عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 08-03-2005, 04:48 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أخي إبراهيم

أما التفكر والتدبر بأيات الله فهذا عبادة عظيمة ،وأما الألفاظ التي نستخدمها فيجب أن تكون أكثر تحرياً للأدب مع الله وكتابه العزيز ..

فأما المرقد : فليس معناه المكان الدافئ ولا المريح كما ظننت يا أخي فقوله تعالى: «قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا . هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون» البعث الإقامة، و المرقد محل الرقاد و المراد به القبر، و تعبيرهم عنه تعالى بالرحمن نوع استرحام و قد كانوا يقولون في الدنيا: «و ما الرحمن:» الفرقان: - 60، و قوله: «و صدق المرسلون» عطف على قوله: «هذا ما وعد الرحمن» و الجملة الفعلية قد تعطف على الاسمية.

فالحساب في القبر حقيقة ثابتة اتفق عليها العلماء ودلت عليها السنة المطهرة، والحساب يكون لكل من فارق الحياة حتى وإن أكلته السباع أو صار رمادا، ويكون للروح والجسد معا.

يقول فضيلة الدكتور محمود عبدالله العكازي -أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر-:

السؤال في القبر للمؤمن والكافر حق، ونعيم القبر وعذابه حق، والروح تُعاد إلى الجسد بعد الموت عقب الدفن بالقدر الذي يستطيع معه الميت فهم السؤال ورد الجواب، وهو نوع من الحياة ليس كحياة الدنيا، وطريق ثبوته السمع عن الصادق المصدوق.

ففي المُسنَد عن أبي سعيد الخدري قال: كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم- في جنازة فقال: "أيها الناس: إن هذه الأمة تُبتلى في قبورها، فإذا دفن الإنسان وتفرق عنه أصحابه جاءه ملك بيده مطراق فأقعده فقال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإذا كان مؤمنًا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول له صدقت، فيُفتح له باب إلى النار فيقال له: هذا منزلك لو كفرت بربك، فأما إذ آمنت فإن الله أبدلك به هذا، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض له فيقال له: اسكن ثم يُفسح له في قبره. وأما الكافر والمنافق فيقال له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت، ولا اهتديت، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له: هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذ كفرت فإن الله أبدلك به هذا، ثم يفتح له باب إلى النار، ثم يقمعه الملك بالمطراق قمعًا يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين" قال بعض أصحابه يا رسول الله: ما منا من أحد يقوم على رأسه ملك بيده مطراق إلا هيلَ عند ذلك، -أي فزع- فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء".


وبعد: فإن سؤال الميت في قبره أمر متفق عليه عند أهل السنة والجماعة، وأجمعوا على أن كل إنسان يُسأل بعد موته سواء قُبِرَ أم لم يُقبر، فلو أكلته السباع، أو أُحرق حتى صار رمادًا، ونُسف في الهواء، أو غرق في البحر، وأكلت جثته الحيتان فإنه يُسأل عن أعماله، ويُحاسَب عليها، وسيجازى بالخير خيرًا وبالشر شرًا.

وقال العلماء: إن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب، وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه، وإن الروح بعد مفارقة البدن تتصل بالبدن أحيانًا، ويحصل له معها النعيم أو العذاب، ثم إذا كان يوم القيامة الكبرى أعيدت الروح إلى الأجساد، وقام الناس من قبورهم لرب العالمين، وسيكون الحساب بعد الدفن، والميت يشعر بمن يزوره.
نسأل الله ـ تعالى ـ أن يشملنا برضوانه، ويثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.


و قولهم:" يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا " مبني على إنكارهم البعث و هم في الدنيا و رسوخ أثر الإنكار و الغفلة عن يوم الجزاء في نفوسهم و هم لا يزالون مستغرقين في الأهواء فإذا قاموا من قبورهم مسرعين إلى المحشر فاجأهم الورود في عالم لا يستقبلهم فيه إلا توقع الشر فأخذهم الفزع الأكبر و الدهشة التي لا تقوم لها الجبال و لذا يتبادرون أولا إلى دعوة الويل و الهلاك كما كان ذلك دأبهم في الدنيا عند الوقوع في المخاطر ثم سألوا عمن بعثهم من مرقدهم لأن الذي أحاط بهم من الدهشة أذهلهم من كل شيء.

.
يقول الله عز وجل : ( وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب ) .. سورة الحشر آية 3 .
وأما عذاب القبر ( أعاذنا الله منه ) فهو ثاب في السنة النبوية وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع والمبين والمفسر لآي الذكر الحكيم يجب الإيمان بعذاب القبر، فالكافر المكلف الذي مات من غير توبة من كفره يعذب في قبره، فمن ذلك عرض النارعليه كل يوم مرتين مرة أول النهار ومرة آخره، وتضييق القبرعليه حتى تختلف أضلاعه، وضرب الملكين منكر ونكير له بمطرقة من حديد بين أذنيه، وغير ذلك من العذاب، وكذلك بعض عصاة المسلمين الذين ماتوا من غير توبة يعذبون في قبورهم عذاباً أقل من عذاب الكفار، فيصيبهم مثلاً ضغطة القبر والإنزعاج من ظلمته ووحشته.

ومن أنكر عذاب القبر كفر. قال تعالى: {النار ُ يُعرَضون عليها غدوّاً وعشياً ويوم تقوم الساعة أَدخلوا آل فرعون أشد العذاب} سورة غافر / 46. وقال صلى الله عليه وسلم: " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما جميعاً، وأما الكافر أو المنافق فيقول: لاأدري كنت أقول ما يقول الناس فيه، فيقال لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين". رواه البخاري ومسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقد بين النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم بالتفصيل ما يكون عند الموت وفي القبر فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كنا في جنازة رجل من الأنصار في البقيع فاتانا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله كان على رؤوسنا الطير وهو يلحد له فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ( أعوذ بالله من عذاب القبر أعوذ بالله من عذاب القبر أعوذ بالله من عذاب القبر ) ثم قال النبي صلي الله عليه وسلم: ( إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزلت اليه ملائكة كان وجوههم الشمس معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة فيجلسون منه مد البصر ثم يجي ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فم السقا فيأخذها ملك الموت فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفه عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحه مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء ويشيعها مقربوها إلى السماء الثانية وهكذا فلا يمرون على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذه الروح الطيب فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي يدعي بها في الدنيا حتى تصل إلى السماء السابعة حتى تصل إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين و أعيدوه إلى الأرض فاني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فتعاد روحه في جسده وهو في قبره فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم وفي رواية من نبيك فيقول هو رسول الله فينادي منادي من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له باب إلى الجنة فيأتيه من ريحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الذي يأتي بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول أنا عملك الصالح فيقول ربي أقم الساعة حتى ارجع إلى أهلي ومالي) اللهم اجعلنا من هؤلاء اللهم اجعلنا من هؤلاء اللهم اجعلنا من هؤلاء قال صلي الله عليه وعلى اله وسلم : ( وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم كفن من النار وحنوط من النار فيجلسون منه مد البصر ثم يجي ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيث اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده ط رفه عين حتى يجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ويخرج منها كأخبث ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذا الريح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي يدعي بها في الدنيا حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح ثم قرا النبي صلي الله عليه وسلم : ( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلي فتطرح روحه يعني إلى الأرض طرحا ثم قرا رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتختطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) فتعاد روحه في جسده ويأتيانه ملكان فيقولان له من ربك فيقول هه هه لا ادري فيقولان له من هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هه هه لا ادري فينادي منادي من السماء أن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له باب إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر بالذي يسؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الذي يجي بالبشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول ربي لا تقم الساعة ) اللهم أعذنا من هؤلاء اللهم أعذنا منهم اللهم أعذنا منهم يا ارحم الراحمين وفي الصحيحين عن انس بن مالك رضي الله عنه إن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( إن الميت إذا وضع في قبره وتولي عنه أصحابه حتى انه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان أقعداه وذكر ) وذكر الحديث وفيه ( فيقال انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلي الله عليه وسلم فيراهما جميعا) فاتقوا الله أيها المسلمون واعدوا لهذا الأمر اليقين العظيم عدته وتعوذوا بالله من عذاب القبر واسألوا الله أن يجعل قبروكم روضة من رياض الجنة يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتون الا وانتم مسلمون )
__________________
معين بن محمد