عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 05-02-2006, 12:10 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي

(( 1 ))

بداية الحكاية .... وسوف أختصر بقدر الاستطاعة كي لا يمل الحديث ...

كنت قد نشأت في ظل أسرة محافظة ، لم تعرف حتى وضع التلفزيون في البيت ، وكنت من المدرسة إلى البيت ومن البيت إلى المسجد ، وهكذا ...

حتى كتب الله أن تعرفت على ثلة من شباب المسجد الكائن في الحي ، ومن ثم طرحوا علي أن أشاركهم في بعض المناشط الثقافية والترفيهية في المسجد ...

ففعلت ، والتحقت بهم ، ومن ثم أصبحت متعلقاً بهم ، نذهب ونغدو معاً ، ونذاكر معاً ، ونجلس معاً ، نجتمع في حلقة القرآن ، وفي بعض الدروس ، ومن ثم جلسات في البيوت على شكل جدول أسبوعي ، ومن ثم رحلات ترفيهية في كل يوم خميس وغير ذلك من نشاطات متنوعة ...

وكانت حينها القضية الأفغانية على أشدها واحتدام سيرتها ، فلا تكاد تصلي في مسجد جمعة إلا وتسمع ذلك الخطيب يتكلم عن إخواننا في أفغانستان ، وكانت جمع التبرعات في كل مكان ، وتجد ( البوسترات ) الإعلانية للجمعيات الخيرية معلقة في كل أنحاء من مدينة أو حي أو مسجد أو أو ...

وكنت أسمع حينها أفواجاً من الشباب تذهب هناك تترا ، وأسمع بعض المشايخ المهتمين بالقضية يصورون أفغانستان بأنها أرض الخلافة القادمة ودولة الإسلام التي سوف تصمد في وجه الغرب وتنطلق من أفغانستان لتحرير فلسطين ...

في تلك الفترة بدأت المراكز الصيفية مع الإجازة وشاركت فيها مع شباب المسجد ، ومن ثم لم يكن لشباب المراكز الصيفية التوجه إلا للدعوة إلى الله وإصلاح شريحة الشباب ، على الأقل هذا هو هم رؤساء هذه المراكز والمسؤولين عن المجاميع الشابة فيها ، ومن ثم شاركت في المركز الصيفي الذي أعجبني كثيراً وكان فعلاً ذو فائدة كبيرة ...

وبينما كنت في المركز إذا بي أسمع ببعض شباب الجهاد العائدين من أفغانستان يتحدثون لبعض الشباب في أحد الأسر في المركز ، وكنت حينها في شغف كبير لمعرفة أخبار الجهاد والشباب هناك ، ناهيك عن الأناشيد التي ما أكثر أن نسمعها في حب أفغانستان وقادتها ووو

وكان رؤساء المراكز ومجموعات الدعوة ( جلهم ) يخافون من اختراق شباب الجهاد لشباب الدعوة ومن ثم الأخير بسلوك تيار الجهاد ، فلم يكن لهم الاهتمام الكبير بالذهاب إلى هناك بقدر أن تم من اهتمام بهذه القضية كجمع التبرعات لها أو الملابس أو المواد الغذائية فقط دون أكثر من ذلك ...

وفعلاً استطاع بعض شباب الجهاد من اختراق شباب المراكز الصيفية بحسن نية ليس إلا ، وأخذوا البعض منهم إلى أفغانستان على الأقل لفترات وجيزة ، رغم أن فكر أهل المراكز لم يكن كذلك إلا أن اندفاع الشباب نحو هذه القضية كان كبيراً من جراء ما يسمعونه عن الجهاد هناك ناهيك عن تشجيع بعض المشايخ وطلاب العلم للذهاب حتى لو تطلب الأمر عدم إذن الوالدين ، وما أكثر من ذهب وهم صغار سن أو على قدر من العلم والفهم قليل جداً ...

وبعد انتهاء المراكز الصيفية أن ذاك ، بدأت دراستي الثانوية وكنت أفكر جلياً في هذا الجهاد الأفغاني ، وبدأت أبحث عن جماعة من جماعة الجهاد كي ألتحق بهم في مدينتي التي أنا فيها ، وفعلاً تعرفت على أحد الإخوة ممن كان هناك ، وطرح علي فكرة مشاركته في معرض عن أفغانستان يقام في مدرسة ما ففعلت ، ومن ثم أصبحت أروح معه وأصول وأجول يومياً وأجتمع مع شيخهم وشبابه في جلساتهم في أحد الاستراحات ، وكنت أسمع بشغف كبير وشوق عظيم ...

جلست على هذه الحالة عدة أشهر حتى انتهاء النصف الأول الدراسي والإجازة النصفية للسنة ، ومن ثم دخلت فكرة الجهاد والذهاب إلى أفغانستان في رأسي ؟؟
وأقنعني بها صاحبي وشيخه أيضاً ، ولكن كيف أذهب وأنا لا أملك جوازاً ولا أستطيع الخروج دون إذن والدي ، ومن أين أحصل على ورقة الخروج من البلاد ؟ ومن أين لي المال كي أستطيع السفر، وكيف أسافر دون إذن والدي ووالدتي وهل أترك دراستي وووو ...

هذا ما سوف أذكره في بقية من قصة حياة ... فكونوا معي ... والله أعلم ،،،

يتبع
__________________