عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 26-05-2007, 04:48 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة على رسلك

أتسأل لماذا ذلك الحنين الذي

يشدنا لوقت أو مكان استبقينا فيه

جزء من أرواحنا ورحلنا عنه بذكرياتنا
[/color]

أختي الفاضلة / على رسلك

سأتحدث عن ما اقتبسته من موضوعك دون ربطه بسببه
ففكرة الحنين إلى الماضي غالبا ما تشد الكثيرين إليها
لأن الحنين إلى الماضي في الأصل هو أمر فطري وطبيعي
وبالـاكيد له دوافع وأسباب لا مجال لحصرها
ولكنها في المجمل رجوع من الواقع الذي نحياه إلى الماضي الذي عرفناه
وهذا في علم النفس يسمى الهروب إلى الخلف
وهذا لا يكون إلا نتيجة الخوف أو الخشية من الهروب إلى الأمام
ولو تأملنا جميع الكائنات الحية لوجدناه لا تهرب إلى الأمام أبدا
إلا إذا كانت تملك روح المغامرة والقوة والشجاعة

من هنا أقول

كلما استغرقنا في الماضي البعيد أو القريب ، فإننا لن نرى منه إلا الجانب الأجمل
مع أن الإحتمال الآخر وارد ، وقد يكون بذات النسبة والكمية
ولكن الجوانب السيئة سرعان ما تتساقط مع مرور الأيام ، ولا يبقى في الذاكرة إلا الجوانب الجيدة والجميلة ، حتى أن الجوانب الجميلة قد تظهر لنا بعد حين من خلال تلك الجوانب التي كنا نعتقد أنها جوانب مظلمة في الماضي الذي ذهب
وسأدلل على ذلك بأمر سبق وأن مرّ به كل إنسان ممن سيقرأون ما أكتبه
فجميعنا فقد أحد الذين يحبهم عندما غيبه الموت عنه
وإن في تلك الذكرى ألما قد يعتصر القلب ويمزقه ، وقد تكون تلك الحادثة مصدرا للبكاء والحزن والحسرة والمعاناة
ولكن مع تقدم وتقادم الأيام والسنين ، وإرتباط ذلك بالنسيان الذي جعل إسم الإنسان منه ننسى موطن الألم في الذكرى ، ونبدأ في تذكر الجانب الرائع فيمن فقدناه
فنجد البعض يقول : لو أن فلانا بيننا لكان فعل كذا وكذا ، وكان فلان يحب كذا ويكره كذا
ومن هنا تبدأ الجوانب الإيجابية الرائعة تطغى على الجانب المؤلم من الماضي
وسيصل الإنسان في مرحلة من المراحل إلى أن يذكر ذلك الفقيد ذكرا عابرا دون أن يعيره مزيدا من الإهتمام أو الحسرة أو الألم.
بل إن هناك من النساء من تتزوج بعد زوجها الذي فقدته قبل بضعة أشهر ، وتعيش مع زوجها الآخر بسعادة وهناء دون أن يكون لما فقدته أثر في مسيرة حياتها

وختاما .. أود أن أصل إلى الفكرة التي بدأت هذا الرد بها لعلي أختم بها ، وهي :

من يمتلك الإرادة القوية والصلبة ، والدافعية نحو الإنتاج والعمل ، ويطمح إلى تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز ، فذلك لا يمكن أن نجده في مواقع التغني على الماضي إلا " تذكرا " وإستلهاما للعبر ، ولكن الحصيف هو من يتخذ من الصعوبات والآلام التي تصادفه دافعا قويا يعينه على المضي قدما نحو الأمام لتحقيق ما لم يستطع الغير أن يحققه ، بإرادة التغيير ، وبإدارته في ذات الوقت ، فنحن بهذه الطريقة نكون قد حققنا أمورا عدة من خلالها إستلهمنا العبر من الماضي فكانت لنا مجالا للإبداع في الحاضر ولتشكّل لنا دافعا للإنجاز في المستقبل .

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }