[الوافـــــي]

في ليلة عيد

جلست هناك وحيدا
حيث لا أناس أراهم ، ولا أرواح أشعر بها
كانت الطرقات خاوية
وكنت هناك ... أرقب النجوم العابرة ، والشهب السائرة المرسلة
كنت هناك ..
أعانق الرحيل رغم اللهيب الذي يحرق الأخضر واليابس في داخلي
لم تبكِ عيوني دموع
ولم يخرج من الصدر الأنين
بل كانت جوارحي كلها تئن وتبكي
في تلك اللحظات
ألقيت بكل أحاسيسي على قارعة الطريق
وطويت بقية أوراق مشاعري بين أسمالي البالية
ثم قررتُ الرحيل إلى عالمي الآخر
الذي طالما حلمت به وتمنيته

امتطيتُ .. لأجله حصان الفرح
وارتديت .. من أجله أجمل أثواب الأماني
كان يحدوني أمل في أن أصل إليه
فربما أقضي هناك معه ( هنيهات ) رائعة
فهي كافية أن تعيد لي بعض الأمل الذي كنت أبحث عنه
وتنشر في أرجاء حياتي نورا طالما اشتقت إليه
وتنير تلك الظلمات الحالكة من حولي

وصلت إلى هناك
رغم بعد المسافات ... ورغم تقاربها في آن واحد
طرقت بخوف وترددٍ على الأبواب .. وكنت بين يأس وقنوط
عندها وجدت أن للأمل مكان
وأن في الضياء معين لا ينضب
فجأةً تفجّر بركان النور من حولي .. وتبددت حالكات الليالي الكالحة
وأشرق في عالمي من جديد ضياء يحمل الدفء معه
فأنار بنوره ما كان مظلما فيه
فأصبحت به أنام من دفئه تحت جناحيه
وأرقص كرقصة الفراشات عند النور بين يديه

عندها فقط
أطلقت يديّ من القيود التي أحاطت بها
وفككت مشاعري من السجون الذي عاشت فيها
وأحسست لأول مرة أنني حرٌ طليق بلا قيود ولا حدود
أحمل بين أصابعي قلمٌ مداده لغة الحب ، ولهفة الشوق
أكتب بهما على صفحات نقية من زهور مشاعري ووروده
لأجعل منها سجادة يسير - النور الذي سكن صميم الفؤاد - عليها
لينتقل به إلى قلبي ( الضعيف ) فيعانقه
وحتما سيجد أن مكانه شاغراً ينتظره
بل إن أغلى المنى أن يسكن فيه
عندها فقط سأرسم على شفتي ابتسامة الرضى
وأرتقي بمشاعري إلى أعلى مكان في الفضاء
لأنثرها من هناك
لتكون في متناول يديه في كل مكان وزمان