عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 06-03-2004, 09:18 AM
المشرقي الإسلامي المشرقي الإسلامي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
إفتراضي على بركة الله

عزيزي أبا تقي الدين:
لك مني بعدد حروف هذا الموضوع كل الشكر والذي استغربته هو أن هذا الموضوع -على أهميته- لم يلق أحد بالاً بخلاف الكثير مماهو أقل منه شأنا وذلك له دلالة سيئة في الفكر العربي... لا علينا..
المشكلة هي أن الكثير من السلوكيات التي تأتي من الناس تعبر عن عدم وجود مدخلات صحيحة لتكون المخرجات كذلك.
هل تعرف كرات البلياردو؟ تضربها كرة فتتحرك يميياً وأخرى تصطدم بها فتتحرك يساراً على غير هدي.هكذا الإنسان الذي لا تكون سلوكياته كلها ردود أفعال إذ هو مقاد إلى سبيل لا يعلمه ولو علم شره لما عرف أني النجاة منه وإن علم خيره لم يعلم أنى اغتنامه وهو إنسان يعتمد بدرجة كبيرة على فكرة فلننتظر ما تأتي به الأقدار ويكون مبرره في عدم السعي للفعل هو أنه يحب التروّي والهدوء وعدم الاستعجال وأنه ينتظر ما تسفر عنه النتائج حتى لا تخطئ حساباته......إلخ وهذه السمة نجدها-على أقل مثال-في طلاب الكليات بعضهم لا يلوي على شيء ويقول المجموع أنتظره ، وهذا دليل تلكم السلبية ، فلوكان له هدف لسعى إليه فإن كان يحب تخصصاً ما ولم يسعفه تقديره أو مجموعه فإن المنطقي هو أن يسعى للبدائل مثلاً يتعلم بالخارج أو يدرس هذا الفرع بإقليم آخر أو يتعلم لأقرب تخصص من الذي كان يريده أما من لا غرض له فلسان حاله يقول"كيفما تريد تجدني" فهو كالصلصال الذي تشكله يد الصانع كما يحلو .. عموماً مشكلة الردود فعلية لا توجد غالباً إلا عند الشعوب المتأخرة وتنتقل من زمن لزمن.هل تعرف مدرب كرة القدم الذي يقول لن أضع التشكيلة إلا بعد علمي بتشكيلة الفريق الآخر؟ هكذا الحال عندنا وهذا يقتضي منا نحن معشر المثقفين أن نزيل الفجوات بيننا وبين السواد الأعظم من غير المتعلمين والأميين الذين يعانون من هذه المشكلة وذلك من خلال معرفتهم بدورهم في الحياة وقدرتهم على التأثير على المجتمع وهي مسألة تحتاج لوقت وصبر كبيرين وتبصّر وعدم إفراط في الحماسة التي بها يُهدم العش من حيث أُريد البناء ويفنى بها الجيش من حيث أُريد البقاء.
في أميريكا هناك مادة اسمها (أهداف الحياة) تقريباً .. ولو طبقناها في أوطاننا لوجدنا أن أكثرنا لا يعرفها.. دورنا نحن في مخاطبة الضمير الإنساني وأن نعرفه بأن استخلافه في الأرض من قبل الله هو أعظم تشريف له ، فلا يضيعين هذا التشريف بعدم وجود غاية له وإلا"إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً" عموماً أقول علينا أن نعرّف الناس أن معرفة الإنسان وظائفه في الحياة هي أولى خطواته لمعرفة ربه ومعرفة من ثم دوره في الحياة وهو عبادةالله فإذا علم الإنسان ممغنى العبادة وأساليبها المتضمنة العمل والسعي جنباً إلى جنب مع الفرائض فإنه سوف يتحسن بإذن الله والخاتمة أقولها في هذا المجال أن الأنظمة العربية من شدة تعميتها للمواطن صارت هي الأخرى عمياء وأن الشعوب يوماً ما لا شك ستنهض بإذن الله لأن العمى عرفها بأن غرضها في الحياة هو البصر.....اللهم نور بصائرنا
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال