عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 30-05-2007, 01:51 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي إذا نزلوا ساحة قتال أفسدوها ( 3 )

ثانياً: الساحة الأفغانية:

أفغانستان أم التجارب بحلوها ومرها! ورغم ذلك فقد خرج من رحمها الخير العميم! وهذه التجربة جديرة بالتأريخ المجرد عن الهوى وقد تطلب ذلك جهداً جماعياً تعاونياً لكن نظراً لانشغال من يقي على قيد الحياة من أبطال هذه التجربة في مقارعة أعداء الأمة فإن هناك ثغرات وفجوات تحتاج إلى شهادة لتكتمل الصورة الحقيقية لهذا التجربة الجهادية الفريدة التي كانت الانطلاقة الكبرى نحو العمل الجهادي الأممي!
لقد دخل هذه الساحة أفراد وجماعات وتيارات مختلفة تحت راية الإسلام.. وهذه الساحة التي جمعت بين كثير من المتناقضات! إذ لم يغب عنها شياطين الإنس من أجهزة الاستخبارات وأوكارها التي كانت مرابطة في مدينة بيشاور على الحدود الأفغانية! وقد تلاقت إرادات كل هذه المتناقضات على قتال الشيوعيين ودحرهم بدون ترتيب سابق! فشباب العالم الإسلامي استجابوا لنداء الجهاد بمحض إرادتهم ولا علاقة لهم بأية أجهزة استخبراتية في العالم؛ فلم يمولهم أو يدربهم أحد وكانوا يعتمدون على خبرات بعض القيادات الجهادية من ضباط سابقين في بعض الجيوش العربية وقاموا بإنشاء معسكرات بسيطة لتدريب الشباب قبل توجههم إلى ساحات القتال في قلب أفغانستان!
وكانت الساحة مفعمة بروح الجهاد يملأ قلوب الشباب الذين قدموا من كل حدب وصوب، وكان لأهل الجزيرة في الحجاز واليمن ودول الخليج السبق بأنفسهم وأموالهم! وطفق الشباب والشيوخ يأتون إلى هذه الساحة الجهادية من مشارق الأرض ومغاربها!
وفي ظل هذا المناخ المعطر برائحة البارود والأخبار المتوالية عن العمليات البطولية وقصص الشهداء الذين قتلوا في ساحات الجهاد في أفغانستان! كان هناك تيار وفد على الساحة لدعم المجاهدين الأفغان عن طريق تشكيل هيئات إغاثة تعنى بالأدوية والأطعمة والتدريس ولإقامة مخيمات للاجئين الأفغان في بيشاور غير ذلك من خدمات! وكانت الحكومات العربية لا تمانع في ذلك الوقت لأن أمريكا والغرب كانوا يرغبون في القضاء على الاتحاد السوفييتي المقبور! فكانت نقابة الأطباء المصرية لها الريادة في هذا المجال واستطاع أنصار التيار (الإخوان) أن يقيموا بعض المراكز البحثية في محاولة منهم في دراسة واحتواء الساحة ونشر فكر (القصر الحسن)!
باستثناء الشيخ الشهيد نحسبه كذلك كمال السننانيري عام 1981م ، والشيخ الشهيد نحسبه كذلك الدكتور عبد الله عزام عام 1989م، لأنهما يحتاجان لدراسة خاصة ولا نريد أن نتشعب بالموضوع لأننا بصدد الحديث عن المنهج العام لهذا التيار الوسطي! بصفة خاصة! لأنه بكل صراحة فإن ساحة القتال والمعسكرات كانت مكتظة بآلاف الشباب في الوقت الذي كان شباب الإخوان يستمتعون بالمعسكرات الترفيهية الصيفية والمتابعة من بعد والانشغال بالانتخابات الطلابية والنقابية والتشريعية والاستقرار الجامعي والتعليمي والوظيفي!! في الوقت الذي كان الشباب غير المنتسبين لهذا التيار المسمى بالوسطي! يبيتون على الطوى في جبال وكهوف أفغانستان! كانوا يبيتون على أزيز الطائرات والقنابل العملاقة التي كانت تدك معسكراتهم! وفي الوقت الذي كانت قوافل الشهداء تصعد إلى سماء أفغانستان! كانت هناك قوافل أخرى تصعد إلى شواطئ الإسكندرية ومعسكرات النزهة!

لم يكن الإخوان وحدهم:

وإحقاقا للحق فلم يكن الإخوان وحدهم الذين يحاولون احتواء الساحة!
إقتباس:
فقد كانت المخابرات السعودية في غاية النشاط عن طريق تركي الفيصل مدير المخابرات في ذلك الوقت واستطاعوا أن يزرعوا بعض الأشخاص في قلب الساحة الجهادية وكونوا علاقات حميمة مع جماعة أحمد شاه مسعود عن طريق الصحفي (ج ق)الذي كان يعمل في جريدة الحياة ثم عينوه مستشاراً إعلامياً في السفارة السعودية في دولة غربية وله الآن مجلة يديرها!! كان هذا الشخص صديقاً حميماً لمسعود!! وكان يرتدي زي المجاهدين ويتقن مصطلحاتهم!! ولله في خلقه شؤون!!
المهم أن أنصار التيار الوسطي جداً! كانوا يتلقون الركبان من أهل الثراء والخير الذين كانوا يقدمون للتبرع بأموالهم للمجاهدين! فكانوا يتلقونهم ويستضيفونهم ويحولون هذه الأموال مع الأسف الشديد! إلى فريق من المجاهدين بعينه (برهان الدين رباني/مسعود/سياف) رغم أن سياف (اتحاد إسلامي) لم يكن له أتباع بحجم الجمعية الإسلامية غير أن سياف كان يحسن اللغة العربية وتم تلميعه وتقديمه على أنه شيخ المجاهدين ورمز الصمود! لماذ؟! لأن سياف كان قد تربى واقتنع بفكر الإخوان فصار الصورة المقبولة لدى وسائل الإعلام العالمية لدرجة أن الشعراء كانوا يتغنون بسياف:
سياف ألف تحية أهديكها *** من أرضنا من منبع الإسلام ( 1 )
وفي ذلك الوقت كان حكمتيار مغضوباً عليه من قبل هذا التيار لأنه ضد مسعود! مع العلم أن حكمتيار (حزب إسلامي) لم يكن في حاجة إلى أموالهم لأنه كان ممولاً من الحكومة الباكستانية ومن القبائل الأفغانية فكان أكثر تنظيماً وكانت له شعبية جارفة في أفغانستان! أما عن مضايف الوافدين المجاهدين ومعسكراتهم فلم يعبا بها هؤلاء (التيار الوسطي المعتدل جداَ)! لأنه بكل بساطة كانت لهم مضافات خاصة باعتبارهم من علية القوم!!
لكن العجب العجاب! أنهم ضنوا بشبابهم على الذهاب لساحات القتال في أفغانستان واكتفوا بالنشاط الإعلامي وإرسال بعض قادتهم لاستكشاف الساحة كما في زيارة المرشد الأسبق الأستاذ حامد أبو النصر! وكان له شريط مسجل في تلك الحقبة استنكره كثير من الشباب! وكان للصحف التي يملكونها أو تكتب بلسان حالهم مثل (الدعوة) (والاعتصام) و (لواء الإسلام) في مصر، والإصلاح الإماراتية، والمجتمع الكويتية! دور كبير في تغطية ما يجري في أفغانستان!
وهكذا كانت تتلاطم أمواج بشرية من خيرة الشباب وخاصة في الفترة من 1986م إلى 1990م على ساحل ساحة الجهاد الأفغاني من غير التيار الوسطي جداً! هؤلاء الشباب الذين حملوا مشعل الجهاد في أفغانستان ورووا بدمائهم الطاهرة جلال آباد وخوست وقندهار وكابل وهيرات وغيرها! فمعركة (جاجي) في سنة 1987م شاهدة على البطولات الفذة للمجاهدين العرب! ومعركة جلال آباد التي استشهد فيها اكثر من سبعين مجاهداً عربيا من خيرة الشباب! ومعركة مأسدة الأنصار الشهيرة!
هؤلاء الشباب كانوا يقاتلون في جبهتين في وقت واحد في أفغانستان وكشمير! هؤلاء هم أنفسهم الذين وصفوا بقلة الفهم والتهور والجهل وفي النهاية تشويه الإسلام!
لقد تم إفساد الساحة الأفغانية بالريال السعودي عن طريق شق صفوف المجاهدين بتكوين أحلاف جديدة كما حدث للأسف مع (جمعية أهل الحديث) بقيادة الشيخ جميل الرحمن رحمه الله تعالى! حيث لم تكن الساحة في حاجة لأحزاب جدد!! وكان سياف يمول من كل هذه الجهات من السعودية وأنصار التيار الوسطي جدا!
لما انهزم السوفييت وخرجوا من أفغانستان في عام 1989م، وحوصرت كابل ثم سقطت الحكومة العميلة في كابول في عام 1992م ودخل المجاهدون الأفغان مظفرين وشكلوا حكومة المجاهدين برياسة رباني! لم يطبق هؤلاء الأشاوس الشريعة الإسلامية التي كانوا يزعمون أنهم يقاتلون من أجلها وباسمها! فقد قام بخطوات في منتهى الغرابة تحالف مع الشيوعيين وعلى رأسهم عدو الإسلام السفاح المبير دوستم! وأثناء زيارته لمصر أعلن أنه على استعداد للقبض على المجاهدين المصريين وترحيلهم لبلدهم! رغم أنه لم تكن هناك أحداث عسكرية في مصر في تلك الفترة بهذا الحجم! وثالثة الأثافي أنهم تركوا عميل السوفييت نجيب الله في مقر الأمم المتحدة! ولم يطالبوا حتى بمحاكمته على ضوء الشريعة الإسلامية! وانشغل الاخوة الأعداء بالتحارب وجعلوا كابل وأفغانستان قاعاً صفصفاً! وانتشر قطاع الطرق ولوردات الحرب الذين عاثوا في أفغانستان فساداً! حتى قام الطلبان وكنسوا هذه العصابات المجرمة وشعر الشعب الأفغاني لأول مرة في حياته بالأمن والأمان وأن هناك حكومة حاسمة حازمة في تطبيق الشريعة ودليل ذلك لما فتحوا كابل أخذوا نجيب الله وعلقوه على أعواد المشانق علانية أمام الشعب وأمام وسائل الإعلام المتواجدة في ذلك الوقت!
فماذا بعد؟! لقد هرب رباني ومسعود إلى وادي بنجشير! وفر دوستم إلى تركيا! وحكمتيار! إلى إيران!
وتربص الجميع بدولة طالبان الوليدة فقام أنصار التيار الوسطي جداً! بموالاة الشيوعيين السابقين وكانت لهم حظوة لدى موسكو وريثة الاتحاد السوفييتي المقبور! ووجهت لهم طلبان نداءات ووسطاء للرجوع والعيش في ظل الدولة الإسلامية الجديدة والتحاكم إلى الشريعة الإسلامية! فلم يكن من أنصار رباني وبطانته إلا التعالي والاستكبار والتحالف مع الاستخبارات الغربية وخصوصاً المخابرات الفرنسية التي كانت تتغنى ببطولة أسد بنجشير (أحمد شاه مسعود)! وكانت تغدق عليه بالعطايا وعلاج أنصاره في فرنسا وإرسال الممرضات الفرنسيات إلى المناطق الخاضعة لنفوذه إبان الغزو السوفييتي وحتى بعد هروب مسعود إلى وادي بنجشير!

