عرض مشاركة مفردة
  #42  
قديم 24-02-2002, 01:17 AM
سلوى سلوى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 1,873
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين وأشهد أن لاآله الا الله وحده لاشريك له وأشهد ان محمدً عبده ورسوله أدى الآمانه ونصح الأمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا ضال
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد:
أكمل موضوع معاوية رضي الله عنه أقول مستعينة بالله
أما ما حدث من فتنه في مقتل الخليفة الثالث ذي النورين رضي الله عنه وقيام معاويه للمطالبه بدم قتلته وذلك لقرابته منه فلقد أجل علي إقامة القصاص على قتلة عثمان رضي الله عنهما
وقد أخرج يحيى بن سليمان الجعفي ,بسند جيد عن أبي موسى الخولاني أنه قال لمعاوية :"أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟
فقال لا والله , إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني ,ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً,وأنا أبن عمه , والطالب بدمه ,فأتوه فقولوا له فليدفع إلي قتلة عثمان وأسلم له ,فأتوا علياً فكلموه ,فلم يدفعهم إليه
الذهبي سير أعلام النبلاء 3-130 ابن كثير البداية والنهاية 8-129 ابن حجر فتح الباري 13-92
وفي رواية
"فأتوه فكلموه فقال :يدخل في البيعة ويحاكمهم إلي ,فأمتنع معاوية , فسار علي في الجيوش من العراق حتى نزل بصفين وسار معاوية حتى نزل هناك فتراسلوا فلم يتم أمرهم فوقع القتال "
يقول الدكتور خالد بن محمد الغيث في كتابه مرويات في خلافة معاوية
إذاً فأصل الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما لم يكن حول اعتراض معاوية على أحقية علي بالخلافة
بل كان بسبب تأجيل إقامة القصاص على قتلة عثمان رضي الله عنه ,إذ كان علي رضي الله عنه يرى تأجيل
إقامة القصاص على قتلة عثمان رضي الله عنه حتى تستتب الأمور وتهدأ الأنفس بعد إستشهاد عثمان رضي الله عنه
وفي تعليل ذلك يقول ابن حزم رحمه الله عن قتلة عثمان رضي الله عنه:
"ولكنهم كانوا عدداً ضخماً جماً لا طاقة له عليهم ,فقد سقط عن علي رضي الله عنه مالا يستطيع عليه ,كما سقط عنه وعن كل مسلم ماعجز عنه من قيام بالصلاة والصوم والحج ولا فرق ..,ابن حزم الفصل 4-243
كما تحدث ابن تيمية رحمه الله عن هذه المسألة الهامة فقال:
لم يكن علي مع تفرق الناس عليه متمكناًمن قتل قتلة عثمان إلا بفتنة تزيد الأمر شراًوبلاءً لانهم كانوا عسكراً
وكان لهم قبائل تغضب لهم ,والمباشر منهم للقتل "وإن كان قليلاً "فكان ردؤهم أهل الشوكة ,ولولا ذلك لم يتمكنوا" ابن تيمية منهاج السنة 4-407
وقد أدى الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما إلى نشوب معركة صفين بين الطرفين
وقد كان لحبر هذة الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما رأي مهم في مآل الخلاف بين علي ومعاوية
وفي ذلك دلالة على شدة فراسته رضي الله عنه "وهو ما أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح من طريق زهدم الأزدي قال:
"كنا عند ابن عباس يوماً فقال: والله لأحدثنكم بحديث ماهو بسر ولا علانية ,ماهو بسر فأكتمكموه , ولا علانية فأخطب به , وأنه لما وثب على عثمان فقتل ,قلت لابن أبي طالب :إجتنب هذا الأمر فستكفاه ,فعصاني ,وما أراه يظفر , وأيم الله ليظهرن عليكم ابن أبي سفيان لأن الله قال (وَمَن قٌتِلَ مَظلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِهِ سُلْطَنًا) وأيم الله لتسيرن فيكم قريش بسيرة فارس والروم, قال : قلنا فما تأمرنا يا ابن عباس إن ادركنا ذلك ؟
قال من أخذ منكم بما يعرف نجا ,ومن ترك وانتم تاركون كان كبعض هذة القرون التي هلكت ,,عبد الرزاق :المصنف 11-448
يقول الدكتور خالد بن محمد الغيث :
ولا شك أن الحق الذي سعى له علي رضي الله عنه وهو أخذ البيعة من معاوية رضي الله عنه وطائفته بعد امتناعهم عن ذلك مقدم على الحق الذي سعى له معاويه رضي الله عنه وهو إقامة القصاص على قتلة عثمان رضي الله عنه.
إذاً فالمسألة تتعلق بالأولويات وتقديم الأهم وهو الدخول في البيعة على المهم وهو إقامة القصاص على قتلة عثمان رضي الله عنه وهو
مافقهه علي رضوان الله عليه وناضل من أجله مع قلة الناصر والمعين حتى استشهد رضي الله عنه .
وعن هذه الفتنه يقول ابن كثير : "ثم كان ماكان بينه يقصد معاوية وبين علي بعد قتل عثمان على سبيل الاجتهاد والرأي ,فجرى بينهما قتال عظيم ...وكان الحق والصواب مع علي ,ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفاً وخلفاً "ابن كثير البداية والنهاية 8-126
وفي ذلك يقول ابن خلدون :
"ولما وقعت الفتنة بين علي ومعاوية .... كان طريقهم فيها الحق والاجتهاد , ولم يكونوا في محاربتهم لغرض دنيوي , أو لإيثار باطل أو لاستشعار حقد كما يتوهمه متوهم , وينزع إليه ملحد , وانما اختلف اجتهادهم في الحق , وسفه كل واحد نظر صاحبه باجتهاده في الحق فاقتتلوا عليه ,وان كان المصيب علياً, فلم يكن معاوية قائماً فيها بقصد الباطل وإنما قصد الحق وأخطأ ,والكل كانوا في مقاصدهم على حق
ابن خلدون :المقدمة 1-257
يقول الدكتور الغيث : وخلاصة القول ان علياً ومعاوية رضي الله عنهما كانا يسعيان للحق ولا شيء سوى ذلك لكن علياً كان هو الاقرب الى الحق من معاوية رضوان الله عليهم اجمعين والحجة في ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :
"أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوماً يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق قال: هم شر الخلق أو من شر الخلق يقتلهم أدني الطائفتين الى الحق"
انظر شرح صحيح مسلم ان هذه الطائفتين علي ومعاوية رضي الله عنهما
هذا مالزم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

___________________________________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
__________________
قال أبو زرعة الرازي :-
اذا رأيت الرجل ينتقص احداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلم أنه زنديق ,لأن مؤدى قوله إلى إبطال القرآن والسنه


اللهم ارضى عن أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعلي العابد المجاهد .

(اللهم أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم )


ما آن للسرداب أن يلد الذي
كلمتموه بجهلكم ما آنا

فعلى عقولكم العفاء فإنكم
ثلثتم العنقاء والغيلانا


يامنزل الآيات والقرآن
بيني وبينك حرمةالقرآن
اشرح به صدري لمعرفة الهدى
واعصم به قلبي من الشيطان