الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #94  
قديم 04-09-2006, 03:48 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-456-

_ وتسائلنا ايضا لماذا قبل القذافي وصف الصحيفة الايطالية له بأنه نبي الصحراء ، وعندما سألته هل رعى الغنم وأجابها بنعم قالت : ما من نبي إلا ورعى الغنم ؟!

وعلمنا الآن أن القذافي يسير على خطى الحاكم بأمره _ العبيدي _ فالحاكم ألغى القرآن ، ووضع للناس مصحفا أسماه ( المصحف المنفرد ) والقذافي ألغى السنة ، وجعل لكتابه :
( الكتاب الأخضر ) مكانة هي عند أتباعه أكثر أهمية من القرآن الكريم .

وليس غريبا على من أنكر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وفرض على خطباء المساجد ، وعلى القائمين على أجهزة اعلامية أن لا يستدلوا بها .. ليس غريبا عليه غدا ان ينكر القرآن الكريم .

وبعد أن ثبت كفر القذافي ونظامه لم يعد مستغربا عليه أن يعتقل دعاة الاسلام ، ويضطهد الوعاظ والخطباء .
بل لم يعد مستغربا عليه أن يتشدق بالوطنية وعندما قررت الدول العربية منع تصدير بترولها الى دول المغرب أثر حرب 1973 لم يلتزم هو بهذا القرار .

ولم يعد مستغربا عليه كذلك أن يهاجم الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها في البلدان العربية ، يهاجم في اعلامه اما في السر فيقيم معها أوثق العلاقات .

ان الجديد في تصريحات جلود أنها كشفت لنا عن أبعاد النظام الذي يدين به . انه متأثر بالعبيديين ، ويعتقد أصحاب هذا النظام أن الشيعة أفضل عندهم من المذاهب الأخرى لأنها اكثر تقدمية .


-457-

وليس لأحد أن يدافع عن جلود ونظامه فيقول : لقد كان يداهن لثوار الخميني ، أو ان تصريحه مجرد خطأ وقع فيه .. ان مثل هذا الدفاع تأول غير مقبول بعد أن كشف الرجل عن هوية نظامه .

وبكل تأكيد هذا هو السبب الذي دعا حكومة طهران الى اقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء بين البلدين ايران وليبيا ، وجاء هذا القرار بعد زيارة جلود وبعد أن عقد عدة لقاءات مغلقة مع الخميني وأركان نظامه .

مرة أخرى نقول لا ندري بماذا سيفاجئ القذافي المسلمين في ليبيا غدا .. فعندما أنكر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب في وجهة نظره كثيرا من شيعة الخميني .
وعندما قال على لسان رئيس حكومته : اننا متأثرون بالفاطميين ، والشيعة أقرب إلينا من السنة اقترب أكثر ، وعندما اضطهد الدعاة والوعاظ ونكل بهم ترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام كل تيار ونحله .

فهل يعلن القذافي غدا انكاره للقرآن الكريم أم يعلن أن دعوته عبيدية شيعية ويستقدم افواجا من آيات ايران ومراجعها ليدنسوا صحراء ليبيا التي كانت موئلا للدعوة السنوسية"1" .

وهل يتمكن القذافي من ايجاد حل نهائي لمشكلة الصدر ، هل يدفع الدية لأنصاره ليبيا كلها ، أم هل يظهر الصدر بطريقة من طرق التمثيل التي اعتادها الطغاة لا ندري ولا يستطيع أحد أن يتوقع ماذا سينجم عن هذا التعاون القائم مع دول هذا الحلف الجديد .

(1) فعلا فقد امتد اجرام القذافي الى القرآن الكريم فاقترح تعديل آياته . ( الناشر )

-458-

الجزائر :
كانت صلات هوارى بومدين قوية مع الرئيس النصيري حافظ الأسد ، وبعد هلاك بومدين توثقت علاقات الأسد مع بن جديد الرئيس الجزائري الجديد .
ومن مظاهر متانة العلاقة بين البلدين تلك الزيارات والاتصالات المتكررة بين البلدين ، فكانت كثير من الصحف العربية والعالمية تستغرب تعدد زيارات حافظ الأسد للجزائر .

وبعض هذه الصحف لم تصدق أن هناك حلفا وراء هذه الزيارات فعندما كان رفعت الأسد مريضا أو جريحا في فرنسا كانت هذه الصحف تقول بأن حافظ يزور الجزائر تورية ومنها يزور فرنسا سرا ليطلع على أخبار أخيه .

وبعد وصول ثوار الخميني الى سدة الحكم سارع الرئيس الجزائري بن جديد الى الاعتراف بهم ، وتوثقت أواصر الصداقة بينه وبينهم عن طريق الزيارات ، ووقوف الجزائر الى جانب ايران في قمة تونس ، وفي قضية احتجاز الطلبة لموظفي السفارة الأمريكية في طهران .

وخلال احتفال الجزائر بالعيد الخامس والعشرين للثورة الجزائرية حضر هذا الاحتفال الدكتور مهدى بازركان رئيس الحكومة الايرانية ووزير خارجيته الدكتور ابراهيم يزدي ، كما مثل واشنطن في هذا الاحتفال الدكتور بريزنسكي مستشار الرئيس كارتر ، وحضر عن البلدان العربية : حافظ الأسد ، معمر القذافي ، ياسر عرفات .. فهل جاء حضور الولايات المتحدة وايران بصورة عفوية ودون اعداد أو تخطيط لهذا ؟! .


-459-

الحضور العفوي قد يحصل في وليمة من ولائم البدو والعشائر أما في اطار دول مهمة فالأمر ليس واردا .
وهناك في الجزائر تمت لقاءات بين زعماء الثورة الاسلامية وأحد زعماء الدولة التي استعمرت ايران وأذلت شعبها أكثر من ربع قرن ، وليس صحيحا بأن يقال أن الخميني لم يكن على علم بهذه اللقاءات ، وما زال بازركان عضوا فعالا في مجلس القيادة الثورية الايرانية وهذا المجلس أهم من مجلس الوزراء .

كما تمت لقاءات بين الثوار العرب حافظ الأسد ومن معه من جهة وبريزنسكي من جهة اخرى . لسنا هنا في صدد الحديث عن اكاذيب الثوريين العرب الذين صنعت ثوراتهم وثوريتهم في واشنطن نيويورك .
وبكل صراحة أقول لا أدري ما هو الربط الذي يربط الرئيس الجزائري بالثورة الايرانية والنظام النصيري في سورية ! .

واذا كنا لا ندري ما هي حقيقة الربط لكننا نستيطع أن نحدد بعض المعالم تاركين للزمن أن يكشف لنا ما عجزنا عن كشفه .
ومن هذه المعالم أن ليس في شمال افريقيا _ أي المغرب العربي – شيعة والحمد لله ، وأن قيادة الشيعة في قم ومشهد والنجف وكربلاء تسعى سعيا حثيثا لتقيم ركائز لها هناك ، ومن هذه المساعي الجهود التي تبذلها في مصر تحت شعار : التقريب بين المذاهب .

ومن أخطر الثغور التي يتسلل منها أعداء الاسلام قيادة الجيوش في بلاد المسلمين ، ونحن لم ننس أن كمال أتاتورك القائد العسكري استطاع أن يخدر المسلمين في انتصار حققه أو حقق له على اليونان ، وبعد أن انتهى أمر تركيا له ألغى الخلافة الاسلامية ، ونحى أحكام


-460-

الشريعة الاسلامية ، وفرض على المسلمين الالحاد والعلمانية .. ثم جاءت الأيام لتثبت أنه يهودي حاقد من يهود الدونمة !! .
وما يدرينا أن الرئيس الجزائري بن جديد والرئيس الليبي معمر القذافي هما من بقايا العبيديين أو من أبناء عبيد القداح الذين ملكوا مصر والمغرب في زمن بني العباس . أو أنهما من بقايا اليهود الذين ما زال لهم نفوذ في المغرب ، لا نريد الاسترسال في وضع هذه الاحتمالات طالما أن أحدهم _ القذافي _ قد جاء على لسان رسوله أنهم متأثرون بالعبيديين ، وأن الشيعة أقرب إليهم من السنة .

وبدأت بعض البلدان العربية تتحسس من هذا الحلف الجديد ، ومخاوف السعودية والكويت والعراق وقطر واتحاد الامارات والبحرين صارت تعكسها الصحف الموالية لهذه الدول : كصحيفة الحوادث ، والوطن العربي ، والسياسة الكويتية .

والحلف العربي بدأ يركب موجة الصمود ، فكما هو معلوم أن هذه الجبهة تتألف من : سورية ، وليبيا ، ومنظمة التحرير ، واليمن الجنوبي . وهذه الدولة الأخيرة ما زالت هناك بعض الروابط التي تربطها بإيران واذا انتهت هذه الروابط لحساب السوفيات فانسحابها من جبهة الصمود في غاية السهولة لأنها دخيلة على الجبهة .

وما دمنا في صدد الحديث عن شمال أفريقيا فلا بد من الاشارة الى العلاقات التي تربط الزعيم السوداني صادق المهدي بقادة الثورة الايرانية ، وقد ذكرنا في بحثنا ( ايران الى أين ) أن صادق المهدي كان همزة اتصال بين كارتر والخميني خلال اقامة الأخخير في فرنسا ، وبعد سقوط الشاه زار ايران والتقى بالمسؤولين هناك عدة مرات واعترف في لقاء له



-461-

مع مجلة المستقبل"2" أنه يتوسط بين واشنطن وطهران ، وفي حديث آخر له مع مجلة التايمز البريطانية (ترجمة الهدف 10/1/1980 ) يحصر خلافه مع الخميني في ولاية الفقيه ، وهذا الخلاف بسيط فليس هناك اتفاق بين الشيعة على ولاية الفقيه فشر يعتمداري غير مؤمن بولاية الفقيه .

ويبدو أن هناك دورا سيلعبه صادق المهدي في السودان ، والذي نخشاه أن يجد الشيعة مجالا لنشر معتقداتهم في السودان وغيره مستغلين غفلة الدعاة الى الله ، والارتباطات السياسية التي تجمع بينهم وبين صادق المهدي ، والنظرية التاريخية في عقيدة المهدي التي يؤمن بها الأنصار في السودان .

بعد الانتهاء من كتابة ( حلف مشبوه ) بأيام أطلعنا على الخبر التالي :
علمت ( الوطن الكويتية) أنه تم الاتفاق بين الجماهيرية الليبية والثورة الايرانية على بدء صفحة جديدة من العلاقات ، تتجاوز كل ما كان معلقا بين البلدين ، خصوصا حادث اختفاء موسى الصدر .
وسوف تنعكس هذه البداية على قرار تبادل السفراء بين العاصمتين على المستوى الرسمي ، وعلى توسيع نطاق تبادل الوفود الشعبية .

وفي هذا الاطار فقد تم الاتفاق على أن تنظم خلال فترة الربيع والصيف ، زيارة لثلاثة آلاف شباب ايراني للجماهيرية الليبية ، بالمقابل ستنظم زيارات لثلاثة آلاف شاب ليبي لجمهورية ايران الاسلامية .
وعلمت ( الوطن ) أن هذه الفكرة كانت مبادرة ليبية ، ناقشها الرائد عبد السلام جلود

(2) المستقبل العدد 151 بتاريخ 12/1/1980م .
-462-

الرجل الثاني في القيادة الليبية ، مع الدكتور علي شمس أردكاني السفير الايراني لدى الكويت الذي زار الجماهيرية في الأسبوع الماضي ، وبعد دراسة الموضوع استقر الرأي أن يتم ذلك في صيغة تبادل لأفواج الشباب الايراني والليبي باعتباره مدخلا لالتحام الجماهير في البلدين .

ومن المقرر أن يطير الدكتور علي شمس الى طهران في الأسبوع المقبل لوضع الخطوط النهائية لمشروع التلاحم الشعبي الايراني الليبي ، ولعرض نتائج زياراته لدول الخليج ، التي قام بها في الفترة الأخيرة"3" .

اذن هناك اتصالات بين ليبيا وايران ، وعندما تزور وفود شيعية طرابلس لديها من الأفكار ما تزعزع به عقول الناشئة في ليبيا ، أما الشباب الذين سيرسلهم القذافي فلا يملكون إلا الكتاب الأخضر وخطب معمر التي ينكر فيها الحديث النبوي .

وفي 5/2/1980 نشرت وكالات الأنباء الخبر التالي :
قال العقيد القذافي في كلمة نقلت فقرات منها وكالة الجماهيرية للأنياء أن هناك ( علاقة قرابة ) بينه وبين الامام الخميني لكنه لم يحدد طبيعة القرابة بينهما ، ونسبت الوكالة إليه قوله خلال اجتماع اللجان الثورية في طرابلس الليلة قبل الماضية أنه سيزور ايران بمجرد اتمام اجراءات تولي الرئيس الايراني المنتخب أبو الحسن بني صدر مهام الرئاسة .

وقال العقيد القذافي أنه يتطلع الى لقاء مطول مع الامام الخميني الذي تربطه به علاقة روحية وعلاقة قرابة .

(3) الوطن 21/1/1980 .