الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #95  
قديم 04-09-2006, 03:50 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-463-

وأضاف أنه يعرف وزير الخارجية الايراني السيد صادق قطب زادة معرفة جيدة منذ أن كان حلقة وصل بينه وبين الامام الخميني أثناء وجود في باريس عندما كانت ليبيا تقدم المساعدات المادية والمعنوية للثورة الاسلامية قبل سقوط الشاه في العام الماضي .

وقبل أيام أدلى أبو الحسن بني صدر بحديث صحفي شتم فيه الأنظمة العربية ، وكانت ليبيا من الدول القليلة التي استثناها وأثنى عليها .


-465-

الفصل الخامس
سوء الأوضاع الداخلية
هجرة الأدمغة


-467-

سوء الأوضاع الداخلية وهجرة الأدمغة
أبرزت الصحف الايرانية انباء هجرة الأدمغة من ايران وحملت لجان حراس الثورة الايرانية مسؤولية هجرة الكفاءات العلمية الى خارج ايران .
وأوضحت صحيفتا اطلاعات وكيهان أن كثيرين من الأطباء والعلماء وأطباء الأسنان واساتذة الجامعات يغادرون طهران وأضافت أن بعض الوزراء وكبار رجالات الدولة وبعض القادة الدينيين دأبوا على التحذير من أن البلاد قد صدمت بعد الثورة بتسرب العقول الى الخارج .

ومنذ أسابيع قليلة والتقارير الصحفية تركز على تفاقم الهجرة الى الخارج ومضاعفات ذلك على الوضع في البلاد وعزت الصحف سبب الهجرة الى تزايد عمليات التحقيق وتطهير المتهمين بالتعاون مع نظام الشاه السابق .

وقالت صحيفة ( اطلاعات ) من أصل ( 14000 ) طبيب هاجر (5000) الى خارج البلاد منذ بدء الثورة .
وقالت جريدة ( كيهان ) المؤيدة للامام الخميني أن اللجان التي تقوم بعمليات التطهير تعلم أن حوالي ( 200 ) طبيب أسنان منهم بعض أساتذة الجامعات غادروا ايران خلال الشهور الماضية وأضافت أن الرقم يعادل عشر أطباء الأسنان في ايران .

وتساءلت الصحيفة عما اذا كانت لجان التطهير تعلم أن العلماء أخذوا يتركون البلاد شيئا فشيئا وان الأساتذة الذين هم في المستويات العالية بدأوا يهجرون ايران ليدرسوا في البلدان الاستعمارية"1" .

(1) وكالة رويتر 5/8/1979 .

-468-

كتب ( نيد تيمكو ) في صحيفة ( كريستيان سانيس مونيتور ) يقول :
حقق اليساريون نجاحات بين صفوف العمال الايرانيين ، وهم بمثابة قنبلة موقوتة تهدد النظام الحاكم ، وقد تبين من التطورات الأخيرة ما يلي :

نسبة البطالة تتراوح بين 20 الى 50 بالمئة وكذلك التضخم ، كما تضاعفت أسعار اللحوم تقريبا .

فالنشاطات السياسية في ارتفاع أما الانتاج فمنخفض ، ضاعف النظام الجديد الأجور بل زادها أكثر من الضعف في حالات كثيرة ومنح العمال نظريا نصيبا من الأرباح . ولكن عددا غير قليل من الدبلوماسيين يقولون أن ذلك _ مثل استيلاء الخميني على شعار معاداة الامبريالية _ قد ينتهي لصالح اليسار . ففي مصنع يملكه أحد التشيكيين قام العمال بمنع دخول رجال الدين . الذي نقلناه هو خلاصة المقال"2" .

(2) ترجمة الصحف العربية 26/12/1979 .


-469-

المبحث الأول
الثورة والوضع الداخلي
قدمت صحيفة ( دير شبيغل الألمانية الغربية ) دراسة عن الأوضاع الداخلية في ايران ، ولما لهذه الدراسة من أهمية ، ولأن معظم الصحف التي تحدثت عن ايران مؤخرا جاءت معلوماتها مطابقة لهذه الدراسة .. لهذا نعرض فيما يلي ملخصا لهذه الدراسة :
لقد عادت الموسيقى الأمريكية الصاخبة ( الروك )للأسماع مرة أخرى ، ولم تندفع البنوك في تطبيق أمر الخميني بالامتناع عن استعمال الدولار . ففي الفنادق الكبيرة يدفع الزبائن بالدولار الأمريكي ، ولقد حاول احد الهولنديين الذي اصطحب معه نقودا بالفرنك السويسري والفولدن الهولندي أن يستبدلها بالتومان ، بدون طائل ، فالجميع يريدون الدولار فقط ، وحتى في فرع البنك في مطار طهران .

واذا نظرنا الى ايران بعد سنة من الثورة نجدها تعاني من وضع اقتصادي لا تحسد عليه مع هبوط كبير في مستوى المعيشة ، واختفاء المواد الغذائية ، وارتفاع عدد العاطلين عن العمل ، مع تمزق سياسي فظيع يحوي في طياته خطرا كبيرا للدولة .

كان مهدي بازركان قد أمر أيام حكمه ببناء خمسة ملايين بيت لحل أزمة السكن التي تواجهها الطبقات الشعبية الفقيرة في كافة المدن الايرانية ولكن هيهات فموارد الدولة قليلة ، ومن الصعوبة بمكان الحصول على مواد البناء من اسمنت وحديد وخشب .

قليلون في ايران الذين يعلمون أن الخميني كان يبني شبكة ثورية من منفاه في العراق ..

-470-

والتي حصلت على تأييد حكومة حزب البعث العراقية المطلق في بغداد ووصلت هذه الشبكة الى كل أطراف ايران قاطبة . لقد كان رسل الخميني يتجولون في كل مكان من ايران ، كما كانوا يوزعون الأموال اللازمة للثورة وتهيئة الجماهير لها أيضا ، وكانوا يساعدون الفقراء في بناء بيوت لهم أو تمويل زواجهم ، واليوم لا يتمكن أنصار الخميني من تقديم المساعدات للطلاب والعائلات المحتاجة .

لقد تراجع الأنتاج الصناعي الى النصف ولا يزال يتراجع ، فمصانع الأحذية ليس لها جلد ، ومصانع السيارات ليس لديها قطع ولهذا هبط انتاجها الى (50 ألف سيارة ) بعد أن كان ( 100 ألف ) .
ويشكو التجار من تراجع البيع وقلة الأرباح ، وأصبحت الشوارع مليئة بالشباب العاطلين عن العمل والذين لا يرغبون في التصادم بعائلاتهم في البيوت تماما كما كان الوضع في برلين عام 1929 وبيروت عام 1976 .

ولقد أصبحت محطة القطار المبنية من الرخام في طهران مأوى للمطرودين . ونجد اليوم في ايران ( 3.8 مليون ) عاطل عن العمل ، وفي ساحة بهلوى سابقا يبيع أولاد صغار يرتدون ألبسة رثة السجائر الأمريكية وفي الواقع نجد دائما أن نصف المحلات التجارية مقفلة لأن أصحابها يخافون من السرقات ومن هجوم الشبان العاطلين عن العمل ، أو لأنهم خرجوا مؤقتا الى خارج ايران . والذين بقوا في محلاتهم يواجهون سيلا من طالبي العمل بأجور متدنية جدا .

وليس من الغريب أن ترتفع نسبة الأجرام بشكل سريع في جو كهذا ، حيث تسرق البيوت والحوانيت في وضح النهار _ لقد سرق أحد محطات البنزين مرتين في يوم واحد _
وقال المجني عليه ، انهم جميعا يحملون أنواعا متعددة من الأسلحة ، ولم يعد اللصوص

-471-

يهتمون بالأموال قدر اهتمامهم بالمواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها 30 بالمائة ، وتقل المواد الرئيسية بصورة مضطردة مثل الرز والسكر لذا فان أية مقاطعة سيكون لها تأثير فظيع وحتى لو لم تقدم أمريكا على حصار المرافيء الأيرانية فان التموين بالمواد الغذائية سيتعثر كثيرا ، لأن الدولة لم تستورد احتياجاتها والأحتياطي الموجود لا يكفي ، اضافة الى أن ربع الأراضي الزراعية لم تعد تزرع نتيجة للأحداث السياسية ، لهذا ستواجه ايران كارثة في المحصول القادم سيكون لها عواقب وخيمة .

ويوجد في ايران اليوم طبقة جديدة ، هي جموع الشبان المسلحة بالرشاشات الأمريكية والألمانية وهي تعادل في حجمها قوات البوليس ولقد استلمت مهامها وسيطرت على الشارع والمقدرات الأخرى ويتقاضى كل منهم ما يعادل ألفي مارك شهريا ، ويعد هذا من أعلى الرواتب في ايران في الوقت الحاضر ، ولقد بلغ عددهم في نهاية العام الفائت في طهران وحدها عشرة آلاف مسلح . لقد بدأت تظهر في شوارع العاصمة مظاهر سلبية كثيرة .

اذن الأنهيار الأداري ، والبطالة المتفاقمة والتضخم المالي وقلة االمواد الغذائية هي المشاكل التي تواجه النظام الجديد الذي لم يتمكن حتى الآن من التأثير على اتجاه الجيل الجديد المتعلق بالموسيقى الغربية ، والمسرح الحر والفن . لذا فقد حقق الفيلم الفرنسي ( حالة حصار ) أكبر دخل في دور سينما طهران ، ولقد عمدت طالبات المدارس والجامعات اللواتي كن يلبسن العباءة السوداء منذ فترة تعاطفا مع الثورة الى نزعها والعودة الى اللباس الأوروبي والتجول في الأسواق .

وأضافت الصحيفة قائلة .


-472-

ان التجار الذين تحملوا أعباء مصاريف حركة الخميني وكان عددهم في طهران تسعة آلاف تاجر قد أوقفوا التبرعات والمدفوعات لأن النظام الجديد لم يحقق لهم ما كانوا يصبون اليه "1" .

صحف الثورة الأيرنية هي التي تحدثت عن هجرة الأدمغة واالكفاءات العلمية من ايران ، وعزت سبب الهجرة الى تزايد عمليات التحقق والتفتيش ، ولو استطاع العلماء التعبير عن حرياتهم لما غادروا بلدهم .

وتحدثت الصحف في تقارير ميدانية عن الأنهيار الأقتصادي ، وتزايد العاطلين عن العمل ، وارتغاع نسبة الأجرام وقطاع الطرق بل أن جهاز حراس الثورة صار ملجأ للمجرمين واللصوص .. ومن جراء ذلك اضطر أصحاب كثير من الحوانيت الى اغلاقها خوفا من السرقة .
كيف يستطيع ان يعيش بلد هاجر ثلث أطبائه الى الخارج لأنهم صدموا بالثورة ؟‍‌‍‍‍‍ .
ترى أليس من الأفضل أن يعكف الخميني وثواره على دراسة هذه الظواهر الشاذة بدلا من التآمر على الخليج والعراق وسورية وكثير من بلدان العالم الأسلامي ‍‍‍‍‍‍؟
‍‍‍
أهذه هي الثورة الاسلامية التي نريد ان نقدمها للناس كبديل لهذه الأوضاع الفاسدة في عالمنا الاسلامي أم أن ثوار الخميني أرادوا الاساءة للاسلام عندمت تظاهروا أنهم دعاة له ‍؟!
‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍


(1) 16/1/1980 ترجمة الدراسة في الصحف العربية ‍‍‍.