الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #63  
قديم 04-09-2006, 12:29 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-241-

وقبل أن نغادر هذه الاشارات السريعة الى صلب الموضوع نحب أن نطمئن إخواننا الى أن هناك اتصالات كثيرة جرت بين الخميني بالذات وبين الادارة الأمريكية ، وهذه بعض الأدلة :

_ نقلت وكالة الأنباء من واشنطن في 12/2/1979 تصريحا لكارتر قال فيه أنه أجرى عدة اتصالات مع أبرز زعماء الثورة الايرانية فهل هو صادق فيما ادعاه ، وهل الخميني من الذين أجرى اتصالات معهم ؟! .
_ في 21/1/1979 وصل0(رامزي كلارك ) النائب العام الأمريكي السابق باريس قادما من طهران وأجرى محادثات مع زعيم المعارضة الايرانية الخميني ، ونقل له وجهة نظر الرئيس الأمريكي كارتر في الأحداث _ كما ذكرت وكالات الأنباء _ وقال عند وداع الخميني :
( إن أملي كبير في أن تحقق هذه الانتفاضة العدالة الاجتماعية للشعب الايراني ) .

_ في لقاء للزعيم السوداني صادق المهدي مع مجلة المستقبل العدد 151 بتاريخ 12/1/1980 . اعترف بأن الادارة الأمريكية وسطته في قضية الرهائن وأنه زار الخميني لهذا الغرض وأضاف قائلا ليست هذه هي المرة الأولى التي يتوسط فيها بين الادارة المريكية والخميني ، وسبق أن أشرنا الى وساطة قام بها عندما كان الخميني في فرنسا"1" .
_ قال الدكتور ابراهيم يزدي وزير الخارجية الايرانية في حديث له مع صحيفة ايانديغان الايرانية نقلته رويتر في 6/8/1979 قال أن كارتر حذر الخميني اذا لم يؤيد بختيار وجاء هذا التحذير ضمن رسالة نقلها مبعوثان رئاسيان فرنسيان الى الخميني في منفاه


(1) انظر ( ايران الى أين ؟ ) .

-242-

في نوفل لوشاتو في فرنسا .
المهم عندنا ليس مضمون الرسالة وإنما أن نثبت أن هناك رسالة من كارتر للخميني نقلها مبعوثان رئاسيان فرنسيان ، واليزدي لا نتوقع منه أن يكشف كل ما تضمنته الرسالة .

_ ذكرت محطة تلفزيون ( ان.بي.سي) الأمريكية أن شيخ الاسلام راضي الشيرازي أحد الشخصيات الدينية الايرانية قد عولج سرا في الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر .

وقالت المحطة أن الشيخ الشيرازي أصيب في حادث اعتداء على حياته في يوليو الماضي حيث نقل للعلاج الى الولايات المتحدة وعولج في مستشفى بولاية مينسوتا .
وقال ناطق باسم الخارجية الأمريكية أنه ليس للشيرازي علاقات بالمجلس الثوري الحاكم في ايران ولكنه صديق للإمام آية الله الخميني (!!) .

ولم تذكر محطة التلفزيون ما اذا كان شيرازي قد غادر الولايات المتحدة أم لا"2" .

فكيف تكون أمريكا أمينة على علاج صديق الخميني في وقت احتجاز الهائن ؟! .

وكيف علمت أمريكا بأنه ليس من أعضاء المجلس الثوري علما بأن أسماء أعضاء هذا المجلس سرية ؟! .



(2) واشنطن _ الوكالات _ 19/1/1980 .


-243-

لقاءات بروس لينجن مع الخميني
عقد بروس لينجن القائم بالأعمال الأمريكي ثلاث لقاءات سرية مع الخميني في قم ، كما عقد لقاء رابعا في طهران خلال الزيارة الخاطفة التي قام بها الخميني الى عاصمة بلاده ، وكانت لقاءات قم في منتصف آب من عام 1979 .

وأسفرت هذه الاجتماعات عن النتائج التالية :
_ الاضطرابات التي وقعت في الأهواز تمخضت عن اضطراب في الانتاج النفطي الايراني أدى الى أزمة زيت الوقود ( الكيروسين ) فسارعت الولايات المتحدة الى سد حاجة الحكومة الايرانية ، وجاء الكونغرس ليكشف هذه الصفقة السرية .
_ الثورة الكردية دفعت حكومة طهران الى استيراد قطع الغيار وأجهزة الصيانة من الولايات المتحدة من أجل تشغيل الطائرات المقاتلة وطائرات الهيلوكوبتر حاملة الجنود .

وقالت صحيفة الوطن العربي الصادرة في باريس : أن أول لقاء بين يروس والخميني في قم تم برفقة حراس الثورة ، وحمل الأول ملفا عن حركة العصيان الكردية وعن تمويل السوفيات لها ، وفي اللقاء الثاني حمل بروس للخميني ترجمة لخطب كارتر التي تتناول كثيرا من النواحي الروحية بالاضافة الى الدفاع عن مبادئ حقوق الانسان .

وأضافت صحيفة الوطن أن الطائرات الايرانية استخدمت مطار مدريد كمحطة استراحة وحيدة في طريق عودتها من الولايات المتحدة محملة بقطع الغيار اللازمة بعد انقطاع دام ثمانية أشهر"3" .

(3) الوطن العربي ، العدد 139 ، في 11،17/10/1979 .


