عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 30-09-2006, 06:21 AM
منير العاصمي منير العاصمي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 8
إفتراضي

جزاكم الله خيرا على المرور و المشاركة و اقول لك اخي الوافي نعم كل الذي ذكرته صحيح و لا بد ان يتحلى الداعية بتلك الاخلاق الفاضلة من الحلم و الصبر و محبة الهداية لجميع الناس فالداعي إلى الله لا بد أن يترفق و أن يحسن اختيار كلماته و مناسبات كلماته و متى ما استعمل أسلوبا عنيفا أو اختار وقتا او مناسبة غير لائقة أضر هذا بدعوته و لم يحض بالقبول ، و لكن أخي الحبيب أنا لو تأملت كلامي السابق أدركت أنني أتكلم عن صنف معين من الناس المدعويين و صنف معين من الدعاة ن إنها أخي الحبيب المعركة التي لا تنتهي إلا بغالب و مغلوب فالمدعويين هم أولئك الذين جعلوا أصابعهم في آذانهم و استغشوا ثيابهم و أصروا و استكبروا استكبارا من الطغمة العلمانية الفاسدة المفسدة التي هي مع الأسف الشديد من تملك زمام الأمور و تستطيع أن تلبس على الناس و تقلب الحق باطلا و الباطل حقا ، أما الدعاة فهم أولئك الناس الطاهرين المتوضئين الذين لم يستسلموا رغم صعوبة المعركة و رغم الأذى الشديد الذي تعرضوا له و المضايقات الشديدة من قبل هؤلاء المدعوين الذين ما شهد العالم و التاريخ أغرب منهم ، كيف لا و الدعاة يدعونهم إلى الله و إلى تحكيم كتابه لا لأجل مصلحتهم هم و لكن لمصلحة المدعويين أنفسهم في الدنيا و الآخرة - و كما قال العبد الصالح مؤمن آل فرعون- ( مالي أدعوكم إلى النجاة و تدعونني إلى النار ) فلو كانت الدعوة مع هؤلاء تنفع لاستقامت البلاد على شريعة الله منذ أول نصيحة يقدمها الداعية إلى الله و لكن القدر أبى إلى أن يبتلي الدعاة بالموت أحيانا و التعذيب في السجون أحيانا، و الفصل من الوظائف أحيانا أخرى ، لا لشيء إلا لأنهم يقولون لا يصلح للمجتمع إلا تحكيم الشريعة في كل شيء ، لكن أخي الحبيب لعلك لم تدقق في الموضوع بناءا على المعطيات الموجودة عندكم في السعودية ، فالوضع يختلف بينها و بين الجزائر - نسبيا - في هذه المحنة التي ألمت بالدعاة إلى الله، هل تعلم أخي الحبيب أن الكثير من المساجد هنا و بمجرد ما تنتهي الصلاة ينتظرك البواب لكي يغلق بيت الله و ذلك في الصلوات الخمس !!! و هل تعلم أن الأئمة ممنوعين من التدريس و الحلقات إلى برخصة من وزارة الشؤون الدينية ! و طبعا لن ينال الرخصة إلا من كان صوفيا أشعريا ماش في خط النظام العلماني و لا دخل له في السياسة أو جاهل لا يمكنه توعية الناس ، أما الدعاة الحقيقيين فهم في قبورهم يشكون ظلم الطغاة و شدة الزمان أو في السجون يذوقون ألوانا من العذاب أو مضيق عليهم في الرزق فهم يسعون لأكل لقمة الحلال ! فهل أخي الحبيب أمثال هؤلاء المدعويين ينفع معهم ما ذكرت ؟! و هل الدعوة بالتي هي أحسن سوف تجد طريقها إلى تصحيح امفاهيم و قصر الظالم عن غيه و تطبيق الشريعة ؟؟ هؤلاء أخي الحبيب لا ينفع معهم لغة الحوار الذي ينفع معهم هو المقاومة حتى يرزق الله النصر أو الشهادة ، و متى رأيت الغنم يعيش في سلام مع الذئاب ؟! و إذا كان لديك طريقا أخرى غير هذه و ثبت أنها نافعة على المدى الذي يستطيع معه الداعية صبرا فأرجو أن تثبته هنا ، و لا تقل لي الطريق الصحيح هو ان تلزم بيتك و أن تربي أولادك و تنصح من قدرت على نصحه ، لأن الحكم ما دام بيد من يخططون للشر و افيقاع بالأمة في مستنقع الفساد و الجهل , يتعاملون بسياسة التجويع ، لا يمكن معه أن تلزم بيتك دون التلبس بمخالطة المجرمين بل ستتعرض للإستفزاز و أنواع المعاملات المحرمة حتى تخرج من دينك أو تتبع ملتهم ، و طبعا سوف لن تتمكن من تربية أولادك لأن الفساد قد عم و أين تقع تربيتك أنت مع ما يربونه هم في المدارس و وسائل الإعلام و بث الفساد في كل مكان ، و غذا كنت انت داعية و عالم استطعت المحافظة على اسرتك و اولادك فمن يقوم بتربية و توعية الناس؟ أما أن تقول لي بأنه ينبغي التلطف و الترفق و ان الداعي يفعل ما قدر عليه باللين و لن يحاسبه الله على ما ليس في يده ، فأقول لك أخي الحبيب متى يبلغ البنيان يوما تمامه = إذا كنت تبنيه و غيرك يهدمه بهذه العقلية الباردة أخي الحبيب سوف نبقى عبيدا للطغاة حتى ينزل المسيح ابن مريم ، و لن اوافقك على هذا الطرح الانهزامي و انت تعيش في بلاد الرفاهية و الخيرات تنعم بشيء من العدل و تطبيق الشريعة الإسلامية و شيء من الحقوق ، أما نحن فطريقنا مليء بالصعوبات و التضحيات و ليس لنا إلا الله ناصرا و معينا و خصوصا و أن العلماء إقليميين فمتى سمعت أن علماء السعودية اهتموا بشأن الشعوب المظلومة في افريقيا و متى انكروا الكفر الحاصل في الجزائر ؟ فهم لا يهمهم إلا تزكية مجرميهم للأسف الشديد أما الدعاة الذين زج بهم في السجون فلم ينصروهم حتى بالدعاء !! و إذا كان هذا هو الحال فلا يملك الداعي ألى الله إلا أن يعمل على إنشاء منظمة سرية للعمل من أجل تصحيح المفاهيم و إحقاق الحق و لو كلفه ذلك رقبته و للحديث بقية ....