الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #70  
قديم 04-09-2006, 02:52 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-277-

خلاف الخميني مع شر يعتمداري
خلاف الخميني مع شر يعتمداري ليس سرا من الأسرار ، فمنذ اليوم الذي وصل فيه الأول الى طهران ، والناس كل الناس يتحدثون عن سوء العلاقات بينهما ، ولم يتحرج شر يعتمداري في لقاءاته الصحفية من الاشارة إلى ما بينه وبين الخميني من تباين في وجهات النظر لكنه حاول أن يخفف من حجم الخلاف وأنه في الفروع والأسلوب وليس في الأهداف والأصول .

يختلف شر يعتمداري مع الخميني في ولاية الفقيه ، وفي الدستور الذي منح الخميني سلطة لا تقل عن ديكاتورية الشاه ، وفي موقف النظام وحراس الثورة من سكان أذربيجان ، وفي قضية احتلال السفارة الأمريكية في طهران .

ووصل الخلاف بينهما الى قم ، فنشبت أكثر من معركة بين أنصارهما أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى ، كما وقعت معارك كثيرة في مدينة تبريز ، وعقد الزعيمان فيما بينهما عددا من اللقاءات فلم تسفر عن أي نتيجة إيجابية .

وكان الخميني أو أحد مساعديه يصرح إثر كل معركة بأن السافاك والمخابرات المركزية وراء أنصار شر يعتمداري ، وإن كانوا أحيانا يلجأون الى التلميح دون التصريح .

وحاول شر يعتمداري أن يغادر مدينة قم الى إقليم أذربيجان أو الى مشهد ولكن حيل بينه وبين تحقيق هذه الرغبة ، وصرح أنصاره بأن السلطة قد فرضت الاقامة الجبرية على امامهم .
وفيما يلي بعض التهم التي وجهها أنصار الخميني وحراس الثورة والصحف الى شر يعتمداري :

-278-

1_ سئل آية الله حسين منتظري لماذا طلب من شر يعتمداري حل حزبه فأجاب :
لأن هذا الحزب يضم مجموعة من الانتهازيين ومن السافاك الذين تسللوا إليه . ثم سئل المنتظري عن خلاف شر يعتمداري مع الخميني حول ( ولاية الفقيه ) فأجاب : لولا ( ولاية الفقيه ) من أين لشر يعتمداري هذه المكانة .
النهار العربي والدولي 24-30/12/1979 .

وآية الله حسين منتظري عضو مجلس قيادة الثورة ، وخطيب الجمعة في طهران ومن أقرب المقربين الى الخميني وهو في أجوبته هنا لم يقل كما قال غيره :
ليس لشر يعتمداري علاقة بهذا الحزب بل أثبت بأنه حزبه ، وأن الطلب فعلا قد وجه الى شر يعتمداري .

وفي جوابه الثاني حاول أن يقلل من شأن شر يعتمداري ، وأن الثورة هي التي صنعت له هذه المكانة .
والحق يقال أن لشر يعتمداري مكانة مرموقة في ايران ، وقد تعرض لاضطهاد الشاه ، ودوهم بيته أكثر من مرة وأطلق السافاك النار داخل منزله . والمنتظري ليس محقا في قوله ، بل إن الثورة هي التي صنعت الخميني وشر يعتمداري أقدم منه وأعلى مكانة ، لكن المطالب التي كان ينادي بها شر يعتمداري لا تمانع من بقاء الشاه .

2_ طهران _ وكالة أنباء فرانس برس :

-279-

ذكرت صحيفة العمل الايرانية أن آية الله شر يعتمداري أجرى اتصالات مع موظفي ( السافاك ) .
وأفادت بعض المستندات التي نشرتها صحيفة ( العمل ) والتي يرجع تاريخها الى 23 سبتمبر سنة 1978 أن شر يعتمداري قد دعا الشاه الى الصبر والجلد لحل المصاعب بالطرق السلمية وذلك خلال مباحثاته مع أحد رجال ( السافاك ) .

كما ذكر آية الله شر يعتمداري للشاه اقتراحاته حول ( طريق الاعتدال لانقاذ التاج والعرش ونظام الحكم ) على حد قول الصحيفة .
ونشرت الصحيفة مستندات أخرى تكشف عن الاستثمارات المالية التي قام بها آية الله شر يعتمداري في أعمال تجارية مختلفة وأفادت الصحيفة أيضا أن الزعيم الديني قد استثمر بوجه خاص ( 90 ) مليون ريال في شركة ( لاسيياك ) لأجهزة إطفاء الحريق .

وذكر المراقبون أن الصحيفة لم توضح مصدر هذه المستندات التي من الصعب إثبات صحتها . أما سكرتارية آية الله شر يعتمداري فلم يكن لها ردود فعل تجاه هذه المطبوعات"27" .

ويبدو أن اتصالات من هذا القبيل قد تمت بين شر يعتمداري والشاه ، والأول كان يطالب بعودة دستور 1906 الذي يمنح سلطات واسعة لمراجع الشيعة ، وطالب كذلك بقيام حكم ديمقراطي ، ولم يكن من المنادين بولاية الفقيه أو حكم الآيات .



(26) السياسة 14/1/1980 عن وكالة أنباء فرانس برس .

-280-

وأشار الشاه في مذكراته أن الجنرال ناصر مقدم نقل له اقتراحا مهما من شخصية دينية بارزة ( هكذا وصف الشاه هذه الشخصية دون أن يذكر الاسم ) ، وبناء على اقتراح هذه الشخصية غير حكومة جامشيد أموزيغار وحاول أن يجري بعض الاصلاحات خاصة الاصلاحات التي ترضي رجال الدين كاعتماد التقويم الهجري واغلاق (الكازينوهات) ونوادي القمار .

من هو الانكليزي المرافق لشر يعتمداري ؟!
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة المستقبل الصادرة في فرنسا الخبر التالي :

بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها تبريز عاصمة مقاطعة أذربيجان في ايران والتي شهدت فتالا عنيفا بين مؤيدي آية الله الخميني وآية الله شر يعتمداري تتركز الأضواء على البريطاني الأشقر ( جون كوبر ) الذي يعمل كمترجم لآية الله شر يعتمداري .

ويتسائل بعض المراقبين عن الدور الحقيقي له فى الخط السياسي الذي يدعو له شريعتمداري.
جون كوبر كان قد اعتنق الاسلام وتابع الدروس في الدين الاسلامي في الجامعات الايرانية وفي المدارس في قم"28" .

(27) المستقبل العدد 148 تاريخ 22/12/1979


-281-

شر يعتمداري رهن الاقامة الجبرية
ذكرت وكالة ( فرنس برس ) أن الامام آية الله شر يعتمداري لن يتمكن يوم الأربعاء من استقبال أنصاره كما يحدث كل عام بمناسبة الاحتفال بحداد الأربعين على استشهاد الامام الحسين وجاء في بيان لوكالة الأنباء الايرانية أن شر يعتمداري طلب من أنصاره ألا يحاولوا الالتقاء به دون ان يوضحوا سبب ذلك .
ويـأتي هذا التصريح في الوقت الذي راجت فيه شائعات في ايران حول احتمال تقييد حرية تحركات الزعيم الديني الثائر في ايران . ولم يطرأ شيء حتى الآن لينفي هذه الشائعات .
طهران _ كونا 7/1/1980 .

أذاع راديو بغداد تصريحا لشر يعتمداري في 25/12/1979 قال فيه أنه لا يختلف عن أي سجين آخر في ايران وأنه قيد الاقامة الجبرية ، وأن حراس الثورة يحرسون منزله .

وبعد :
هذا هو الخميني قائد الثورة الايرانية . وهؤلاء هم أركان وقادة الثورة الايرانية وهذه هي أسرار الثورة الايرانية والدور الذي لعبته الادارة الأمريكية مع الخميني ، والدور الذي لعبه الجنرال ( هويزر ) مع بازر كان وقيادة الجيش .

فكيف يستمر قادة الجماعات الاسلامية في تأييدهم للخميني وثورته ؟! .
كيف أدوا صلاة الغائب على موتاهم ؟! .

-282-

كيف تكرس هذه الجماعات خلاف السنة فيما بينهم ، ويتفقون على الخميني ، ولا يتفقون مع بعضهم ؟! .
قد يقولون : نعم هناك شخصيات ملوثة في الثورة ، ولا يعلم الخميني عن أمرها شيئا أو أنه يعلم وسيقلم أظافرهم ، ومن قبل قال الناصريون : ان الخيانة جاءت من عبد الحكيم عامر وصلاح نصر فقلنا لهم كما نقول لقادة الجماعات الاسلامية :
ان الخميني شخص قوي الشخصية ، وشديد الذكاء ، ويملك رصيدا من الخبرة لايستهان به ، وله الكلمة الأولى فكيف يجهل أوضاع الذين يتعامل معهم منذ سنوات طويلة .. كيف نصدق أنه يجهل صلات بازركان مع هويزر ، وارتباط مستشاريه مع المخابرات المركزية .
(( فإنها تعمى الأبصار ولكن لا تعمى القلوب التي في الصدور )) . الحج 46

قضية احتجاز الرهائن :
قام مجموعة من الطلبة الايرانيين باحتلال السفارة الأمريكية واحتجاز العاملين فيها واتخاذهم كرهائن ، وأعلن الخميني أنه يؤيد الطلبة فيما أقدموا عليه ، وجرت مفاوضات بين الحكومتين الايرانية والأمريكية أصرت الأولى أن لا تسلم الرهائن إلا اذا قامت الولايات المتحدة بتسليم الشاه للسلطة الايرانية ، وأثارت هذه العملية ضجة عالمية ، وسارعت الجماعات الاسلامية كعادتها الى تأييد الخميني ، واعتبرت عمله بطولة وتقليما لأظافر الولايات المتحدة في المنطقة .

وبعد أن بينا بالأدلة والبراهين ارتباط ثورة الخميني بالولايات المتحدة لا نرغب أن نعطي هذه العملية حجما كبيرا ، وإنما نود أن نسجل الملاحظات التالية :

-283-

1_ جاءت عملية احتجاز الرهائن في ظروف لا تحسد عليه الثورة الايرانية ، فالثورات الداخلية اندلعت من كل مكان ، وبدأت الخصومات والمعارك بين أعضاء الثورة :
فهناك خلاف شديد بين شر يعتمداري والخميني ، وخلاف آخر بين بازركان ومجموعته من جهة وحزب الجمهورية الاسلامي وأنصاره من جهة أخرى ، وهناك خلاف بين حراس الثورة من جهة وأنصار شر يعتمداري من جهة أخرى ، وبين حراس الثورة ومعظم فصائل اليسار .

وهناك مشكلة الدستور والتصويت عليه ، وما يجره هذا التصويت من خلافات ومعارك ، ولهذا قام الخميني وأنصاره بعملية بارعة جعلت معظم الناس يتجهون الى الخطر الأمريكي الخارجي الذي يهدد ايران ، ونجح الخميني في تمرير الدستور ، وتجديد الثورة ، وابعاد وزارة بازر كان ، وصرلف انتباه الناس الى ضراوة القضايا الداخلية .

2_ العملية ليست أكثر من تمثيلية مصطنعة ، فلو كانت السلطة الايرانية صادقة لأغلقت سفارة الولايات المتحدة منذ بداية حكمها ، ولو كانت الادارة الأمريكية مقتنتعة بأن العملية عدائية لعاملت ايران بالمثل ، ولكن السفارة الايرانية في الولايات المتحدة لم تمس بأذى ، وهناك أكثر من مائة ألف ايراني في الولايات المتحدة بينهم ، خمسون ألف طالب لم تقم الولايات المتحدة بأي اجراء فعال ضدهم ، وكان بوسعها أن تعتقل أضعاف عدد المحتجزين بسفارة الولايات المتحدة في طهران حسب مبدأ المعاملة بالمثل .

3_ العملية مكنت الولايات المتحدة من ارسال جيش جرار ومعدات حربية الى منطقة الخليج ، وأخذت هذه القوات مواقعها في البحر العربي ومياه الخليج ،

-284-

وصار من المؤكد أنها ستقيم قواعد لها في سلطنة عمان والصومال وكينيا .. والذي سهل للولايات المتحدة اقامة هذه القواعد عملية احتجاز الرهائن وتحت ستار محاصرة ايران .

4_ قلنا طبيعي جدا أن يقوم ثوار الخميني بإغلاق سفارة الولايات المتحدة عند وصولهم للحكم أما أن يقبلوا التمثيل الدبلوماسي معها ، ويعطوها موثقا ثم يغدروا بها فليس هذا العمل من خلق المسلمين الصادقين فكيف صنعت منه بطولة .

5_ هناك مفاوضات ومباحثات سرية بين الخميني وسلطته من جهة ، وبين كارتر وإدارته من جهة ثانية ، وأشارت بعض الصحف الى هذه المفاوضات ومن ذلك .
قال هيكل إن الاتصالات سرية جرت بين كارتر والخميني وبين صدر وأنهم اتفقوا على الافراج عن الرهائن _ قال هذا في مقال نشر في الصنداي تايمز _ وترجم الى الصحف العربية في 4/2/1980 .

قالت صحيفة ( سان فرانسيسكو أكرامينر ) إن كارتر أرسل ما لا يقل عن ثلاث رسائل للخميني بواسطة دبلوماسي أمريكي . في 16/2/1980 .

وتناقلت الصحف أيضا أخبارا عن لقاء لقطب زادة مع فانس تم في فرنسا سراَ ، واجتماعات عقدها القائم بأمر السفارة الأمريكية _ والملتجئ في وزارة الخارجية الايرانية_ مع عدد من المسؤولين في طهران .
وسوف ينكشف سر مثير في موضوع الشاه ، وخلاصته أن الشاه فر من بنما الى مصر