صنم بوذا:

ثم كانت حادثة صنم بوذا الذي قامت الدنيا ولم تقعد بسببه! حيث قامت الأنظمة المرتدة المغتصبة للسلطة في بلاد المسلمين باستخدام أنصار هذا التيار في تشويه الطالبان واتهمهم بالتخلف والجهل ووصموهم بمفردات قاموس الازدراء لدرجة أن بعض الناس ظن أن الطلبان هم من عجينة يأجوج ومأجوج!! تطوع جماعة من علماء المسلمين بقيادة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ومفتي مصر الأسبق نصر فريد واصل وآخرين! وسافروا لإقناع الملا عمر زعيم المتخلفين!! وكان في مخيلة هؤلاء العلماء الموهومين أنهم سيفحمون الطالبان وأن الطلبان سينبهرون بالأدلة الدامغة التي ستنهمر من عمائم هؤلاء الأشياخ! وكانت المفاجأة أن كوكبة العلماء رجعوا بغير الوجه الذي سافروا به! فلقد علمهم الطلبان دروساً في حسن الأدب وحسن المناظرة وحسن التمسك بالأدلة الشرعية وحسن الاعتزاز بالإسلام! فكانت النتيجة أن الحكومة المصرية أقالت الشيخ نصر فريد واصل من منصب الإفتاء بعد أن صرح لبعض وسائل الإعلام تفهمه للأدلة التي تعتمد عليها طالبان رغم عدم دفاعه عنهم!!

المؤامرة:

ثم كانت المؤامرة تتم على قدم وساق لإزاحة طالبان من سدة الحكم وكان برهان الدين رباني يعتقد أن الأمريكان ينصبونه حاكماً لأفغانستان! وأن سياف ربما يكون رئيس الوزراء! وأن الأمريكان سيقدمون لهم أفغانستان هدية لولائهم للأمريكان ولحريهم إخوانهم في الدين الذي يزعمون أنهم مستمسكون به! فماذا بعد؟! دمر الأمريكان أفغانستان! وجيء بتاجر دجاج! (كرزاي) لم يطلق رصاصة في حياته لقتال الروس وتم تنصيبه رئيساً لأفغانستان في حضور برهان الدين رباني وفهيم وسياف وتلكم العصابة التي أحلت قومها دار البوار! جلسوا صاغرين أذلاء وهم يستمعون إلى حامد كرزاي الذي صار أمثولة للعملاء الجدد وليحل محل أبي رغال في ضرب الأمثال! هكذا كان عاقبة الاستعلاء والتحالف مع أعداء الإسلام! ما ضرهم لو أنهم تحالفوا وانضووا تحت راية الطالبان! اليس رعي الإبل خير من رعي الخنازير! على حد قول المعتمد بن عباد في الأندلس قديماً!! وصدق الله العظيم في محكم التنزيل : (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(آل عمران:101)..

( 1 ) أعتقد أن تلك الكلمات تفسر لما تباكى بعض الخوى على أسد بنجشير
العميل أحمد شاة مسعود بعد قتله أبان الهجوم الأمريكى .