يا ربة البيت
قلت هذه الأبيات لزوجتي عندما زارها المرض ضيفا غير مستضاف، وأبى إلا أن يطيل الإقامة.
يا ربّة البيتِ أمَّ البنتِ والولدِ
............. لا لست أهذي فأدري بعدُ لم تلدي
أكملتِ دينيَ والدنيا فلست أرى
................. نفسي بدونكِ إلا ناقصَ الرَشَدِ
إنِ ابتسمتِ أظل اليوم محتفلا
................ أو اغتممت أبات الليل في كمدِ
ماذا أقول وبالعرفان تسبقني
............... نبْضاتُ قلبيْ وشكرٌ باللسان ندِ
روحي فداؤكِ من حقدٍ ومن حَسَدِ
............... مما وجدتِ ومما بعدُ لم تجِدي
فكـّرتُ أهديكِ دارَ الحبِّ فامتنعتْ
................. فكيف أهديكِ ما أمّـنتِهِ بيدي
قلبا ملكتِ فلستُ اليومَ أعرفه
...... بعضا من الروح أم بعضا من الجسدِ
يا قرة العينِ عيني فيكِ مدنفة ٌ
........... يا رعشة القلب قلبي للشفاءِ صدِ
أيسلبُ الفرحَ من أفواهنا مرضٌ
............ ويُبدلُ الوصلَ والأشواقَ بالنكدِ
أما درى الداء أني في الهوى تبَعٌ
......... إن مسّ خِلـِّيْ قذىً أ ُثخِنتُ بالرمدِ
إذا مضيتُ لأقضي حاجتي وأنا
............. عنها ابتعدتُ فقلبي غير مبتعدِِ
فكيف بالدمع قد أودى ببسمتها
.......... فالبَرْدُ في فمها والجمرُ في الكبدِ
أعادها الله أياما بها انفرجت
.......... كلُ الأساريرِ في صفحاتنا الجُدُدِ
دعوت ربي حفيـّا أن يبلغنا
................ من بعد فانيةٍ ديمومة الرغدِ
عمر مطر
|