ثانيا : حول محور الإصلاح السياسي (ص41ـ56)
1ـ يسجل التقرير (ص 42) أن مسألة التطوير في الإصلاحات تأخذ طابعا مترددا ، ويعاد إنتاج القوانين القديمة تحت مسميات جديدة ، كما حدث في مصر بالحديث عن وقف العمل بقانون الطوارئ ، في حين كان قانون مكافحة الإرهاب هو نفس قانون الطوارئ لكن باسم ثان . أو التراجع عن مشروع قانون (الاجتماعات العامة والمواكب و التجمعات في البحرين ) الذي سحب من مجلس النواب في آذار/مارس 2006.
2ـ يؤخذ على التقرير ، مسألة مماشاة التوجهات الأمريكية في إطلاق اسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، والذي كانت الغاية منه نفي صفة القومية عنه بالإضافة لزج الكيان الصهيوني في ذلك المسمى .. وإن كان التقرير قد وضع الاسم داخل قوسين .
3 ـ ورد في التقرير (ص 43) القول : إنه ينبغي تأكيد رفض المحاولات الخارجية لفرض الإصلاح ، على ضوء النتائج المأساوية التي ترتبت على هذا الفرض في العراق و فلسطين .. في حين أن تلك المحاولات في التدخل هي خدمة للأهداف الخارجية ، ومعاندة طموحات الأمة ..
4 ـ لا خلاف مع ما تضمنه التقرير (ص 46ـ 48) حول عمق أزمة الأحزاب العربية وهزال قاعدتها الشعبية ، وأن ذلك ما فسح المجال لظهور حركات احتجاجية متحررة من القيود الحزبية ( ظاهرة 14 آذار في لبنان ) .. لقد أغفل التقرير ظاهرة التدخل الخارجي في تلك الظاهرة .
5ـ في حيوية الشارع العربي التي تناولها التقرير (ص49ـ51) ما يدل على الطاقة النضالية المخزونة عند الجماهير ، والتي لم تستطع القوى الحزبية استثمارها بشكل جيد (لعجزها) .. وأشار التقرير (محقا) للغضبة الجماهيرية في الإساءة للرسول الكريم صلوات الله عليه ، كنموذج لذلك المخزون .
6 ـ لقد ذكر التقرير حالة التعامل الأمريكي مع الإسلام المعتدل وعدم التعامل مع الإسلام المتشدد (حالة حماس ) .. لكن لم يشر التقرير الى ظاهرة صعود التيار الإسلامي ( ص 53 ـ 54) .
7ـ أشار التقرير صادقا ( ص 55 ـ 56) .. الى إدانته لأعمال الاغتيالات [رفيق الحريري ، جبران تويني ، جورج حاوي ، سمير قصير ] في لبنان ، كما أدان أخذ السلطات لعائلات المتهمين كرهائن .. لكنه لم يشر الى ظاهرة اغتيال العلماء و كبار الضباط والأطباء ، وانتهاك حرمة المواطنين في العراق بسكوت ومشاركة المحتل ..
يتبع : في الجزء القادم حول محور تطور القضية الفلسطينية
المصدر : مجلة المستقبل العربي عدد 330 ص 113 بتصرف
__________________
ابن حوران
|