عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 26-06-2007, 04:21 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

الداعية والأديبة الأستاذة / أمان بنت علي الطنطاوي

[b]


*اذكري لنا بعض المواقف التربوية في حياة شيخنا الطنطاوي اعجبتم بها ؟؟


يقال مواقف حين تكون كذلك..
لكن طريقة الوالد.. حددت الموقف.. إنها موقف لا مواقف..
إنها سلسلة مترابطة كنت أنا جزء منها,
الانسان موقف!
قيل كل فتاة بأبيها معجبة..

فهل تراني ككل فتاة؟ إني لست معجبة فقط.. إن ما أحسه أعمق بكثير من الاعجاب،
إنه احساس يدخل في كل وتر نت أوتار حياتي.. إنه يحدد كل خطوة من خطواتي..
كان معي في طفولتي وكان معي في شبابي.. وكان معي في زواجي.. وبقي معي في تربيتي.

رحل ولم ترحل بصمته بقيت تطبع حياتي بطابع من الحب والتقدير والنظام.
ترك بصمة طبعت حياتي بصمة لا تجف، ترك أثراً خالداً يورث للأجيال.. ترك ذلك الحب الذي يعطي الأمن، ذلك الحب الذي يفيض ولا ينضب.. كان نبعا واستمر نهراً.

أما ما علق بذاكرتي من مواقفه معي، وبقي نبراساً لي لتعثر الأطفال فيما يحاولون فعله..

حينما كنت أحاول تنظيف يدي بالصابون وكانت أخواتي الكبيرات يصدرن أوامرهن (نظفي يديك)

(أعيدي تنظيفهما لا زالت بهما رائحة عدم النظافة!) حتى أحسست بتلك اليد الحانية تمسك بيدي وتسحبني لصنبور الماء.. فتح الماء وأمسك بالصابونة بكلتا يديه ونظف يديه برغوة الصابون ثم أمسكني تلك الصابونة لأفعل فعله.. حينها أحسست أنا برائحة النظافة، وحين عدت مع والدي لغرفة الجلوس كنت فخورة لأنني استطعت تنظيف يدي وكان الوالد يعلم أخواتي كيف يتعلم الصغار..


من يومها تعلمت أن الطفل حين يفشل فيما نطلبه منه يكون ذلك لجهل منه لا لتحدي أم عصيان للأوامر..

وما زال هذا الموقف من أول المواقف التربوية التي طبعت بذاكرتي.. أشعر به مع كل تعثر لطفل صغير.. مع كل اجتهاد فاشل لطفل يحاول.

رحم الله الوالد وجزاه عني خير الجزاء.


منهج الشيخ في التربية ؟؟


منهجه بالتربية..
كن لهم كما تريد أن يكونوا لك..

التربية ليست كلمات.. بل مشاعر تمشي كياننا كله.. التربية كمنهج حياة تبدأ من التشجيع للصلاة وتنتهي بذكر الله

في كل مناسبة.. لا يخلو حديثه من توجيه ولا مواقفه من موعظة.
فتربيته حب وعطاء.


كم كان وقته معكم ؟؟

كان يكرس لنا كل وقته..

منذ يعود من القصر العدلي.. وهو يضع رداءه على كرسي غرفة الطعام، يبدأ بالمناداة: يا أولاد.. الذين هم نحن، كنا أنا وأختي يمان.


كان يلعب معنا.. يلهو معنا.. لم يكن يسأل عن الدراسة بل كان يتحدث معنا بشتى المواضيع.. ويطلب منا أن نحضر كتاباً من المكتبة لنراجع به قضية


كيف كان الشيخ الطنطاوي يتعامل معكم في الأمسيات الأسرية؟


الأمسيات الأسرية لم تكن لنا فقط عائلته الصغيرة بل لإخوته، فقد كان الوالد للجميع..

السهرات كانت غالباً عندما تكون والدتي بزيارة نسائية..

ونحن مع الوالد.. وعمنا عبد الغني رحمه الله (حيث كان بيته الأقرب لنا من بقية الأعمام) وأولاده..

فإذا أذن أقيمت الصلاة جماعة يشارك بها الجميع..

وإذا كانت الوالدة بالبيت.. كانت هناك جمعات نسائية مع سهرات الوالد..


كان الكبار في تلك الجلسات يتحدثون أحاديث قيمة.. وكان الصغار مستمعين جيدين لم نكن لنعارض ولا نصدر جلبة، ونهتم بسماع حديثهم.


وإذا لم يكن هناك كبار فيعطي الصغار كل اهتمام، حتى كان يعد لنا الضيافة بيديه يضع شرابا بفناجين القهوة..

وكان يهتم بالسؤال عن أحوالنا ومشاكلنا وعلاقاتنا بمن حولنا..


الأدب ما كان نصيبه من فقيه الأدباء وشيخ الفقهاء علي الطنطاوي؟


كان أديبا قبل أن يكون قاضياً وفقيهاً.. كان صاحب رسالة من خلال الأدب ويهتم بالأدب الهادف..


بدأ اهتمامه بالأدب منذ طفولته، وقد بدأ بالكتابة قبل أن يبلغ العشرين،طبع كتابي بشار بن برد، والهيثميات..وهو بأوائل العشرينات.


الأدب كان جزءا من حياتنا، حيث يمتليء بيتنا بكتب الأدب.. ومن الكتب الأدبية العلمية التي أعجب بها (التلميذة الخالدة مدام كوري) وقصة مدينتين حيث يقول أن مقدمتها من أروع ما كتب عن الثورة الفرنسية. ولاهتمامه بالأدب أحضر لي أول
كتاب أدبي وأنا بالسنة الرابعة ابتدائياً..(الأبيض والأسود) الذي ترجم فيما بعد باسم (كوخ العم توم) كان كبيرا جدا


بالنسبة لي كطفلة فسألته: كيف سأستطيع قراءته؟ قال لي: تستطيعين حاولي! فأنهيته بأسبوع.


قصه طريفه لك مع شيخنا علي رحمه الله وأسكنه الفردوس ؟؟


تحضرني قصة كأنها حدثت الآن.. كنا نقضي أشهر الصيف الحارة في المصيف، وكان الوالد يبقى في دمشق ويأتينا بالاجازات.. أما نحن فنمضي الأيام في ذلك البيت الصيفي المطل على بستان كبير فكنا نلهو فيه بالشمس والهواء الطلق ، الصيف كان يعني اللعب والنشاط والهواء والغذاء الصحي والنوم المبكر.. خاصة للأطفال.

B]
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس