عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 06-12-2002, 11:20 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي الرد على landles

بعد إذنك يا عنترة، أرد على landles في سؤالين.


8. العرب قبل الإسلام عبدوا ما هب ودب. مثلا: الغساسنة والمناذرة وقبائل أخرى في الشام اعتنقت المسيحية ولدى مجيء الإسلام صاروا (ذميين) وغرباء في وطنهم وبين أخوتهم في التاريخ واللغة والقومية. منذ مدة لم يعد العربي يجبي الجزية من العربي. السؤال: لو قدر لدولة الوحدة الإسلامية أن تتحقق هل سيدفع الغساسنة والمناذرة الجزية لأفخاذ تميم وتغلب والموالي أم أن الأسهل أن يتم تعليبهم في علب سردين وتصديرهم لأوربا؟

الإجابة: العرب قبل الإسلام كانوا يعبدون الأوثان،إلا القليل الذين كانوا على دين النصرانية. والنصارى كانوا يبغضون عبدة الأوثان كبغض المسلمين لعبدة الأوثان، فقد كان النصارى غرباء بين العرب قبل الإسلام. وانظر في التاريخ ما كان يفعله النصارى في مصر من اضطهاد للوثنيين من كتاب مكتبة الإسكندرية. وكذلك تذكر ما كان يفعله الرومان الوثنيين من اضطهاد للنصارى في الشام قبل قيام الدولة البيزنطية، أو ما يسمى بعصر الشهداء. فأنت تريد أن تعمل علاقة لم تكن موجودة أصلا بين النصارى والوثنيين العرب. فلما جاء الإسلام أتى بقتال هؤلاء الوثنيين امتدادا للصراع بين التوحيد والوثنية كما كان النصارى يحاولون القضاء على الوثنية في مصر والشام. وأصبح الغساسنة والمناذرة بالنسبة للمسلمين أهل كتاب، لا يجوز قتالهم كالوثنيين بل هم معاهدون في حالة دفع الجزية. وكان المسلمون على الحقيقة يعتبرون أن اليهود والنصارى أقرب لهم من الوثنيين لأنهم أهل كتاب مثلهم. فلما ظهرت عداوة اليهود، وتحالف الغساسنة والمناذرة مع الفرس والروم ضد بني عمومتهم وهم العرب تغيرت السياسة ضدهم. فلماذا تنكر على المسلمين أخذ الجزية من هؤلاء ولا تنكر على الغساسنة والمناذرة قتالهم لأبناء عمومتهم. ثم إن الغساسنة والمناذرة كانوا نصارى، وأنت تقول في المنتدى الإسلامي إنك لا تؤمن بوجود إله، والنصارى يؤمنون بالله. فما العلاقة بين الغساسنة والمناذرة. ثم إن الغساسنة والمناذرة قد دخلوا في الإسلام جميعا وأعزهم الله بالإسلام فبعد أن كانوا عبيدا للفرس والروم وتابعين أصبحوا أحرار يجبون الجزية من بقية الشعوب التي لم تدخل في الإسلام، فهم كانوا سعداء بذلك، فلماذا أنت تحزن على سعادتهم. ثم إنه لا يمكن إثبات وجود نسل للمناذرة والغساسنة اليوم، لأن الشعوب طوال الأربعة عشر قرن السابقين قد اختلط بعضها ببعض، ومنذ القرن الثالث الهجري والقواد والسلاطين غير الخلفاء من الجنس التركي، البوهيون من الفرس، السلاجقة ترك، الأكراد، المماليك ترك، العثمانيون ترك. فكل هذه شعوب تركية، فلا غساسنة ولا مناذرة ولا موالي.
وكل هؤلاء ينسبون أنفسهم إلى الإسلام لا إلى جنس تركي أو غير تركي. ولا تستطيع أن تثبت على أحد الآن أنه من نسل الغساسنة والمناذرة. وأكثر النصارى الشوام الحاليين مهاجرون من أوروبا، أو أنهم كانوا من العراقيين والشوام الذين آمنوا بعيسى عليه السلام، ولم يكن أصلهم عربا، بل إما رومان أو من بني إسرائيل. وإن حاولت أن تثبت وجود نسل لهم فلن تستطيع أن تأتي بأكثر من مائة. ثم إن الغساسنة والمناذرة بعد الإسلام هاجروا لنشر الدين كبقية العرب. وتفرقوا في الشعوب. فاسأل كبير العائلة عندكم عن أصل عائلتكم هل هي أوروبية أو من بني إسرائيل أم من العرب ثم وافني بالإجابة. وهذا التزييف التاريخي ليس من كلامك وإنما هو من كلام المستشرقين الأوروبيين ويقولونه منذ مائة وخمسين عاما قبل أن تولد أنت. ومقصدهم نشر فكرة القومية بين نصارى العرب بالكذب والتزييف، ومحاولة نسبة نصارى العرب إلا الغساسنة والمناذرة، من أجل إثارتهم ليحترق الفريقان النصارى والمسلمون لصالح الدول الكبرى ولصالح الصهيونية التي تستولي على فلسطين بكل سهولة. فهي لعبة سياسية أداتها التاريخ المزيف. وقد صرح مؤرخ القوميات "ساطع الحصري" بأنه من الصعب أو من المحال، نسبة شعب موجود إلى شعب قديم من آلاف السنين بسبب اختلاط الأنساب عبر التاريخ.
عندما تقوم الوحدة الإسلامية إن شاء الله تعالى، فسوف يؤخذ من المسلمين الزكاة، فماذا يؤخذ من النصارى؟ هل ترغب في أن يؤخذ منهم الزكاة مثل المسلمين، أم لا يؤخذ منهم شئ ونضع على رأسهم ريشة؟ لا بد أن يؤخذ منهم شيئا: وسمه ما ترغب في تسميته، جزية زجية أو أي تسمية تحبها.
وأما علب السردين. فقد كانت الوحدة الإسلامية موجودة من عصر الخلفاء الراشدين وحتى انهيار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى-ثلاثة عشر قرنا- ولم يعلبوا أحدا في علب سردين أ و سلامون. واقرأ التاريخ جيدا، وهذا ما يقوله لكم الصهاينة والمستشرقون لإثارة الفتنة. وقراءة محايدة للتاريخ دون تزييف المستشرقين، تعلم أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لما دخل القدس، وجد بطريرك بيت المقدس يبكي فعزاه وقال له: "لا تبكي ولا تحزن إنما هي دول مرة عليك ومرة لك". ولم يقتل مواطن واحد من النصارى، إنما كانت الحرب مع عساكر الروم الذين أعلنوا الحرب على الإسلام، فرد المسلمون بإعلان الحرب عليهم. وعندما فتح المسلمون مصر متبعين جيش الروم، لم يرفع السيف في وجه قبطي واحد، بل خرج القبط من السجون وعادوا من الصحراء بعد عصر الاضطهاد الرومان. وعندما ضرب ابن الوالي ابن أحد الأقباط أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالقصاص وأن يضرب ابن القبطي ابن الوالي وقال: لم استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار، والنهي عن التعرض للنساء والرهبان وغير المقاتلين مشهور في الأحاديث وخطب الخلفاء عند إرسال الجيوش. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة" وقال:"من قتل قتيلا من أهل الذمة حرم الله عليه الجنة". وهناك نهي صريح في التعرض بأي أذى لأهل الذمة. وظل النصارى يتمتعون بالحرية في أحكامهم وشرائعهم حتى أتي العصر الحديث بمستشرقيه فقالوا لكم ما أنت تقوله الآن. وعندما دخل الصليبيون بيت المقدس قتلوا من المسلمين سبعين ألفا وغاصت ركبهم في الدماء، واستحلوا أعراض النساء. ولم دخل صلاح الدين القدس، لم يقتل واحدا منهم. وإنما كان يساعد من أراد أن يفدي نفسه فلم يجد، فيعطيه من ماله الخاص الفدية التي يدفعها إليه، ولم يأخذ المسلمون قطعة ذهب واحدة منهم، بل خرج القساوسة بأموال الكنائس وكنوزها كاملة، ولم يتعرضوا للسرقة إلا عندما خرجوا من حدود المدن الإسلامية ودخلوا حدود المدن الصليبية.
ولما أراد أحد سلاطين بني عثمان طرد النصارى من القسطنطينية، وقف في وجهه العلماء وصرخوا إن هذا الفعل محرم ولم يفعله قبلك من الخلفاء.
فقارن بين هذا كل هذا وما يفعله الصرب الأرثوذكس في المسلمين الآن. وما فعله الأسبان في مسلمي الأندلس، وما فعله الأمريكان في مسلمي أفريقيا من الزنوج،وما فعلته إنجلترا في مصر وإيطاليا في ليبيا وفرنسا في الجزائر وأمريكا في أفغانستان، والروس في 13 ولاية إسلامية منذ مائة وخمسون عاما وإلى الآن، فإذا اطلعت على هذا أيقنت بأنه ليس هناك حكم يصلح لجميع الشعوب غير الحكم الإسلامي. لأنه يعترف بأن اليهود والنصارى أهل كتاب، بينما اليهود والنصارى لا يعترفون بالمسلمين كأهل كتاب، فيقومون بذبحهم كلما تمكنوا منهم.

9. لم يأت دين من الأديان إلا ودعى لخير وصلاح الإنسان. فهل يعترض برأيك أو يتخاصم هذا الدين أو ذاك مع العلم والمنطق أم يتوازيان؟.
الدين من عند الله، والعلم الحديث والقديم من عند الله أيضا، فكيف يتخاصمان أو يعترضان؟.
__________________
أبو سعيد