))

يقصد النبي صلى الله عليه وسلم , وكانت حصة "بني حسن " في الجزء الجنوبي الغربي من القدس حيث عاشوا وتكاثروا في قرى الولجة وعين كارم والمالحة وغيرها...


يا قوم...أجدادنا يومها حافظوا على تلك الأراضي وحموا القدس الشريف , فعاشوا عزة الإسلام وقوته , أباةً مخلصين . "



لكن الزرقاوي شد الرحال كغيره من الشباب الأردني الإسلامي المتحمس إلى أفغانستان ، أواخر الثمانينيات من القرن الماضي ، حيث عبد الله عزام وأسامة بن لادن .



عبد الله عزام كان من أوائل العرب الذين توجهوا إلى أفغانستان ، لمشاركة المجاهدين الأفغان قتال جيوش الاتحاد السوفييتي الداعم لحكم الشيوعيين هناك ، أقنعه بن لادن بالانضمام إلى المجاهدين في أفغانستان ، بعد أن كان أستاذا يدرس في إحدى الجامعات السعودية ، وكان يُنظر إليه في أوساط المجاهدين الأفغان على أنه قائد وملهم كل المتطوعين العرب والمسلمين ، ويعتبر عبد الله عزام مؤسس ظاهرة الأفغان العرب ، التي ما لبثت أن انتشرت في البلدان العربية بعد خروج جيوش الاتحاد السوفييتي من أفغانستان ، ويوجه إليها أصابع الاتهام بأنها وراء الكثير من تصاعد المصادمات المسلحة مع الأنظمة العربية الحاكمة ، وعبد الله عزام من القيادات التاريخية الأساسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن ، تعيش جماعة الإخوان حالة وفاق مع نظام الحكم منذ نشأتها ، رغم حالات المد والجزر التي تعتري تلك العلاقة بين الفينة والأخرى .


كانت الأنظمة العربية الحاكمة _ التي يرتبط معظمها بشكل أو بأخر بعجلة السياسة الأميركية _ تشجع توجهات الشباب الالتحاق بالمجاهدين في أفغانستان ، حيث كانت الحرب الباردة على أشدها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ، فكان المتطوعون يغادرون الأردن إلى أفغانستان جهارا نهارا ، وتجمع أموال التبرعات بشكل علني من المساجد والأماكن العامة لتمويل سفر الأعداد الكبيرة من الشبان إلى أفغانستان . في الوقت الذي كانت الأموال الخليجية والسعودية تحديدا ، تتدفق على المجاهدين الأفغان استجابة لمطالب واشنطن الحريصة على إلحاق الهزيمة بخصمها اللدود موسكو . في تلك الفترة ، كان أئمة المساجد في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ممن ينتمون إلى المدرسة الفكرية القريبة من الإخوان المسلمين ، يكفرون من يقومون بعمليات فدائية ويفجرون أنفسهم بأحزمة ناسفة في المناطق الفلسطينية المحتلة ، فلم يكن بد أمام الزرقاوي الباحث عن فرصة للجهاد من التوجه إلى أفغانستان ، للالتحاق بعبد الله عزام ، أواخر الثمانينيات من القرن الماضي .


تلقى الزرقاوي تدريبه العسكري ، ونمت ثقافته الدينية والسياسية في ظل القتال المحتدم بين المجاهدين من عرب وأفغان مع جيوش الاحتلال السوفييتي .


أثناء تواجد الزرقاوي في أفغانستان ، عمل على توطيد علاقاته بمجتمع الأفغان العرب ، فقد أقدم على تزويج إحدى شقيقاته من واحد منهم ، تقديرا له على شجاعته وفقده أحد قدميه في معركة ضد السوفييت . في حفل الزفاف الذي أقيم بهذه المناسبة قدم الزرقاوي نفسه بشكل واسع إلى ذلك المجتمع ، وخاصة أبو الحارث الحياري الذي كان يقود القتال ضد السوفييت في منطقة خوست ، وكان الحياري ولا يزال رقما صعبا في المعادلة الأفغانية ، وقد أسس الزرقاوي لاحقا على العلاقات الاجتماعية التي بناها حينذاك لانطلاقة جديدة .

ومن أهم العلاقات التي بناها الزرقاوي في أفغانستان ، تلك العلاقة التي بناها مع عصام البرقاوي المعروف باسم أبو محمد المقدسي عام 1989 ، وكان المقدسي الضلع الثالث في تكوين شخصية الزرقاوي
.
بعد انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان ، واشتعال القتال بين الفصائل الأفغانية ، لم يعد للمجاهدين العرب عدو يقاتلونه ، مما قد يكون أسهم في تبخر أحلامهم الجهادية بأفغانستان ، فما كان أمام المجاهدين العرب القادرين على العودة إلى بلدانهم ، دون التعرض لمخاطر أمنية إلا العودة ، والبحث عن عدو جديد ، ويبدو أن هذا ما دفع الزرقاوي للعودة إلى الأردن ، لتأسيس تنظيم ، يجسد رؤياه . فاتفق مع المقدسي فلسطيني المولد ، القادم من الكويت حيث كان أهله يقيمون ، على العودة إلى الأردن منتصف عام 1993 ، بهدف تأسيس تنظيم ديني ، هدفه الفكري تعبئة الشباب بالفكر الذي يؤمنون به كمرحلة أولى توطأة لتجميع السلاح والقنابل ، للتدريب أولا ، والقيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل ثانيا .

بدأ أبو محمد المقدسي المنظر الأساس لهذا التنظيم - الذي أطلقوا عليه اسم جماعة التوحيد - بإلقاء الدروس والمحاضرات في المساجد وأماكن تجمع الشبان ، بهدف ضمهم إلى مجموعتهم الجديدة . وجلهم بما فيهم المقدسي والزرقاوي كانوا عديمي الخبرة التنظيمية ، فوقعوا بشراك الأجهزة الأمنية الأردنية بعد وقت قصير من بدء العمل ، فزج بهما مع بقية أفراد التنظيم بالسجن في 29 آذار مارس عام 1994 وقدموا للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة بقضية أطلقت عليها السلطات الرسمية الأردنية اسم بيعة الإمام .



يتبع

ان شاء الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


__________________