عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 06-05-2006, 02:56 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

لا شك أن كلام الأخ سعود هو حق ومع التأمل والتفكير فالمصلحة تقتضي
أن أتدارك حل مشكلتي بكل السبل الممكنة..
لقد قدم لي سعود الكثير الكثير..
فيكفي انه آواني وفرج كربتي جزاه الله عني خير الجزاء..
أخذني في اليوم التالي لسوق السيارات..
فرأيته يبحث عن سيارة ليشتريها..
قلت له ياسعود أنت لا تحتاج لسيارة أخرى!!
فلديك اثنتان وإخوتك غير محتاجين..
قال أريد أن اشتري لك سيارة..
أقسمت بالله عليه ورفضت رفضا قاطعا وجلست أتجادل معه أكثر من ساعة
حتى أقنعته بالعدول عن ذلك..
لم يكن سعود رجلا غنيا فهو متوسط الحال والذي لا اشك فيه أنه سيقترض ذلك المال..
وحتى لو لم يقترضه وكان غنيا فكفاني منه جوده وسخاؤه ..
فقد كان كل يوم أو يومين يضع في جيبي مبلغا جزيلا دون أن أطلبه والله..
قال لي مرة لقد زوجت أختي الصغرى قبل أن تأتيني بشهر واحد..
والله لو كنت أعرفك حينها وكنت موجودا معنا لزوجتك إياها!!
بارك الله في سعود وفي ماله وولده وكثر الله من أمثاله..
وليس هذا غريبا على أهل تلك المنطقة فمع أن انتشار الجهل بالأحكام الشرعية بين أهل
الشمال عموما هو الغالب ..إلا أنك تجد فيهم من الكرم والجود مالا تجده في مناطق
أخرى..
حدثني مرة سعود يقول تعطلت سيارتي مرة وأنا على طريق عام ..
فتوقف رجل أعرابي معه سيارة وانيت داتسن ذات باب واحد..
.. دون أن أشير له.. ومعه زوجته في داخل السيارة..
فعرف أنه لا يمكن إصلاح السيارة في الحال..
ولا بد من إحضار مهندس ..
أمر ذلك الرجل زوجته بالركوب في صندوق السيارة..
قال سعود: أبدا أنا سأركب في الصندوق.. ودع الأهل في مكانهم..!!
قال الرجل: هي طالق إن لم تركب أنت في الأمام وهي في الخلف..!!
ولقد رأيت من كرمهم وجودهم وافتخارهم بذلك ما يعز نظيره والله..
إن ميزة الكرم لدى الناس هناك أنه جود غير متكلف ..
فهذه سليقتهم وهذه طباعهم توارثوها من أجدادهم وما زالت راسخة لديهم..
الحلقة العاشرة.
مرت الأيام التالية علي سريعا ..
وحرصت أن استمتع بالجلوس فيها بالقرب من سعود..وأولاده وإخوته..
ذهبنا سويا أنا وسعود للمكتبة واشترى لي مجموعة من الكتب..
لقد أراد سعود أن يعدني إعدادا شاملا للدراسة عند هذا الحبر..
لقد كان سعود أشبه بوالد يزف ولده ...
ولم أكن اعلم أنا أو سعود ما يخبئه القدر لي..
قبل يوم السفر قدم قريب لسعود وكان قريب عهد بعرس ..
تلفظ معي هذا الرجل بكلام فهمت منه أنني غير مرحب بي..
قال لي: أنت لست من شمر وأريدك أن تخرج هويتك من جيبك لتثبت عكس ذلك..
كان متكئا على وسادة ومقابلا لي ..ويشير بيده بكل تيه وغرور..
قام أخو سعود إليه فأراد أن يلطمه على وجهه فدفعته وقلت له دعه ليقل ما يقل..
لم يكن من اللائق بي أن أحرج الأخ سعود في بيته فسكت ..
لكن أخا سعود استدعاني للمختصر وقال لي..
دعك من هذا السفيه وأنا أعرف كل شيء عنك وأنت أكرم عندي منه..
خفف ذلك علي كثيرا ففكرة الانتساب تلك مع خطئها الشرعي لم تكن فكرتي و هي
شيء مخالف لأعراف الناس وتقاليدهم وفيها ما فيها!!!
في اليوم التالي سافرنا صباحا للقصيم..
ودعت إخوة سعود ثم انطلقنا لرحلة الطلب ..
لم يكن إخوة سعود على استقامة تامة بالدين مع محافظتهما على الصلاة في المسجد
إلا أنهما رجلان شهمان طيبان وفيهما من الخلال الحميدة ما يفوق كثيرا ممن
رايتهم من المحافظين على الشعائر الظاهرة..
__________________









الرد مع إقتباس