عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 08-06-2006, 04:04 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي وفاء لذكرى شهيدنا الزرقاوي



بسم الله الرحمن الرحيم

وفاء لذكرى شهيدنا أبو مصعب الزرقاوي آثرت أن أضع للأخوة في منتدانا الحبيب كتاب الصحفي الأردني


(الزرقاوي..الجيل الثاني للقاعدة)

ونظرا لكبر حجم الكتاب سأقسمة بالترتيب الى عدة أقسام

هذا الكتاب

الشخصية التي يتناولها هذا الكتاب فرضت أنماطا مختلفة من صنوف التأليف ، تارة أسلوب البحث العلمي المعتمد على القراءة والبحث والتمحيص والتلخيص ، وقد أخذ هذا الأسلوب نصيبه في فصول هذا الكتاب ، وتارة أخرى الاستماع إلى شهادات العشرات ممن عرفوا الزرقاوي أو رافقوه في مختلف محطات حياته ، وهذا أخذ وقتا طويلا بين تدوين تلك الشهادات ، ومن ثم تدقيقها ، وتمحيصها ، ومقارنة الشهادات بعضها ببعض ، للوقوف على المعلومة الدقيقة لاستخدامها بعد التحقق من صحتها ، وطرح المعلومة الضعيفة واستبعادها ، ما لم نستطع التثبت منها ، وتارة أخرى الطلب من أشخاص بعينهم أن يكتبوا بأنفسهم إجاباتهم على أسئلة طرحناها عليهم ، لكن الشاق في هذا الجانب كان الوصول إلى هؤلاء الأشخاص ممن لهم بصمات واضحة سواء في تشكيل فكر الزرقاوي أو تشكيل منهجه واستراتيجيته ، وكانت هذه المرحلة الأصعب من الكتاب ، إذ باتت إمكانية الاتصال مع هؤلاء صعبة للغاية ، إن لم تكن شبه مستحيلة ، بعد الحادي عشر من أيلول ، فغالبيتهم إما في السجون أو مطاردون أو مختفون ، لكن دون تدوين شهاداتهم ، لن يكون للكتاب إضافة تستحق أن تضعه بمصاف الكتب المعتبرة ، فآثرنا تأخير الكتاب شهورا عدة إلى أن وصلنا إلى مبتغانا وضمنا الكتاب ثلاث شهادات تغطي مراحل تطور مسيرة الزرقاوي .
الشهادة الأولى كانت لأبي المنتصر بالله محمد ، وهو الشخص الأول الذي بدأ الزرقاوي معه بناء تنظيم التوحيد ( بيعة الأمام ) عام 1993 ، مسجلا بالتواريخ والأسماء والأحداث كل ما تم حتى عام 1999 . فآثرنا تلخيص هذه الشهادة دون التدخل في مضمونها ، ذلك أن الكثير مما ذكره لم يعد سرا يحمل صفة الجدة ، إن لم أقل أنه سبق أن نشر مضمونه بعموميته ، لذلك أبقينا على المعلومات التي طرحت للمرة الأولى ، وعلى الانطباع الشخصي لصاحب الشهادة وموقفه من تلك الأحداث التي دونها . والشهادة الثانية كانت للأب الروحي للزرقازي عصام البرقاوي ( أبو محمد المقدسي ) الذي التقاه في الباكستان عام 1989 واتفق معه أن يشكلا تنظيما دينيا في الأردن وبقي معه في السجن ، بادئا معه رفيق درب وصديق ، ثم شيخه الذي ينظر لفكرة التنظيم ويضع أدبياتها ، ثم تابعا له بعد أن أصبح الزرقاوي أميرا للمجموعة داخل السجن ، ثم منتقدا له وناصحا عن بعد ، هو في سجنه بالأردن والزرقاوي في العراق .
والشهادة الثالثة ، وهي الأهم كانت للرجل الثالث في القاعدة محمد مكاوي ( سيف العدل ) الذي يلقي من خلال شهادته الضوء على القدوم الثاني للزرقاوي إلى أفغانستان عام 1999، وأسباب الخلاف بين الزرقاوي وبن لادن ، وكيف تم إنشاء معسكر خاص للزرقاوي في هيرات ، مبينا طبيعة العلاقة التي كانت قائمة في تلك الفترة بين قيادة القاعدة والزرقاوي وصولا إلى ضربة الحادي عشر من سبتمبر وأهداف القاعدة منها وكم تحقق من تلك الأهداف مرورا باحتلال أفغانستان والخروج إلى باكستان وإيران ، كاشفا طبيعة الدور الذي لعبته طهران حينذاك ، وبعد ذلك قرار إدخال الزرقاوي إلى العراق والتحضيرات التي سبقت ذلك .

وفي محاولة لاستشراف مستقبل القاعدة في العراق من خلال تطو تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين تتبع الكتاب محطات تطو عمل وشخصية الزرقاوي خلال السنوات الثلاث الأخيرة . معتمدين معلومات دقيقة تطلب الوصول إليها استقصاءا دقيقا وحثيثا لكل من كان على تماس مع الزرقاوي خلال تلك السنين .

وللوقوف على مستقبل الحرب المفتوحة بين القاعدة ، وواشنطن التي تطلق على حربها تلك مصطلح محاربة الإرهاب الدولي ، حاورنا العديد من مفكري القاعدة سواء ممن ساهموا في صنع استراتيجياتها في وقت سابق أو من باتوا من صناع قراراتها لاحقا ، واستمعنا إلى كل ما يجول بخاطرهم ، في محاولة لفهم استراتيجية القاعدة للخمسة عشر عاما المقبلة .

الأضلاع الأربعة لشخصية الزرقاوي

نشأته

الزرقاوي ، هو أحمد فضيل نزال الخلايلة ، وكنيته أبو مصعب ، والزرقاوي لقب لم يعرفه الأردنيون من قبل ، وهو نسبة إلى مدينة الزرقاء التي ولد فيها في الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر عام 1966 ، معظم سكان مدينة الزرقاء التي تبعد نحو 25 كلم شرق العاصمة عمان من الطبقتين الفقيرة والمتوسطة .

ولد الزرقاوي لأسرة فقيرة محافظة تنتمي إلى عشيرة بني حسن وهي من كبرى عشائر الأردن ، موطنها البادية الأردنية الممتدة من حدود الأردن مع العراق وسورية إلى مدينة الزرقاء وجرش الواقعتين في وسط الأردن والمناطق المحيطة بهما .(1)

البداوة هو الضلع الأساس في تشكيل شخصية الزرقاوي ، تجد الطيبة فيه عفوية وحبه للآخرين عفوي , وإقباله على مساعدته للآخرين كذلك عفوي ، ولا تغيب بداوته عنه في فهمه أو علاقته مع الآخرين ، وبمقدار ما هو معروف عن البدوي شهامته وشجاعته وكرمه ، فقد جُبل البدوي أيضا على تمسكه بثأره ، فلا ينسى إساءة عدوه أو خصمه أو غريمه مهما طال الزمن ، ويمتلك البدوي في العادة قدرة هائلة على الصبر ليصل إلى ثأره ، وما يتداول في الموروث الشعبي عن بدوي قوله أنه تعجل في الآخذ بثأره بعد انتظار دام أربعين عاما ، فيه دلالة عميقة على طول صبر البدوي ، هذا الصبر لا يقتصر على الأخذ بالثأر ، بل يتعداه إلى الصبر على شظف العيش وصعوبات الحياة ، وانتظار قطف الثمار !

عاش الزرقاوي طفولته في حي رمزي في الزرقاء ، وهو من الأحياء الشعبية المكتظة . على بعد عشرات الأمتار من ذلك الحي ، كان الزرقاوي يلهو مع أقرانه في المقبرة الواقعة في حي معصوم ، الذي يعتبر من أقدم الأحياء الشعبية في مدينة الزرقاء ، التي ازدهرت نتيجة وجود أقدم معسكرات الجيش الأردني فيها ، منذ بدايات تأسيس المملكة . أصبحت الزرقاء لاحقا مركز استقطاب سكاني ، حتى لكثيرين ممن يعملون خارجها ، لانخفاض كلف المعيشة فيها . اتسعت المدينة حتى أصبحت ، ثالث أكبر مدن الأردن سكانا . غالبيتهم من الموظفين والصناع ، بعد أن كانت موطننا للبدو الذين يعمل أبناؤهم في صفوف الجيش . ولأن مدينة الزرقاء اتسمت بدايات بنائها وتوسعها بالعشوائية ، كانت تفتقر للخدمات العامة ، فلم يكن أمام الصبية بد من اتخاذ المقبرة ، في بدايات نشأتها ، مكانا للهو واللعب ، لافتقار المدينة إلى المتنزهات ، وأماكن التنزه واللعب . والمقبرة ، كونها مشاعا لجميع الصبية في تلك المدينة الصغيرة حينذاك ، كان يرتادها الأشرار والطيبون ، فعايش الزرقاوي منذ بواكير وعيه ، الخير والشر في آن معا ، وتعايش مع التناقضات ، علاوة على ما يتركه قضاء الوقت الطويل بين القبور من تصالح مع التناقض بين فكرتي الموت والحياة . في تلك المقبرة نسج الزرقاوي أهم صداقاته .

درس الزرقاوي حتى المرحلة الثانوية في مدينة الزرقاء التي لا يكاد يخلو شارع من شوارعها من مسجد ، وبعد أن اشتد عوده ، وغادر سن المراهقة ، أصبح مسجد عبد الله بن عباس المجاور لبيته، بيته الثاني . في هذا المسجد بدأ الزرقاوي نسج صداقات جديدة ، الأصدقاء الجدد جلهم ينتمي إلى جماعات إسلامية مختلفة ، لكن كل تلك الجماعات على اختلاف اجتهاداتها ، تجمع على تحريض الشباب على الجهاد ، فأخذت أفكار الجهاد والاستشهاد تتنامى عنده ، بعد أن أصبح رواد المسجد ، هم الأصدقاء الأكثر قربا ، مغادرا كل تفاصيل الطفولة والصبا التي بناها في المقبرة ، دون أن يغادر علاقاته التي بناها فيها أيام الصبا .

هجرته الأولى إلى أفغانستان

الجهاد ضد الشيوعيين المحتلين لأفغانستان ، كان الطريق المتاح في الأردن _ مثل معظم الدول العربية حينذاك _ لعشاق الجهاد والاستشهاد ، مع أن فلسطين ، كانت الأقرب للأردنيين عامة والزرقاوي خاصة ، جغرافيا ووجدانيا ، بحكم التركيبة الديموغرافية لسكان الأردن ، إذ أن قرابة نصف شعبه من اللاجئين الفلسطينيين ، والبعض الأخر من الأردنيين يعتبرون جذورهم تمتد إلى فلسطين . في رسالته التي وجهها إلى أبناء عشيرته ، يدعو الزرقاوي أبناء عمومته إلى العمل من أجل رفع راية الإسلام والانخراط في الجهاد ضد كل من يحول دون مقاتلة الإسرائيليين المحتلين لفلسطين ، يعلن الزرقاوي في رسالته تلك أن جذور عشيرته تعود إلى القدس .
يتبع
ان شاء الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




__________________