عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 12-04-2004, 08:34 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

بسم الله و الله أكبر

لأسباب صحيه لا أستطيع المكوث أمام جهاز الكمبيوتر كثيراً ولكن شوقي للخيمه يغلبني كل حين فأجد نفسي مدفوعاً للجلوس أمام الجهاز و متابعة الخيمه .... ولقد فوجئت اليوم بعودة الحاضر الغائب صاحب الكلام الساحر أخى و حبيبي صلاح الدين و ما أدهشني هو إلتفاف تلك الباقه الجميله من أجمل و أعذب كتاب الخيمه إن كان المسك أو مساهم أو الأخت الفاضله مسلمه حول أخى صلاح فى هذا الموضوع الشيق الملامس لوجدان كل مسلم و ما زاد الجمال جمالاً و البهاء بهائاً هو مباركة أخونا الوافي و الذى نتمنى أن لا يبخل علينا بالمشاركه فى هذا الحوار البناء المثمر بإذن الله وفضله هذا إذا قبلتمونا بينكم طبعاً... ولأني مصرى و أتمتع ببعض الجرأه فسأعتبر أنكم قد قبلتمونا و سأبدأ بالإجابه على الأسئله مع الإعتذار الشديد لأخى المسك ...لأن موضوع مثل هذا لا يمكن بحال من الأحوال إختصار الرد عليه فى مجرد 15 كلمه ... فسامحني يا أخي العزيز

بسم الله و الصلاة و السلام على مصطفاه وآله و صحبه ومن والاه ....
الحمد لله

قال تعالى : (ولقد كرمنا بني آدم )

وهذا هو لب الموضوع لقد كرم الله آدم وبنيه ولم يطلب منهم سوى المحافظه على هذه النعمه ...كيف كرمنا الله ؟؟؟؟
كرمنا الله حين أستخلفنا فى الأرض فالإستخلاف دليل تقدير و محبه و ثقه من المُستَخلِف إلى المُستَخلَف .. فلو أنت صاحب شركه ولله المثل الأعلى و ستسافر فلمن تترك الشركه ؟؟؟
1- للمجتهد فى تنفيذ أوامرك
2- الذى تحبه و تقدره على من سواه

إذاً فالإستخلاف تكريم و نعمه
و اساس عقد الخلافه هو تنفيذ من إستُخلف لأوامر من إستخلفه ... فمن إلتزم بالشروط نال التكريم ومن خالفها و حكم بغيرها فقد ظلم نفسه

و الخلافه إخواني لها عاملين عامل ( في ) و عامل ( على ) فنقول مثلاً عين الملك ( فى ) المدينه خليفة ( على ) الرعيه ....و أحياناً ( تعنى المكان و الأمانه مجازاً كأن نقول أستخلفه على مصر )

فالمدينه هى مكان الخلافه و الرعيه هم الأمانه المستخلف عليها الخليفه

وقول الله سبحانه و تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة ) فهذا دليل على أن مكان الإستخلاف هو الأرض و السؤال أين الرعيه ؟؟؟؟

هل الرعيه هم البقر و الشجر و النموس و السمك و الضفادع ؟؟؟ بالطبع لا

إن الرعية الأولى التى إستخلف الله عليها الإنسان هى نفسه .... ولقد أخطأ سيدنا آدم فى أول إمتحان للخلافة حيث لم يستطيع أن يحكم نفسه كما أمره الله أن يحكمها و تركها مالت لوسوسة الشيطان و تبعته زوجته و لكن رحمة الله واسعه فغفر الله لسيدنا آدم وجعل خطيئته درساً ليتعلم منه أبنائه وليعلموا أنهم ما خلقوا إلا ليكرموا من الله و عليهم المحافظه على هذا التكريم و حمل تلك الأمانه ( أمانة تكريم الله لهم ) ولو ذهبنا لسورة التين و تتبعنا آيتها آيه آيه لأتضحت لنا الحقيقة جليه واضحه يقول تعالى :

(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )
خلق الإنسان مكرماً مستخلفاً
(ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)
بالمعصيه رد ليكون أسفل سافلين وفقد التكريم ولكن هل هناك إستثناء ؟؟
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )
نعم فهؤلاء لم يردوا إلى أسفل سافلين .... لماذا ؟؟؟؟؟ ......... لأنهم حافظوا على نعمة تكريم الله لهم ( الأمانه ) و أقاموا الخلافة على أنفسهم كما ارادها الله لهم ...
و من الغريب يا إخواني فإن الإنسان فى حالة المعصيه و مخالفة آوامر الله تذهب عنه إنسانيته و ذكائه و يكون فى طور غريب لا يتفق بحال مع المنطق ... أتعرفون لماذا ...لأنه فى هذه الحاله يكون قد خرج عن السبب الذى خلقه الله من أجله ... و السؤال
لماذا عصى آدم ربه ؟؟
بسبب وسوسة الشيطان !!
و بما وسوس له الشيطان ؟؟ بالآتي قال تعالى :
(فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين )

وهذا يطرح سؤال من أكرم آدم أم الملائكة ؟؟؟
بالطبع وبلا نقاش سيدنا آدم لأن الله أسجد له الملائكة
و سؤال آخر ... هل الإنسان مخلد أم فاني
الكثير قد يجيب بأن الإنسان فاني ولكنها إجابه متسرعه فالحقيقة هى أن الإنسان مخلد ..إما فى جنه أو فى نار فهل غابت تلك الحقائق عن آدم الذى علمه الله بنفسه وبدون واسطه يقول تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها ) كيف أستطاع الشيطان أن يغويه بأمور و حال أقل مما هو فيه ؟؟؟ ...و السبب هو أنه حين عصى آدم ربه فقد خرج من المسار الذى وضعه الله فيه و خلقه من أجله وهو حمل الأمانه أمانة تكريم الله له و تفضيله على سائر خلقه فلم يحافظ على هذا التكريم فنسى و عصى فغوى ولكن تاب الله عليه و علمنا دراساً لنعرف أننا خلقنا لحمل الأمانه ( التكريم ) و هى خلافتنا على أنفسنا أولاً كما أرادها الله ثم على أهلنا و عشيرتنا ثم على العالمين ...
إذا فكرامة الإنسان و تكريمه فى عبادته لله و ذله وهوانه فى بعده أو تقصيره فى تلك العبادة و ما خلق الإنسان إلا ليحافظ على تلك النعمة الغاليه

هذا ما أراه والله أعلم
و إن كنت أصبت فمن الله و إن أخطئت فمن نفسي ومن الشيطان

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته