1- وشَى الضّحى عن لباس الأيْكةِ النضِرِ
..............وجاءَ عن عطرِها النسْماتُ بالخبرِ
2- تَبَسَّـمَ النُّـورُ يُبْـدِي كُلَّ لُؤْلُـؤَةٍ
............... تُخْفِي حَيَاءً بَرِيْقَ القَطْرِ فِي البَصَرِ
3- وَأَنْطَقَ الزَّهْـرُ بِالأَلْـوانِ بَهْجَتَـهُ
..............حتَّى تَعَلَّـقَ قَلْبُ السَّـحْرِ بِالوَتَـرِ
4- تَلهُـو الفراشـات حيناً في مُداعبـةٍ
.............. وَتَلثـمُ الزَّهرَ أحيانـاً على الأثـرِ
5- والطيرُ تصدحُ في الأفنـانِ مُترَفَةً
...............في كلِّ أيكٍ وفيـرِ الظلِّ والثمَـرِ
6- ترقرقَ الماءُ صــفواً في جداولِــــهِ
.......بوحَ الطبيعـةِ يروي روعةََ النَهَـــرِ
7- وَقَفْتُ أنظــــرُ لا حُزنٌ يُشَــــاغِلُنِي
....... عن الجمــالِ ولا شيءٌ مِنَ الضَّجَرِ
8- وكدت من روعة الإحساس تحملني
...........بعض النسيمات تمضي بي إلى سفرِ
9- نحو الأحبة عين الله تكلؤهم
...........كم للجمالِ على الولهان من أثر ِ
10- هل كان يدفعني شوقي لأحضنها
..........أم كلّ عزمي لما عانيتُ من خوَرِ
11- للعشق سكرٌ وفيه غاية الأملِ
...........واليوم بتّ أرى أنْ هاجني سكَري
12- كأنني وديارُ القومِ قد درستْ
............ طفل يشيم بقايا البرق في المطرِ
13- ذات الديارِ وقفنا في مرابعها
............ ما بين حاضرةِ الأظعانِ والوبَرِ
14- يحكي المقامُ خُطا سلمى يُذكـّرني
............. وقع السنابك بين الخَنْفِ والخَطَرِ
15- وخلتُ أني بساح الدار أقرأ في
......... سفر الفراق وقال السفر ليْ اعتبرِ !
16- فصرت أسمع ما الاطلال قائلة
........... وشك قلبي بصدق النقل عن نظري
17- لي ادكارٌ لمن يوما بها خطرت
...........كأن خطْرتها كانت على قدَرِ
18- من يومها لم تزل في العينِ ماثلةً
.............رأدَ الضحى وكذا في هدأَةِ السّحر
19- " ألله أصفى لها ودّي فصوّرها
.............حسناءَ تقْصر عنها دارة القمرِ"
20- لو كان محضَ يبابٍ ما به خطرت
......................لأمرع القفرُ بالحنّونِ والزّهَر
21- أو أنها سهرتْ في الليل ما رقدتْ
.............. لأشفق الفجر أن يطغى على السَحَرِ
22- وأشفق البدرُ أن يرخي عباءته
................... ويقطعَ الوصلَ مِبكارا بلا عُذرِ
23- وكم نزور قبورا حيث ساكنها
.................في القلب يرتع لا في غيهب الحفر
24- حتَّى تنـــاهى لســـمعي نوحُ باكيـــةٍ
............. بين الخمـــائلِ تبكي لوعــةَ السَــــهَرِ
25- فَرُحْتُ أُنصتُ والذكرى تســـافرُ بي
............. نحو الحبيبِ وضَــجَّ الكونُ بالصُّــوَرِ
26- هنا التقينا هنا كان الغرام لنا
................................عباءةً خلتها من صتعة القدرِ
27- ضمت فؤادين بل روحين فانسجما
..............................رأيتَ كيف انسجامُ الناي والوتر
28- أيا يمـــامُ لمــاذا النــــــوح يؤلمنـــي
............. ما جِئتُ إلا لكي أنســــاهُ من فِكَــرِي
29- يا مَنْ تغرِّدُ لحنَ الشـــوقِ في وَلَــــهٍ
............. وتســـتبيحُ أنين الوجْـــدِ في الوتَــــرِ
30- أدميت قلبي فهذا الشوق يعصف بي
.............ترى أتشـــعرُ ما يلقاه من حرر
31- لا تجزعي أســـفاً من وطأة القَــدَرِ
..................... إنْ كانَ منتظــــراً أمْ غيــرَ منتظـــرِ
32- إنَّ الزمـــانَ الذي قــد كان يســـعدنا
............. هُوَ الزمَـــانُ الذي لمْ يَخْلُ مِنْ كَـــدَرِ
33- عجبت ما نلتقى في طيه زمناً !
................... يأتي بأمنيتي بالسعد والوطرِ
34- تعود أيامنا كالأمس ضاحكةً
................... فالسعد سلمى أرى لا يقتفي أثري
35- تعود سلمى تُرى؟ أم انّها كُـتِبَتْ
........... مــا آب من سـفرٍ إلا إلى سفرِ )
36- فالحُسن هيّجها والنوْحُ أطلقها
.............من الكوامن شوقاً كان كالشرر
37-كأنه في هشيم الروح فاسْـتَـعرتْ
...............حــرائق الروح ما أبقت ولم تذرِ
38-مِن أينَ أبـدأُ والأيَّـامُ تســـبقني
.................. وترسُــمُ الحُزْنَ والترحالَ في قَدَرِي
39-إذْ لا تريــدُ برغمِ الوجــدِ مِنْ صِــلَةٍ
................ لأنَّ فيهـا ترى درباً إلى الخَطَـــرِ
40- لا بل دروباً أراها حيثما نقلت
.................خطى سُليمى ولو من دونما أثرِ
41-وما سليمى سوى ما أصبحت عربٌ
.................وطْاً لِخُفٍّ ونهشَ الناب والظّفر
----
وبهذا أقترح ختم هذه القصيدة، وأحيل الأمر لأخي سمير في قصيدة تالية ، وفقه الله وأقترح عليه حال الأمة .
|