عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 04-06-2006, 04:08 PM
نهر الحكمة نهر الحكمة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 303
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة عصام الدين
تروج الآن أكذوبة أن "السلفيون" هم المدافعون عن إسلام الأمة - وأحيانا تصل الوقاحة حد ادعاء أنهم وحدهم المسلمون - أما الشيعة أو الصوفية أو أيا كان غيرهم فإن لم يكونوا من الأعداء وأكثر خطرا من أمريكا و إسرائيل فإنهم على الأقل حصان طروادة الأمريكي الصهيوني، العملاء المعادون للإسلام والأمة، وهم - مع أصحاب الفرق الأخرى الذين يكفي أن يختلفوا معهم في رأي أو قضية- كفار لا يجب أن يسمح لهم بأن يهددوا دين "أرض الميعاد" السلفية الممتدة بـ "وعد" أبدي مجهول المصدر "من طنجة إلى جاكرتا" في تشابه مثير مع الوعد الذي تأسست عليه الصهيونية "من النيل إلى الفرات"، فكلاهما لا يكترث بحقوق أي جماعات أخرى غير تلك التي يمنحها الوعد هذه الأرض.
ورغم أن الامازيغ في المغرب والجزائر ليسوا شيعة ولا عملاء لهم وكذلك الأفارقة في السودان وموريتانيا والأكراد فإنهم جميعا يجري اضطهادهم وتغييبهم كل بمبرر مختلف لأنهم غير قابلين للاستيعاب في المفهوم "السلفي" للإسلام المتطرف (المزور) للدين.

لقد وضع الإسلام مبدأ الاعتراف بالتعدد الديني والتعدد الإثني فالقرآن يعترف بدينين منزلين هما اليهودية والمسيحية وبدينين غير منزلين هما الصابئية والمجوسية ويقر أهل هذه الأديان علي معتقداتهم وممارستهم الدينية مؤجلا الفصل بينهم إلى يوم القيامة، والقرآن يعتبر تعدد السلالات الإثنية والثقافات من آيات الخلق والتاريخ، فهل يرى ذلك "السلفيون" الذين أصابهم بالهوس صعود نجم الشيعة في العراق أو حدث تخصيب اليورانيوم في ايران؟ وهل يتصور أن نقبل استخدام هذا الدين ستارا لسب و شتم ولعن وسفك دم أناس لمجرد أنهم يدينون بمذهب آخر؟


أحسنت التعقيب أخي الكريم .. أخي الكريم (عصام الديــن )

ان الأسلام العظيــم ، يريد من كل واحد منا أن يكون خيرا لنفسه ، وخيرا لكل الناس من حوله .
أن يكون عنصر سلام وأمن ومحبة وأحترام لأخوانه من المسلمين أو غيـرهم ..
وعنصر رعاية وحماية لهم ، وحفظ لكرامتهم وحقوقهم .
هذه هي صورة المؤمن في الأسلام .
وهذا هو خط الأسلام الأصيل .

بعض المسلمين ، للأسف الشديد ، يتوهم أنه بعصبيته ، وغلظته ، وأنغلاقه على الفكر الآخر .. يتوهم أنه يدافع عن الأسلام ..
ولكن الحقيقة المـرّة للأسـف الشديد أنّه يسيء الى نفســه ، والى وطنــه ..
مثلما يسـيء الى صـورةالأسـلام والمسلمين !
وينسى هذا البعض ، أنّ رســول الله صلى الله عليـه وسلـــّم ، ربح الناس من خلال خلقه الكريم ، فدخلوا في دين الله أفواجا .. !!
نلتقي ، مرارا ، من يصرخ ، أفراداً أو جماعات : ( أنــــــا الحقيقــة !! وكل مــن عــداي باطـــل .. !! ) ، ( أنـــا الأســـلام !! وكــل من عــداي كافـــر !! ) !!!!!!!
واذا حدثناه عن وجهة نظـر أخرى غير وجهة نظره ، أشهر كارت التكفير والتفسيق والســب ، وقال لنا بعنجهية : ليس هناك وجهات نظر ، بل هناك حق نلتزمه ، وهناك باطل يلتزمه الآخرون .. !!

وهــذا الموقف المتشـدّد ، لا ينشأ ، ياعزيزي ، من علم أو فكر ، أو عقيدة صحيحـة ، أو شجاعة يملكها صاحبـها ..
بل هو من أنتفاخ الشخصية وورمها ، ومن الجهل والتعصب وسوء الخلـق ..
لأن الأنسان العالم ، يتــرك الفرصة دائما للأحتمال الآخر ، ويسمح لوجهة النظر الأخرى قبل أن يؤكـد وجهة نظره !

ليت فرسان الثقافةالطائفية ، هنا في الخيمة ، وفي كل مكان ، يدركون خطورة ما يقومون به من دور تخريبي وتدميري بحق شعوبهم وأوطانهم فضلا عن تشويههم لرسالة الدين الأسلامي السمحاء ، التي أرادها الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين ..

ليتهم يعون يا عزيزي ، أنّ الطائفية هي مرض مثلث، كل زاوية فيه تعلن الغاء الانسان !
فهي أولاً انشداد لطائفة ، ولا حرية للأنسان في اختيار الرحم الذي انقذف منه الى الحياة ..
كما أنها تعني استقطاب واستخدام من هو من نفس الفصيلة، مثل تعاون الحشرات على التهام الفتات والذئاب في مطاردة الفريسة .. !!
فهنا يغيب الوعي وتعمل الغريزة ..!

والطائفية تعني أيضا .. العمل لصالح مجموعة ، والتأليب على القتل باسمها بما يجر عداوة كل الطوائف ..
وبهذا تعمل بشرف ! على تصدع المجتمع ، وجـرّه للحرب الأهلية ولو بعد حين ..!

وليتهم يستوعبون ، أخيرا ، بأنّ الطائفية ، .. هي شر مستطير على الطائفة قبل غيرها .. ومن يلعب في النار لا يجعل النار لعبة ..
وهي خطر على كل مستقبل الطائفة ، لأن يوم الفصل كان ميقاتا فيحكم بقطع رأسها على مقصلة التاريخ .. !!
ولنا في قصة مذابح التوتسي والهوتو، أو يوغسلافيا، عبرة لمن يعتبر ..!!

أنا مسرور جداً بمداخلتــك القيمــة والمفيدة ..

أرجول قبول خالص تقديري واحترامي



نهر الحكمة

__________________
( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )