عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 07-02-2007, 04:02 PM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي

محمد الحاج حسن.. منسق التيار الشيعي الحر لـ«المجلة»



حزب الله عبء على شيعة لبنان لارتباطه بمشاريع نجاد الخلاصية وارتهانه لفتاوىخامنئي

03/02/2007

* من الطبيعي ان يولد من رحم المكون الشيعي في لبنان شخصا وتيارا آخر بعدما اختزل حزب الله وحسن نصر الله التمثيل الشيعي وبات هذا الامر مقلقا للعديد منهم مما جعل هناك حالة من الاختلاف والفراق المرجعي بمعناه السياسي، حيث ربط حزب الله عنوة بين الشيعة في لبنان والدور السياسي الايراني وهو ما يعارضه التيار الحر الذي نشأ حديثا في ظل حالة التجاذب والصراع الداخلي والتدخل الخارجي، محمد الحاج حسن منسق التيار الشيعي الحر يروي للمجلة دوافع نشوء هذا التيار واهدافه في حديث خص به المجلة فالى الحوار:


بيروت ـ حوار، منيف الصفوقي
* في البداية كيف رأيت الإضراب الذي أعلنته المعارضة ونفذ الثلاثاء الماضي؟
ــ (لم تفاجئنا سحب الدخان الأسود الّذي أحدثته تنفيثات قلوب قادة ميليشيا 8 آذار السوداء، ولم تفاجئنا سلوكياتهم في قطع الطرقات والاعتداء على حرية الآخرين وتعطيل مصالحهم وقطع أرزاقهم، ولم يفاجئنا إغراق الحبيبة بيروت بسواد الحقد الدفين والمنتقم، إنما ما صدمنا هو تفرّج القوى الأمنية والجيش وعدم قيامهما بمهامهما بمنع قطع الطرقات والاعتداء على حرية الآخرين).
(هؤلاء خرجوا عن مفاهيم التعبير الديمقراطي والسلمي والحضاري ويمارسون غطرسة الاعتداء على سيادة الدولة وهيبتها بعد أن صدر التكليف الشرعي الّذي عمّمه السيد (حسن بن لادن) ويفرضه على جميع اللبنانيين محدثا) بذلك فتنة وخيمة العواقب).
(إيران طلبت من حزب الله التصعيد الميداني من أجل تدعيم دورها في المنطقة، وحزب الله فرض على أركان المعارضة من مسيحيين وسنّة ودروز أن يلهبوا مناطقهم بالدواليب وفرض وجودهم الميليشياوي ضاربا عرض الحائط ما قد يستتبع هذه الخطوة الجنونية من إراقة دم وتوتير الوضع العام وزعزعة الاستقرار) (إنّ حزب الله وتوابعه يرغبون بالفوضى ونشب الخلافات بين اللبنانيين لا سيما على الساحة المسيحية التي يزوّد حزب الله قادتها المعارضين بالمال النظيف وتوظيفهم خدّاماً لمشاريعه الفارسية الانقلابية والسورية الإرهابية).
(تصريحات مسؤولي حزب الله الاستفزازية والعنترية والتهديدية لا زلنا نسمعها وكبيرهم بالأمس يتعهد بدفع ما خسر الوطن من مال إلاّ أنّه نسي أنّ للبنانيين دينا في عنقه وهي دماء أبنائه الّذين سقطوا شهداء على مذبح الوطن بسبب تهوّر هذا الحزب الطامح إلى قلب النظام الديمقراطي وإعلان نظام مأمور ومحكوم بالفتاوى الخامنئية الفارسية).
* أعلنتم عن قيام تيار شيعي مناهض لحزب الله سميتموه التيار الشيعي الحر خلال الفترة التي أعلن فيها حزب الله عزمه على الإطاحة بالحكومة، فهل هناك من دفعكم للظهور في مثل هذا الوقت؟ وما الأسباب التي دفعتكم لتشكيل هذا التيار؟
ـــ إنّ الإعلان عن قيام التيار الشيعي الحر هو حدث أتى في ظروف ملائمة. إنّ إنشاء التيار الشيعي الحر هو عملية طالت في الزمن، وهذا الإنشاء نابع عن حاجة البيئة الشيعية إلى إعادة التواصل مع بُعدها الوطني ومع ذاتها الحقيقية في التجربة اللبنانية .
طبعا" إنّ التيار الشيعي الحر ليس الوحيد ولم يكن هدفه مواجهة أحد، فمواجهة كل ما يمسّ بالسيادة اللبنانية والقرار الوطني اللبناني هو مهمة كلّ اللبنانيين وبينهم التيار الشيعي الحرّ وربط قيامه وبمناهضة حزب الله هو ربط خاطئ، فإنشاء التيار هو عملية طويلة في الزمن ولكن إعلانه بدا وكأنه على طرف نقيض من الحالة المتحفزة لحزب الله وحلفائه في عزمهم على الإطاحة بالمؤسسات الشرعية اللبنانية وفي عرقلة استعادة لبنان لدولته ومؤسساته الدستورية، لذا يهمنا التفرقة بين إنشاء التيار وإعلان التيار ويهمنا التأكيد على أن ليس من دافع لإنشائه إلاّ إرادتنا في أن نكون متمتعين بحقوقنا الوطنية وملتزمين بواجباتنا تجاه وطننا وحقيقة التشكّل للإرادة الوطنية المستقلّة في أن يكون اللبنانيون أسياد مصيرهم وأن لا يُجير هذا المصير في حسابات قريبة وبعيدة، فمن حق اللبنانيين وبعد سنوات محنتهم الطويلة أن يصبحوا أخيرا) أسياد مصيرهم وصانعي مستقبلهم .
* عند مطالعة الأسس التي قام عليها التيار الشيعي الحر يلحظ أن هناك لهجة حادة تجاه حزب الله وإيران وسورية فهل هذا بداية لظهور تشكيلات شيعية خارج المفهوم السائد سابقا من التحالف مع هاتين الدولتين؟
ـــ في خلفية هذا السؤال افتراض يجعل من الشيعة أمّة داخل الأمّة والتشكيلات السياسية الشيعية دولة داخل الدولة، وهذا خطأ في المنطلق وما حالة إيران في استتباعها للتيارات الشيعية الأخرى وفي مصادرتها للعباءة الشيعية اللبنانية إلاّ عدوان (على لبنان وتسخير) لبعض اللبنانيين واجتراء (على الشيعة اللبنانيين وتشويه) للبنانيتهم، وهو مرفوض من منطلق شيعي حميم ومن منطلق لبناني سليم، وهو ما نرفضه ونواجهه ونربأ بحزب الله أن يتحول إلى وظيفة للسلاح الإيراني في سوق النفوذ الّذي يُدخل المنطقة فيه .. فنحن نادينا وفي أكثر من تصريح وحذرنا من أن يتحول حزب الله إلى وظيفة من وظائف السلاح وينتفي كون السلاح وظيفة من وظائف المقاومة والنضال فيقع في جارور الاستعمال الإيراني والسوري كما هو حاصل اليوم، ولأنّ حزب الله أصبح في هذه الحالة تكون القضايا التي أعطته المشروعية في السابق تحتاج لمن يعبّر عنها ويحتضنها ولمن يعمل في إيجاد مُتنفس للشيعة اللبنانيين في التواصل مع دورهم التاريخي في إنهاض لبنان وجعله موئلا للحرية والتعدد والتقدم والعدالة.
* هل تعتقدون في التيار الشيعي الحر أن بوسعكم التأثير في الرأي العام الشيعي اللبناني الذي يمثله حزب الله وحركة أمل بشكل كبير؟
ـــ إنّ الكلام عن التمثيل والممثلين والمُمَثلين هو كلام مستعمل كثيرا (في المزايدات خاصة الخطابية منها، فالتمثيل هو مسألة أساسية في إرساء شرعية الحكم في الأنظمة الديمقراطية ولا يمكن قياس التمثيل إلاّ في إطار مدى عام يجري ملؤه بواسطة مؤسسات تسمح بتكوين الأطر التمثيلية التي تتولى التشريع والمراقبة ويتكون هذا المدى من أشخاص متساوين في إطار يحمي الحقوق والحريات كافة، لذا عندما تقول إنّ الرأي العام الشيعي اللبناني يمثله حزب الله وحركة أمل بشكل كبير تكون قد وقعت في خطأ، بإمكانك القول إن حزب الله ولتركيبته الشيعية التي سمح ببقائها بعد أن تأكّد من سيطرته على كامل مفاصلها قد صادر الرأي الشيعي والتمثيل الشيعي، فلا يمكن أن تعرف من يمثل الشيعة فعلا) إلاّ إذا رفعت عنهم الإلزام والقسر والسلاح وأصبحوا مواطنين لا قطعان يحرسها مدججون بالسلاح وأجهزة أمنية واستخباراتية متعددة. لذا أنا لا أدعي أنني أمثل رأي الطائفة الشيعية كما لا يمكنني أن أسعى إلى المصادرة على آراء الآخرين، فلا هو من طبعي ولا هو من قدرتي ولكن لي قدرة واحدة على التعبير عن رأيي وعن آراء الناس الذين يشاركونني وضعي وأعتبره واجبا" لن يثنيني عنه ترهيب مرهب وترغيب مرغب.
* هناك من يقول إن التيار الشيعي الحر مجرد تشكيل مرحلي أنتجه الصراع السياسي بين الأكثرية والأقلية وأن بقاءه مرهون بالتسويات السياسية التي قد تنتج مستقبلا؟
ـــ بالطبع إنّ التيار الشيعي الحر هو تشكيل مرحلي، فكل تشكيل هو تشكيل مرحلي ولا تشكيلات سياسية إلهية إلاّ في مخيلات البعض، فما هو نهائي فقط هو الوطن اللبناني بمنطوق الدستور الّذي ينص في مقدمته على نهائية الوطن اللبناني، هذا في الإطار السياسي، أما في الإطار القيمي فهنالك قيمة واحدة مطلقة هي قيمة الإنسان، وكلّ إنسان في حياته وأمانه وقدرته على تحقيق ذاته والسعي إلى سعادته، هذا ما يمثل في قناعتنا المعنى المباشر لنهائية الوطن اللبناني في مقدمة الدستور، أما القراءة التي تعتبر أن كلّ نشاط في بقائه وفي دوامه وإنتاجه مرهون بأسواق التسويات والبازارات السياسية، فهذه القراءة هي مرحلية أنتجها التعدي السافر للمال الإيراني ومتاجرة النفوذ الإيراني وما يفبركه لنا من وسائل دعاية وجمعيات استرهان في تغطية السموات بالقبوات كما يقول المثل اللبناني.
* قلتم في أكثر من مناسبة أنكم تدعون مفتي صور وجبل عامل لترؤس التيار الشيعي الحر فهل هذا توجه للإبقاء على التيار في صبغة دينية في تجربة مشابهة لتجربة حزب الله؟ أو أن الفعاليات الشيعية المناهضة لحزب الله حاليا في لبنان أغلبها ذات ميول علمانية ما يصعب انخراطها في تياركم أو انخراطكم في تنظيماتها؟
ـــ إنّ دعوتي لمفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الأمين لترؤس التيار الشيعي الحر له علاقة باحترامي الكبير له وتقديري لما أدلى به في أكثر من مناسبة، ما يعبّر عن حرية رأيه واستقلاليته، أما ما يتعلق بالصبغة الدينية للعمل السياسي فهو شيء أرفضه، إنّ تسخير الدين واستعمال الفتاوى في إدارة مصالح الناس والتحكم بها هو أمر ممجوج وكريه يجعل من الدين أداة قهر واستعباد ما يبرر الكفر بالله .. أعوذ بالله.
فتجربة حزب الله لا أريدها وإن كنت أتحرك تحت عنوان مذهبي، وهنا أودّ التفريق بين الصبغة الدينية والعنوان المذهبي، وذلك سندا لطائفية النظام السياسي اللبناني، فالفعاليات الشيعية ذات الميول اليسارية هي شيعية أيضا ولكن أحسّ من موقعي كمحمد الحاج حسن أنّ لي واجبين واحد في إطار المساهمة السياسية في مشروع الطائفة الشيعية اللبنانية، وآخر في إطار مفهوم علاقة الدين بالسياسة، ففي التراث عرفنا فقهاء السلاطين وخطرهم في تشويه الدين، وهذا الخطر يسير وضئيل أمام سلطنة الفقهاء وتحويل الدين إلى أداة للقمع والتسلط وإفقاد الدين لمعناه ودوره، ونجد تطرفا لهذه الحالات حتى الإرهاب الممجوج والمرفوض.
* يلحظ في الفترة السابقة احتدام الصراع داخل الطائفة الشيعية اللبنانية بين من ينادي بضرورة إبقائها ضمن المرجعية النجفية وبين من يريد إلحاقها بالرؤية الإيرانية بالنسبة للأمور الدينية أو السياسية. فهل حركة الاحتجاج الحالية في وجه حزب الله من قبل أطياف من شيعة لبنان خصوصا الدينية مرتبطة بهذا الصراع؟
ـــ إنّ الصراع داخل الطائفة الشيعية بالنسبة للمرجعيات ناتج عن تصور يقول بولاية الفقيه المطلقة، أي أن الولي المطلق هو ولي أمور المسلمين جميعا وليس الشيعة فقط وبالتالي يبغي هذا الفقيه المطلق تمثيل وإخضاع المسلمين جميعا لولايته وهذه الأزمة يعيشها إيرانيون وقميّون في الصميم وهي ليست حكرا على ما يجري في لبنان أو في النجف الأشرف أو في أي مكان آخر من البقاع الشيعية. إنّ مشروع ولاية الفقيه هو مشروع مستورد وهو تعميم لمصطلح فقهي قياسا على تجربة التشدّد الإسلامي السني وهي نظرية تمثل بمفردات شيعية شعار الإسلام هو الحل المتطرف لدى الإخوان المسلمين ويعود هذا التفكير لفشل عبور المجتمع الإيراني إلى الحداثة والديمقراطية، وقد عكس النظام الإيراني تحت مقولة تصدير الثورة هذه المشكلة على كل شيعة العالم، وفي لبنان أخذ هذا المفهوم أبعادا أخرى دفعته إلى تقليد العالم السني في الحصول على ابن لادن شيعي هو حسن نصر الله، هذه الموازاة هي من منطلق بدائي على أن لكل عشيرة بطلها، هذه النزعة القبائلية لا تعبر إلاّ عن فشل وتخلف مجتمعاتنا، ويكون الحل بمفهوم المواطنية والحقوق والحريات في الإطار الدستوري وفي الديمقراطية كوسيلة في إدارة الشؤون العامة والسعي للنمو والرفاهية.