عرض مشاركة مفردة
  #42  
قديم 14-10-2002, 07:52 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

المحترم أحمد من دبي
لعلي في حياتي كلها لم يشغلني إلا هاجس العدل.
مع من وافقني ومن عارضني.
يا سيدي أنت الآن تكلمت عن الشاعر محمود درويش وفهمت عليك.
ولكن أنبهك إلى أننا إن أردنا الحكم يجب أن تكون عندنا معلومات كافية ومع الأسف كنت نبهت سابقاً في مقالات عديدة إلى أن العرب ليس عند معظمهم أبسط فكرة عن تاريخ المأساة الفلسطينية.
أنت حكمت بشكل مباشر على شعراء المقاومة بأنهم شعراء كلام حين تكلمت عن قصيدة درويش الجميلة وأعتقد شبه جازم أنك لا تعرف ملابسات كتابة هذه القصيدة ولا تاريخ هذا الشخص الذي فسد فساداً مبيناً في آخر سنين في رأيي وإن كان لا يزال أكبر شاعر تفعيلة عربي وهذا أمر آخر.
حين اغتصبت الحركة الصهيونية الجزء الأكبر من فلسطين عام 1948 هجر القسم الأعظم من الشعب الفلسطيني وظلت أقلية زهيدة.
هذه الأقلية التي ظلت مورست عليها أبشع أشكال الاضطهاد لدفعها للهجرة وحكمت حكماً صارماً حكماً عسكرياً مباشراً وعاشت حالة حصار مريعة.
وفي قلب هذه الأقلية المضطهدة وفي القرى القليلة المتبقية نشأ جيل شاب جديد رفض الاضطهاد واتبع من طرق مقاومة محاولات التهجير والتذويب ما استطاع في ظل عزلة كلية عن المحيط العربي كما تعلم وفي ظل حكم أجنبي غاشم.
فحين يخرج شاعر في ظل هذا الوضع الذي قل نظيره في العالم ليقول:
يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل
(هو محمود درويش)
فلنا أن نعد هذا عمل مقاومة من الطراز الأول وليس من العدل أن نحتقره بدعوى أنه لن يحرر القدس فهي تقاعست عنها جيوش سبعة ملوك عرب!
وفي تلك الفترة كان الصهاينة يجبرونه على التوقيع مرتين في مخفر الشرطة مرة في الصباح ومرة في المساء.
بين قوسين
هذه القصة التي أرويها لك حدثت قبل ضياع المسجد الأقصى فهو ضاع عام 1967
أذكر هذه المعلومة البديهية لأنني متأكد أنها غير بديهية بالنسبة لغالبية العرب!
هؤلاء الشعراء الثلاثة كانوا هم شعراء المقاومة
شعراء هذا الشعب الصابر تحت الاحتلال
فلا أرى من المناسب أن لا نذكر لهم ذلك
وقصيدة محمود درويش التي يحن فيها إلى خبز أمه كتبها بعد أن خرج من فلسطين وحرم من رؤية أمه.
وهذا الرجل مع الأسف فسد شخصياً في رأيي وهو كشخصية ليس أثيراً عندي ولكن لنعط كل ذي حق حقه ولا نحكم بلا علم
"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً"

صدق الله العظيم