عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 27-08-2007, 10:12 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

لا ذكر لإغواء حواء لآدم وأن ولادة الأطفال عقوبة لها ، ولا أن حادث الإغواء سبيل لتسلط الرجل على المرأة ، ولا أن المرأة خلقت لصالح الرجل . موضوع من خلق قبل الآخر ، على ما أعتقد ، فقد ترك عن عمد .

(( مداخلة : توقفت عند هذه النقطة لأجد أنه فعلا لم يرد فى القرآن الكريم أو فى السنة النبوية ما يقطع بمن خلق أولا ، آدم أم حواء !!! ... غاية ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن حواء خلقت من ضلع ولم يحدد هذا الضلع هل هو من آدم أم مستقل عنه ؟؟؟ ... المعلومات عن أن حواء خلقت من آدم ، قد تكون من الكتب السابقة ، وكما يقول الكاتب فقد تعمد الإسلام أن يترك التحديد حتى لا يحدث تمييز لجنس عن جنس ، فالنساء شقائق الرجال ... وأنا فى انتظار من يصحح لى هذا الرأى بنص واضح ، لا استنتاجات . ))


.... القرآن ينص على أن كلا من آدم وحواء أغريا وأخطآ وتابا وغفر لهما . وقد نستند جزئيا على هذا التعليل ، وعلى ما ورد من آيات أعلاه ، أنها تؤيد بصراحة مساواة الرجل والمرأة روحيا ، وهناك كتاب مسلمون معاصرون ، تمكنوا من المناقشة عن اقتناع ، بأن الإسلام لا يفرق بين الجنسين بخصوص الفضيلة والتقوى .
وللأسف ، فهناك اعتبارين مقلقين ، يتم التغافل عنهما وتجاهلهما . أولا ، أن هذه المساواة لم تؤخذ فى اعتبار علماء مسلمين . فحتى اليوم ، فهناك من يقول بأنه نظرا لطبيعة المرأة الضعيفة ، فهى أكثر عرضة للخطيئة . وليس من الصعب تفنيد هذا الفهم بأنه انحراف ظنى عما جاء بالقرآن الكريم من تأكيدات واضحة ، وقد يجد هذا الفهم دعما فقط إذا وجدت تشريعات ذات طبيعة عملية تستخدم كدليل على سلبية الروحانية عند امرأة . الإعتبار الثانى ، هو أنه هناك القليل من الأحاديث النبوية التى تعطى صورة مضادة . وقد ذكرت أحد هذه الأحاديث :::

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى ، أو فطر ، إلى المصلى ، فمر على النساء ، فقال : يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار . فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل . قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان عقلها ، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم . قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان دينها .
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح


وكثيرا ما يسألنى عن هذا الحديث المسلمون الأمريكان أكثر من غيرهم . وأحد المتحولين للإسلام قال لى أن هذا الحديث سبب له ألما شديدا وقد أثر فى إيمانه .
يقول بعض علماء المسلمين ، كالدكتور جمال بدوى ، فى شرح لهذا الحديث ، بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن قصده هنا التقليل من روحانية المرأة ، بل حض لها لبذل جهد أكبر لتعويض بعض النقص فيهن . فيقول جمال بدوى بأن المرأة لا تصلى ولا تصوم خلال فترة الحيض ومدة أربعين يوما فى النفاس بعد الولادة ، وهذا رحمة بهن ورخصة مؤقتة لحصانتهن فى فترة الضعف ، ويذكر القرآن الكريم بأن فترة الحيض هى أذى :::

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) سورة البقرة

ويقول جمال بدوى أيضا ، بأنهن مطالبات بتعويض القصور خلال هذه الفترة .
وبالإشارة إلى أن شهادة إمرأتين تعدل شهادة رجل واحد ، فذلك فى المعاملات التجارية ، فكما يقول بدوى ، الحقيقة أن استعداد المرأة فى الأغلب أقل من الرجل فى مثل هذه الأمور خصوصا من ناحية الذاكرة ، فمواهبها تنصرف إلى مهام اجتماعية أخرى .
لهذا ، فيرى بدوى أن نظرة الإسلام للمرأة خلال فترة الحيض ، والحكم بأن شهادتها فى العقود على النصف من الرجل ، ليس تقريرا بأن المرأة دون الرجل ، ولكن هو إيماءة لطيفة للفارق بين الرجل والمرأة فى المقام الأول فى الخلقة ، وفى المقام الثنى ، قوة التحمل .

(مداخلة : لو حللنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلاه ، بالنسبة "باللون الأزرق" ، نجد أنه يشتمل على ثلاثة عناصر ، العنصر الأول ، هو إخباره بما فى الجنة وأن النساء فيها أكثر من الرجال ، ولو كان قد رأى الرجال أكثر من النساء لأخبر بذلك وليس فى ذلك أى حط لمنزلة المرأة ، لأنه لابد أن يكون جنس أكثر من الجنس الآخر فى النار ، فهذا مجرد خبر ... العنصر الثانى ، هو إخباره عليه السلام بأنهن يكثرن اللعن ويكفرن العشير ، وهذه آفات لاشك أنها سيئة وذكرها للتحرز منها ، كذكر الكذب والنفاق وما يفعله البعض من أعمال لا يرضاها الله ، وبالطبع ليس المقصود أن كل النساء يفعلن هذا ، بل هو تذكير منه عليه السلام ليتقوه ، فهذا أيضا ليس فيه حط من قدر المرأة ، فالآفات كثيرة ومنها ما يفعله الرجال وذكرها للإتقاء من فعلها ... العنصر الثالث ، هو نتيجة لطبيعة المرأة الإجتماعية والخلقة ، وهذا العنصر لا يكون سببا فى دخول جنة أو نار ، فالعمل وحده هو الذى يؤدى بصاحبه إلى أيهما ......... وعلى هذا فليس فى حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام أى انحراف عن القرآن الكريم كما يروج البعض ، أو كما يقول بأنه حط من قيمة المرأة .)





يتبع