الموضوع: الصبر يا شعر
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 19-03-2003, 04:57 PM
الوائلي الوائلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 183
إفتراضي الصبر يا شعر

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
الصبر يا شعر

مللت يا شاعري نظمي وابياتي=مللت قافية تحكي معاناتي
إلى متى كلمات الحزن تغمرني ؟=إلى متى وهمومي في عباراتي ؟
إلى متى وأنا المطعون في كبدي=والنزف يثعبُ دوماً من جراحاتي ؟
ألستَ تعرفُ غير الحزن أغنيةً=منها تغرد فوق الخد دمعاتي ؟
ألستَ تُحسنُ يا هذا قوافيها=قصيدة العشق من بحر الغراماتِ ؟
أما تحب ؟ أما تهوى ؟ فواعجبي !=أصار قلبك شيئاً من جماداتِ ؟
أين التغزلُ لم تعرفه قافيتي ؟=ما دغدغتْ فتيات الحي كلماتي !
أيمن القصائدُ تحكي عشق قائلها ؟=منها تذوب حشاشات العشيقاتِ
إلى متى في بحور الهم تبحر بي ؟=تسيرُ بي في محيطات الملماتِ
تتيه يا شاعري لا مركبي وصلت=بر الأمان بأحمالٍ خفيفاتِ
ولا بقاع عميق البحر تغرقني=تنهي حياتي وتنهيها متاهاتي
مهلاً أيا شعر إن اللوم يقتلني=رفقاً بربك تكفيني عذاباتي
لا تحسب القلب جلمودا فإن به=من المشاعر أمثال المحيطات
أهوى القصيد كهتانٍ إذا هطلت=على الثرى لبستْ فستان زهراتِ
أهوى التغزل في تلك التي سكنت=قلبي أبث لها شجوي وأناتي
أبثها الحب سيلاً هادراً ولها=إن حدثتْ كان إنصاتي وإخباتي
ألفها برداء الشعر إن وقفت=وإن مشت ركبت نظمي وأبياتي
أهوى الجمال وهذا الحسن يعجبني=طبيعة الخلق جاءت في انطباعاتي
وفطرة الله في قلبي أعيش بها=والحب منها غدا أعلى المقاماتِ
لكنني يا رفيق الدرب يمنعني=من ذاك أحداثُ أهوالٍ عظيماتِ
أما ترى أمة الإسلام مزقها=هذا التفرق غصت بالعداواتِ ؟
تشرذمت بعدما كانت موحدةً=بعد الخلافة عادت كالدويلاتِ
يسودها بعضُ أقزامٍ لهم خضعت=رقابنا فتمادوا في السفاهاتِ
ناموا سماناً ومليون هنا رقدوا=جوعى فتباً له جور الحكوماتِ
ما دام في القصر خمارٌ وغانيةٌ=والدر والكنز براقٌ كنجماتِ
فلا يهم ولو ضاعت شعوبهمُ=كأنما الشعبُ أسراب الذباباتِ
وعطلوا الشرع في التحكيم عطلها=أعضاء أجسادهم ربُّ البرياتِ
والهم يعظمُ من أحوال أمتنا=تنام في التيه تصحو في الخرافاتِ
تعيشُ من دون أهداف تحددها=كأنما القوم جمعٌ من بهيماتِ
أسماؤنا خالدٌ زيدٌ ومعتصمٌ=أما الرسومُ فقد أضحت غريباتِ
تغرب القومُ في العادات وانقلبوا=وضيعوا أصلهم يا ضيعة الذاتِ
وضيعوا الدين والإيمانَ وانفلتوا=في كل ناحيةٍ خلف الملذاتِ
عمَّا أحدث يا شعري أعن سننٍ=ماتت وعن أمة باتت كأمواتِ ؟
أم عن عذارى تركن الخدرَ باكيةً=عيونه لم يعد خدر العفيفاتِ
تشكو المروءة أفعالاً لهنَّ كذا=يشكو الحياءُ تقاليعَ العباءاتِ
خرجنَ للفتنة العظمى فيا أسفى=يا ضيعة العرض يا موت الكراماتِ
فكيف يا شعرُ أشدو الحب أغنيةً ؟=وكيف أزرعُ في الآفاقِ بسماتي ؟
لا أستطيعُ ففي قلبي لظى ألمٍ=من ذلة العرب في عصر الفضاءاتِ
لكنْ خذ العهدَ إن زالت مصائبنا=وقام قومي من قاع الغياباتِ
وعادت الأسد في الميدان صائلةً=وأشرق النور وازدانت صباحاتي
وعادت الأمة الثكلى لعزتها=وأقبلت لجهاد الكافر العاتي
فحينها سترى الأشعار راقصةً=وسوف تطربُ من دوحي ونغماتي
وسوف تملأ هذا الكون قافيتي=سعادةً وحبوراً وابتهالاتِ
وسوف يُغرقُ من أحببتها أدبي=فيضَ المشاعرِ يهديها حشاشاتي
صبراً جميلاً أيا شعري فسوف نرى=من بعد هذا الأسى عيد المسراتِ

الشاعر / حمد بن حسن الحيزان
الجوف
[/poet]
__________________
لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ
بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ .
الرد مع إقتباس