الموضوع: قصة و عبرة
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 01-10-2001, 11:20 AM
طه66 طه66 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
المشاركات: 18
Post قصة و عبرة

قرأت في إحدى المجلات الإسلامية مقالة كتبتها أخت لكم، تحدثت فيه عن جريمة أرتكبت بحق المسلمين أدت إلى مقتل العشرات منهم بأيدي كفار. تقول هذه الأخت أن هؤلاء المسلمين لم يكونوا من سكان وطنها الإقليمي بل كانوا سكان دولة أخرى، و أنها شعرت بإنزعاج كبير في بادىء الأمر لرؤية مناظر القتل و الذبح، غير انها و بعض لحظات تذكرت أن الذين أمامها ليسوا أبناء وطن و شعب آخر، بل هم مسلمون و أنها هي مسلمة أيضا، و أن الذي إرتكب هذه المجازر إنما قصدها هي أيضا كما قصد أولئك المظلومين من المسلمين. فتقول الأخت أنها لم تشعر إلا و الدموع تنهال من عينيها، تماما كما إنهالت من قبل على حادثة مماثلة لمسلمين من أفراد شعبها الإقليمي. و تقول هذه الأخت في حديثها الموجه لكل المسلمين، أن أعداءنا قد إمتهنوا فن الدعاية و نقل المعلومة بحيث تظهر جرائمهم أنها موجهة دائمة إلى أفراد من أبناء إقليم معين و ليست موجهة لإسلام و المسلمين (ضمن مخطط لتضييق الخناق عليهم، و إستئصال المسلمين من كل أنحاء الأرض). و تقول أن علينا دائما أن نسعى لنتذكر أننا مسلمون أولا و قبل كل شيء وخاصة في فترات المحن.

لقد كان لهذه المقالة أثر كبير في نفسي، لأنني عندما قرأتها تساءلت في نفسي لماذا نحتاج، و نحن نرى أو نستمع إلى حادثة معينة، إلى بذل مجهود لنتذكر أننا مسلمون و أن الذين يذبحون أمامنا هم مسلمون ,و أن أعداءنا قد قصدوا إهانة و تحقير كل المسلمين، و أن من نراهم يقتلون اليوم هم الثور الأبيض؟ لماذا لا نحتاج إلى مثل ذلك المجهود عندما يتعلق الأمر بشيء مرتبط بشعبنا أو وطننا الإقليمي؟ لماذا نحتاج إلى دقائق أو ساعات و ربما أيام حتى نتذكر (هذا إذا تذكرنا)؟ في حين أننا نشتعل غضبا و تدمع دموع أمهاتنا و تحترق قلوبنا مباشرة و تلقائيا إذا كان الأمر متعلقا بشعبنا الإقليمي؟

ترى متى سيأتي اليوم الذي يستطيع فيه كل فرد مسلم أن يجعل إنتماءه للإسلام هو ذاته إنتماءه لإقليمه و لشعبه ولوطنه، حتى يتصرف و يشعر و يتألم و يغضب لمصاب المسلمين بشكل تلقائي و عفوي، في كل لحظة و في كل مكان، و مهما كانت قوة الدعاية الموجهة عليه؟ ترى متي تصبح الوطنية عند كل فرد مسلم هي وطنية إسلامية و ليست و طنية إقليمية؟

ولكن
و ما نيل المطالب بالتمني .... و لكن تأخذ الدنيا غلابا

اللهم إني أشهدك أني قد تركت ملة قوم لا يؤمنون بك حق إيمانك و إتبعت ملة أنبيائك و صحابتهم الكرام، و أني تبرأ من كل إنتماء لأي شعب ممن نسميهم اليوم "شعوب إسلامية" و لأي شعب كافر ، و أخلصت إنتمائي لشعبك الواحد و الوحيد " شعب المسلمين"، فاللهم أعني على نفسي و أخلص فرحها و غضبها و حرقتها لدعوة دينك و للمسلمين أجمعين ... و الله على ماأقول شهيد
اللهم آمين
__________________
إن العمل الإسلامي لن يستطيع تحقيق حلمه في إستعادة مكانة الإسلام،
حتى تصبح المصالح الإسلامية و مقدساتها هي العليا عند عوام المسلمين، كما كانت من قبل.
و لن يتحقق هذا الأمر بالتوعية و الخطب الرنانة و الكتب الغزيرة
و لكنه سيتحقق عندما تنتصر عقيدة "الإنتساب إلى شعب واحد" بين المسلمين،
و تنهدم نظرية الإنتساب إلى تركيبة هرمية من الشعوب (إقليمي، عرقي، و "شعب المسلمين") عند كل مسلم
و يدرك المسلمون أنهم ليسوا أعضاء في شعوب إقليمية و لا عرقية، بل هم "مسلمون" و كفى
إن المسلمين أمة و شعب واحد و ليسوا أمة من عدة شعوب.
www.one-people.org