الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #61  
قديم 04-09-2006, 12:25 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

(5) هي . يو . اس . نيوز أندرورلد ريبورت .


-232-

قال في مجلس خاص لبعض الزائرين الأمركيين أنه تلقى تقارير مفادها أنه ربما كان الأمريكيون بالاشتراك مع شركات النفط متورطين في اثارة بعض الاضطرابات الأخيرة"6" .

وفي حديث للشاه مع مجلة (تايم) الأمريكية الأسبوعية انتقد وكالة الاستخبارات المركزية التي قال أنها بدأت منذ 15 عام بإقامة اتصالات مع المنشقين عنه للاحتفاظ بنفوذ لدى أي واحد قد يتمكن من الاحاطة به .. وأضاف الشاه قائلا اذا ترك العرش فإن ألوفا من الناس سيموتون في القتال الذي سيتبع ذلك . واذا حدث ذلك فإنه يشعر بأن القوة الشيوعية في النهاية ستفرض سيطرتها على ما سيكون بلدا مفلسا ومقسما"7" .

يتحدث الشاه عن المخابرات الأمريكية حديث المطلع العارف لأسلوبها ونهجها . فهي لا تلتزم في تعاملها مبدأ من المبادئ ولا تتقيد بأية قاعدة من قواعد الأخلاق . إن عقيدتها المصلحة وخلقها التآمر على أعز أصدقائها ، ومن الخطوط العريضة لسياستها التعامل في كل بلد مع عدة أطراف لتبقى مصالحها مضمونة مهما حصل من تغييرات وانقلابات .

وقد بلغ الشاه الستين وليس له عشيرة أو حزب قوي يرثه عند هلاكه ، وسئم الشعب من حكمه ، وها هو يحاول التخلص منه ، ويبحث عن بديل له .. وأقوى بديل معقول للشاه شيعة الخميني لا سيما والشعوب أخذت تطالب بالاسلام فليكن هذا الاسلام شيعيا أمريكيا عفوا لقد تحدثنا عن النتائج قبل سرد الأدلة والأسباب

(6) صحيفة (كريستيان سانيس مونيتور ) ترجمة الصحف العربية 30/12/78
(7) الترجمة عن الصحف العربية 21/11/78 .


-233-

مر معنا قبل قليل تصريح الشاه يتهم فيه وكالة المخابرات الأمريكية بأنها وراء التخطيط للاطاحة به ، وأن لها صلات قوية مع المعارضة ، والخميني يقف على رأس المعارضة .
فهل صحيح ما يقوله الشاه ، وكيف نجمع بين هذا القول وهالة الزهد والتقوى التي أحيط بها الخميني ؟! .

ونود أولا أن نسوق هذه الفتوى التي أفتى بها الخميني في صدد حديث له عن التقية :
( واذا كانت ظروف التقية تلزم أحدا منا بالدخول في ركب السلاطين ، فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع الى قتله ، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للاسلام والمسلمين ، مثل دخول علي بن يقطين ، ونصير الدين الطوسي رحمهما الله"8" ) .

والخميني اذن قد اتخذ من الطوسي قدوة له ، والطوسي وزير المجرم هولاكو التتري ، وهو الذي سهل له مذبحة بغداد ، ويبدو ان النصر الحقيقي للاسلام _ كما يراه الخميني _ هو تذبيح المسلمين السنة ، وأضاف الخميني قائلا :
( وطبيعي أن يسمح الاسلام بالدخول في أجهزة الجائرين اذا كان الهدف الحقيقي من وراء ذلك هو الحد من المظالم أو أحداث انقلاب على القائمين بالأمر ، بل إن ذلك الدخول قد يكون واجبا . وليس عندنا في ذلك خلاف"9" ) .

(8) الحكومة الاسلامية للخميني ، ص128 .
(9) ولاية الفقيه ص142_ 143 .

-234-

واذن فالخميني يرى أن التعامل والتعاون ومع أعداء الاسلام واجبا اذا كان في ذلك مصلحة لمذهبه ، ولهذا أجاز خدمة الطوسي للغزاة التتار .

وعلى هذه الأساس ففي تعاون الخميني مع المخابرات الأمريكية مصلحة له ولمذهبه الذي يبشر به ذلك لأن سلاح بلده كله منهم ، ولأن اقتصاد بلده قائم عليهم ، ولأنهم حريصون على الاسلام الشيعي الذي يبشر به الخميني ، وطريقة تعاملها مريحة فهي تسمح له أن يهاجمها ، وأن يصدر أشد التصريحات ضدها كما يفعل ابن ملته النصيري حافظ الأسد ، وفي المسرحية التي يمثلها النظام الأمريكي مع الدول التي تدين شعوبها بالاسلام لابد من تمثيل دور البطل .

وبعد فتوى الخميني نستعرض بعض الأخبار التي تكشف أبعاد هذا الخميني .

1_ ذكرت وكالة الأنباء في 6/12/1978 إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لاجراء اتصالات مع الزعيم الديني المعارض آية الله الخميني .. ولكن لم يعرف في هذا الحال ما اذا كانت اتصالات كهذه قد تمت فعلا مع الامام الخميني . وقالت المصادر أن الحكومة الأمريكية بدأت محاولات الاتصال هذه في أعقاب تحقيقات أجراها خبراء تابعون لها توصلوا الى قناعة بأن العاهل الايراني يواجه مشكلات خطيرة .

2_ نقلت بعض الصحف أن الملك حسين قابل الخميني للتوسط بينه وبين الشاه ، ثم نفى الخميني هذه الأنباء وما كان منتظرا منه إلا نفيها ، ثم نقلت وكالة الأنباء قبل شهر أن الزعيم السوداني صادق المهدي قابل الخميني موفدا من قبل البيت الأبيض ، ولم يكذب الخميني هذا الخبر أو يصدقه .


-235-

3_ أرسل الشاه قبل ستة أشهر كتابا الى الحكومة العراقية يقول فيها : ان الدور سيأتي على بغداد بعد طهران ، فالولايات المتحدة تحاول استبدال الأنظمة في المنطقة عن طريق تحريك الصراعات المذهبية والدينية ، وقد طلب الشاه في كتابه أن يراقب نشاط آية الله الخميني لأن له صلات مع المخابرات الأمريكية .

وتقول أوساط البلاط الايراني أن ( داريوس هومون ) وزير الاعلام الايراني السابق _ الذي نشر مقالا هاجم فيه الخميني متصل بالمخابرات الأمريكية وكان هجومه هذا بإيعاز منها"10" .
وتحريك الصراعات المذهبية والدينية _ الذي جاء في الرسالة التي بعث بها الشاه الى حكومة العراق _ تحدثت عنه كثير من الصحف الغربية ولهذا فأمريكا تعمل على احتواء العمل الاسلامي : تارة عن طريق مساجد الضرار ، وتارة عن طريق الأنظمة العسكرية ، ومن مصلحتها أن تبقى الأوضاع السياسية في العالم الاسلامي متوترة ، وتبنيها للرافضة يحقق لها هذه المصلحة .

4_ كيف وافقت الحكومة الفرنسية على أن تكون أراضيها ميدانا للتآمر على صديقها الحميم محمد رضا بهلوى وبينهما كثير من المعاهدات والاتفاقات ؟! أما أن تسمح للخميني بالإقامة في أرضها فهذا قد يكون طبيعيا ولا اعتراض عليه .
ولكن السؤال : كيف سمحت للخميني أن يحرك اضطرابات ايران من فرنسا رغم احتجاج السفارات الايرانية في مختلف الدول الأوروبية ؟.
ترى هل توافق فرنسا على أن يقود عالم من علماء السنة المعارضة ضد الدولة التي ينتسب

(10) الحوادث العدد 1156، 29/12/1978 .