عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 13-02-2007, 12:22 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبدالرحمن المغرب
ما معنى تربت يداك في حديث [فاظفر بذات الدين تربت يداك]؟

(تربت يداك) و(ثكلتك أمك) ونحو هذه من العبارات، تقولها العرب لمن تحبه وإن كان معناها في الأصل شر، إلا أنها من باب التحبب، فتربت يداك يعني لصقت بالتراب، والإنسان تلصق يديه بالتراب إذا كان فقيرا، فالعرب تسمي الفقير من كثر فقار الظهر، يعني مكسور ظهره، والمكسور ظهره تعبير عن أنه لا يملك مالاً فإن المال يشد الظهر، فالشاهد أن تربت يداك كناية عن الفقر، ولكن لا يراد بها في الحديث الدعاء عليه بالفقر، وإنما المقصود بـ (تربت يداك) التحبب، كما تقول لرجل (يا مضروب ما أحسنك)، فهو ليس مضروب، وإنما تقصد التحبب له، فتربت يداك في حديث [فاظفر بذات الدين تربت يداك] ليس على ظاهرها، تعني الذي ظفر بذات الدين هو الذي فاز بالخير.

جزاك الله تعالى خيراً أخي الفاضل أبو عبدالرحمن على هذا التوضيح ... روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة - عن النبي قال: {تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، و لدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك}.
ومعنى تربت يداك: أي التصقت بالتراب من الفقر .
والمعنى: إن تركت ذات الدين إلى غيرها خسرت (والمعنى أيضاً حث من رسول الله صلى الله عليه وسلم على اختيار ذات الدين لأنها جامعة للفضائل وكأنه يقول: فإذا لم تفعل خبت وافتقرت) وذات الدين هي المرأة المتدينة الصالحة ذات الخلق الحسن. فينبغي أن يكون هدف الخاطب هو الظفر بامرأة ذات دين. لا خير في صاحبة مال أو جمال بغير دين. فالمرأة ذات الجمال من دون الدين مغرورة، وذات المال من دون الدين طاغية، وذات الجاه من دون الدين متكبرة، أما ذات الدين فهي خلوقة متواضعة، مطيعة وإن كانت بارعة الجمال وفيرة المال رفيعة الحسب والنسب، وليست هذه الأحوال والصفات مخصوصة بالمرأة ومن جانبها فحسب، بل هي أيضاً تعني الرجل وتخصه، فإن على المخطوبة ألا تنخدع بجمال الشخصية، ولا بثروة العريس، ولا بنسبة وحسبه، بل عليها أن تبحث أولاً عن دينه، فإن كان متديناً صالحاً فقد استجمع أهم الشروط، وتكون الصفات الأخرى بعد شرط الدين في المرتبة الأدنى. إن الرجل المتدين يصون المرأة ويحفظها ويعاشرها بالمعروف ويصبر عليها - وهذا هو الأهم - فهو إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها، وإن هي كرهت العيش معه وفضلت مفارقته فإنه لا يمسكها ضراراً، بل يسرحها سراحاً جميلاً .
ويقول الشاعر سلمى بن ربيعة
زعمت تماضر أنني إما أمُت *** يَسدد أبينوها الأصاغر خَلتي
تربت يداك وهل رأيت لقومه *** مثلي على يسري وحين تعلتي

والمتربة المسكنة والفاقة. قال تعالى: " أو مسكينا ذا متربة "

فإذا أرادوا زجر متكلم قالوا له: بفيك التراب
وفي الحديث ---> احثوا في وجوه المدّاحين التراب
ويقال للطالب المردود الخائب لم يحصل في كفه غير التراب: أي عاد خائبا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________