-244-

قد يكون في الخبر الأخير مجال للقبول أو الرافض لأن صحيفة من الصحف انفردت بنشره ، أما نتائجه فلقد جاءت فعلا موافقة لصيغة الخبر الذي نشر ، فإيران كانت بأمس الحاجة الى قطع الغيار وأجهزة الصيانة من أجل تشغيل الطائرات المقاتلة وطائرات الهيلوكوبتر حاملة الجنود ، واعترف ابراهيم يزدي في مقابلة له مع وكالة الاسوشيتدبرس أن محادثات جرت مع الحكومة الأمريكية حول حفظ وصيانة قسم من المعدات _ على حد قوله _ التي لدى ايران ، وأن هذه القطع قد وصلت طهران فعلا"4" .

لكن يزدي لم يكشف النقاب عن أي مستوى كانت هذه المحادثات ولم يتطرق الى حقيقة اللقاءات التي تمت بين الخميني والقائم بالأعمال الأمريكي _ بروس _ !! .

واذا كان هناك مجال لرفض الخبر الأخير أو قبوله ، فليس هناك مجال لإنكار الوساطة التي تمت بين الادارة الأمريكية والخميني عن طريق صادق المهدي أو عن طريق كلارك أو عن طريق مبعوثين من رئاسة الجمهورية الفرنسية ، وبشكل أوضح أنها محادثات وليست وساطة ، وفي هذه الأخبار أدلة صريحة على أن هناك اتصالات بين الشيطان الرجيم كارتر والزاهد والبطل _ كما يتصوره بعض من الاسلاميين _ الخميني !

وننتقل الآن الى عرض وثائق ثلاث :
الأولى : تصريحات للشاه المخلوع .
الثانية : صادرة عن شركاء الخميني الذين اختلفوا معه بعد نجاح الثورة .
الثالثة : صادرة عن صحيفة الوطن الكويتية .

(4) طهران _ الوكالات في 5/7/1979 .


-245-

الوثيقة الأولى :
اعترافات الشاه :
قال الشاه في مذكراته بأنه علم بوجود الجنرال هويزر بعد حضوره الى طهران ببضعة أيام ، وهويزر هو نائب رئيس أركان القيادة الأمريكية في أوروبا ، ضرورة تقتضيها طبيعة علاقتنا مع الولايات المتحدة ، فإيران عضو في حلف السنتو وتحركات هويزر كانت تعد سلفا ، ويتم الاتفاق عليها مسبقا ، أما هذه المرة فلم يحدث شيء من ذلك على الاطلاق . فقد أحيط وصوله الى ايران بسرية مطلقة .

ومضى الشاه في حديثه :
إن جنرالاتي ما كانوا يعلمون شيئا عن زيارة هويزر ، وعندما انتشر خبر زيارته قالت أجهزة إعلام السوفيات :

ان الجنرال هويزر وصل الى طهران للقيام بانقلاب عسكري . ومن باريس تولت صحيفة ( النيويورك هيوالد _ تريبيون ) تصحيح الخبر فقالت كل ما ينبغي أن نفعله هو أن نستبدل عبارة ( القيام ) بعبارة منع لتصبح مهمة هويزر هي ( منع الانقلاب العسكري ).

وأضاف الشاه قائلا :
فهل كان خطر الانقلاب العسكري موجودا ؟ لا أعتقد ذلك ، فجنرالاتي ملتزمون بالقسم الذي أقسموه لحماية العرش والدستور . ولكن مخابرات حلف شمال الأطلسي ووكالة المخابرات المركزية لديهما ما يكفي من المبررات للاعتقاد بأن الدستور سيتعرض للانتهاك ، ولذلك فإنه من الضروري تحييد الجيش الايراني . وهذا هو السبب الذي دفع



-246-

الجنرال هويزر للحضور الى طهران ، وأنا أعرف أن الجنرال هويزر كان منذ فترة طويلة على اتصال بمهدي بازاركان ( المهندس الناجح الذي تزعم حركة تحرير ايران التي كانت في الأصل جزءا من الجبهة الوطنية ، الى أن وجدت نفسها على خلاف مع الجبهة بسبب تأكيد الجبهة على الاشتراكية ) .

ثم قال الشاه :
وعرض الجنرال هويزر عرضا غريبا على رئيس أركاني الجنرال قره باغي .. هذا العرض هو : أن يلتقي مهدي بازار ( الذي عينه الخميني رئيسا للوزراء بعد الاطاحة بي ) .. وقد أخبرني الجنرال قره باغي بقصة هذا العرض ، ولا أحد يعرف ما حدث بعد ذلك ، ومهدي بازاركان والجنرال هويزر هما الوحيدان اللذان يعرفان فيما اذا تمت ( طبخة ) من وراء ظهور الجميع .. وكل ما أعرفه في هذا الصدد هو أن الجنرال قره باغي استخدم نفوذه لإقناع الضباط الذين تحت أمرته بعدم المشاركة في الأحداث التي حدثت بعد ذلك

وقد شاهدت هويزر مرة واحدة أثناء زيارته الغريبة لطهران ، لقد جاء لزيارتي برفقة السفير الأمريكي سوليفان في آخر مقابلاتي معه وكان الشيء الوحيد الذي يدور في رأس الرجلين هو : معرفة في أي يوم وفي أي وقت سأغادر طهران .

وبقي الجنرال هويزر بضعة أيام في طهران بعد رحيلي عنها ( في 19 يناير ) ، وحيث أنه نجح في اقناع جنرالات الجيش الايراني بالتخلي عن الدكتور شابور بختيار رئيس الحكومة الائتلافية التي شكلت لإنقاذ البلد في أوج محنتها ، فان كل ما تبقى له لتنفيذ مهمته هو