عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 25-08-2006, 07:19 AM
عمر 1965 عمر 1965 غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 256
إفتراضي

الفهم ذو البعد الواحد
واليوم ، ونحن نواجه الاحتلال والخراب والدمار في العراق، بعد ان عانينا ومازلنا في فلسطين ، نجد الكثيرين لا يفتحون ادمغتهم على اوسع السماوات ليروا اكثر من مجرد احتمال واحد ، واكثر من فرضية واحدة ، عند محاولة تحديد من هو العدو ومن هو الصديق، بينما العدو( هل تذكرون من هو العدو ، بعد ان دوختنا النخب ،المسحورة بكتاب سري شهير هو - عودة الشيخ الى صباه ( طبعة قم) - بمعاركها الجانبية؟ ) يتملعن في استخدام المنهج الجدلي معنا ، فينشأ احزابا ومؤتمرات تمهيدية وترقيعية ، تزايد علينا في الوطنية والقومية والاسلام ، فتسمي نفسها باسم الله عز وجل ، ويلمع شخصيات ترفع الى درجة ان تصبح مرجعيات وطنية ودينية لا تمس، رغم انها لاتعرف كيف تشد القماط حول وسطها ، وتتفنن في جعل خصلة من شعرها تتدلى من تحت العمامة ، كما كان يفعل المرحوم المناضل والمؤمن الكبير الفيس بريسلي ملك الروك، ومقلده في مرجعية تحريك الحواجب هاشمي رفنسنجاني ! هل يعلم احد منكم بسر ولع الصفويين الجدد باخراج خصلة الشعر من تحت العمامة ؟

كما يتفنن العدو بطرح سياسات وايديولوجيات وتنظيمات، تزاحمنا في الفكر ، الذي نناضل من اجله منذ اكثر من نصف قرن ، وتسرق الاضواء ، بفضل منحها امتياز حصري، وحشري ايضا، وهو دعوتها لبرامج الفضائيات ولاروقة المؤتمرات ومنابر الخطابات ، وحرمان الوطني الحقيقي منها ! دون ان نسأل انفسنا : ما السر في هذا الابراز المتعمد لمعممين يشتمون امريكا واسرائيل، وبنفس الوقت يغيب الوطنيون الحقيقيون، وتفرض عليهم عزلة اعلامية اجبارية ؟ ولم تصطاد امريكا واسرائيل الوطنيين وتغتالهم وتعتقلهم لكنها لا تمس حتى خصلة( بطل ) تحرير جنوب لبنان من المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وقتل المئات من كوادرهما، مع ان خطبه تنقل حية وعلنا ويمكن لطائرة واحد وان تقصفه لو كان يشكل خطرا حقيقيا ؟ هل نسيتم من قتل الشهداء كمال عدوان ورفاقه في قلب لبنان ؟ هل نسيتم كيف قتلت اسرائيل حسن سلامة، في بيروت، مع انه كان رجل امن ذكي وخبير في التخفي ؟

هكذا نجد امامنا اشخاصا نعرف انهم لصوص المشاهد وسماسرة الوطن ، يتبرقعون ببياض زوار المراقد ، ويتعففون عن اكل لحم خنازير المواقد ، ويرددون عند رؤية ساق بض لغجرية شقراء : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ! وحينما يأتي ذكر المقاومة الفلسطينية ، نجدهم اول الراقصين على وحدة ونص ، واول من يعلن تاييده لها ، لكنهم ما ان يذكر اسم المقاومة العراقية حتى يبدأون بتقيأ احقاد فارسية ، فيفسدون اجواء الرقص على الحبال ! والعقل البدائي ، كما تعلمون ، يعشق رقصة الوحدة ونص، لانها لغة عصر الوحشية المحشورة في عقر جيناتنا ، لذلك ينهض مسحورا من رقدته نشطا ويمسك العصى ، بعد ان ابتلع حبة زرقاء، من انتاج عبقرية حسن الصباح ، ويشرع في مشاركة المعمم، الموشح ببياض اهل الجنة ، رقصته فرحا وواثقا انه يرقص مع شخص من العشيرة ومن وجوه الديرة ، فيمنحه قلبه ، ويفتح له ديوانه ، ويكشف له كنوز اسراره ! الم يمتدح المقاومة الفلسطينية ويقول انا وطني واحب العراق واعشق الاسلام ؟ اذن لم التشكيك ؟ ياناس حرام ، فكوهين حالة خاصة ولن تتكرر ، ومنير روفا زلة زنا مورس في اقبية ديار مظلمة لم تتعمر ، وحميد مجيد ارتدى زي الشيوعية ثم نفر، ومحسن عبدالحميد مارس التقية واستحمر ، وعلي السيستاني قبل الفدرالية ثم استدبر!



لعنة التبسيط والتنميط
ايها السادة : انها السذاجة البدائية التي اوقعتنا في فخ التبسيط والتنميط ، ان الذئب لم يقترب من ليلى الا بعد ان تزيا بلباس جدتها، واوهمها انه جدتها، بوجهه الملطخ بمكياج ثخين، كمكياج من يتبع مرجعه الايراني القابع في طهران . الم نقرأ هذه القصة في الابتدائية ؟ الم نسأل انفسنا لم جعلونا نقرأ هذه القصة وقصة الحزمة التي لا تكسر والعصا المنفردة السهلة الكسر ، و...وعشرات القصص الاخرى ؟ يقينا من وضع هذه القصص في المنهاج الدراسي الابتدائي كانت له غاية، وهي تعليمنا ان لا نكون بدائيين سذجا ، بافتراض ان الذئب حين ارتدى زي جدة ليلى، صار جدتها فعلا ، لان الذئب يبقى كذلك ، ولا تغير طبيعته اي قوة ، حتى لو تغير شكله ، ولبس عمامة حجة الاسلام او اية الشيطان العظمى، او دس راسه الصبياني في عمامة الزرقاني !

ومع ذلك ، ولان بيننا من ينسى ان يغسل ضميره كلما توضأ ، يجب ان نذكّر بقصص اكبر واخطر ، فامامنا كلمة ( جاسوس ) ونحن نعرفها جيدا ، لكننا نرميها في سلة الزبالة ونحن نتعامل مع جحيم السياسة ، لاننا لا نتذكر ان ابسط شروط الجاسوس الناجح هو شرط النجاح في خداعنا ! كيف ؟ بالطبع بتظاهره الدقيق والناجح بانه مثلنا وربما احسن منا ، والا هل سمعتم بجاسوس يتقدم اليكم ويقول : ايها السادة مساء الخير انا جاسوس ،هل تسمحون لي بجمع معلومات عنكم ومنكم بالذات ؟ وهل سمعتم بلص ذكي يخطط يخطط لنهب ثروة ، ياتي ويقول لصاحبها : ايها السيد انا لص وجئت اسرقك ! الجاسوس لابد ان يتخفى بزي قديس وطني قح، واللص لابد ان يرتدي وجه شريف تقي يصلي الاوقات الخمسة ولا تفارق يده مسبحة ، ولا يتوقف فمه عن لوك البسملة ! وبتوفر ذلك يستطيع الجاسوس ان يسرق منا الاوطان والمعلومات، دون ان ننتبه الا بعد ان يتم سرقته ! ان اللص ينجح في سرقة ثروتنا بعد ان يزرع في اعتقادنا انه سيد محترم ، والمعمم التوراتي تصل عبقرية تمثيله حد اقناع الكثيرين انه (شيخ) و(سيد) يمكننا الثقة به لدرجة تنفيذ اوامر الموت الصادرو عنه !

اذن دعو افتراضات المنطق البدائي ولندخل عالم المنهج الجدلي ، عند البحث في حالة الامة العربية ، خصوصا في العراق ، لان العدو ، او للدقة الاعداء المشتركين، وهم امريكا واسرائيل والشوفينية الفارسية ، من اذكى الاعداء واكثرهم خبرة باستخدام فن المخابرات . علينا ان نسأل دائما السؤال التالي : هل من المعقول ان تتركنا امريكا واسرائيل وايران بدون ان تدس بين صفوفنا ، جواسيسها ، ودبابيسها ، سواء كانوا افرادا او منظمات ؟ واذا كان الجواب هو ، كلا ، وهو كذلك ، حتما ، فالسؤال الاخر هو : من هو عميل هؤلاء داخل صفوفنا بينما الجميع يصرخون ، نحن وطنيون ؟

اياد علاوي ؟ الجعفري؟ الجلبي ؟ ايها الاذكياء هؤلاء (عملة اهل الكهف ) ، من منا لا يعرف انهم عملاء وهم ورق تواليت تمسح به امريكا قاذوراتها ؟ هل امريكا واسرائيل وايران غبيات لهذا الحد فلا يكون لديهن احتياطي خطير ، متبرقع بأسم حبيب على قلوب العرب والعراقيين ، كي يضمن اعداء العراق تغلغل هؤلاء في تربته ؟ اذن السؤال المهم هو: من هم هؤلاء العملاء المستورين ؟ كم خلد تخفيه امريكا للوقت الاصعب ؟ وكيف يتحركون ويتأمرون ؟ والخلد لمن لا يعرفه هو حيوان قارض يشبه الجرذ ، يعيش تحت الارض ، وفي قاموس المخابرات الخلد هو الجاسوس النائم ، اي غير المكتشف والناجح في اختراق اعداءه .

امريكا اعظم دولة ، ليس في التكنولوجيا والجريمة المنظمة فقط ، بل في دقة وذكاء الاختراق الاستخباري ايضا ، لذلك ، واذا اعترفنا بهذه الحقيقة ، علينا ان نتسائل : هل عملاء امريكا هم من كشف وعرف فقط ؟ ام ان لديها احتياطيات كثيرة مخفية بعناية ودقة، اهم واخطر ممن كشف وعرف ؟ كيف نكشفهم او نكتشفهم ونحن لانملك عنهم معلومات غالبا وانما لدينا مؤشرات؟

فكروا رجاء في هذه الملاحظات المهمة ، ولكن لدي رجاء واحد : اتركوا محسن عبدالحميد ، رئيس الحزب الاسلامي ، وشقيقه في مهنة الرقود تحت الارض لزمن طويل السيستاني الان ، فهما ليسا خلدين نائمين ، فلقد استيقظا بعد ان دقت اجراس الاحتلال لهما، ودعوهما يهنأن باحلام الطفولة ، وابحثوا عن (شيوخ ) اخرين من جيل محسن والسيستاني، او اصغر او اكبر ، معممين او افندية ، لكنهم ما زالوا مختبئين تحت جلودنا ويتحدثون لغتنا ، بل ويزايدون علينا في دعم المقاومة ! ابحثوا عنهم في سلوك انشقاقي، واتهامات مشبوهة للمقاومة والبعث، بانهما وراء معارك النجف بين مقتدى الصدر وفيلق بدر ، او ان البعث كان وراء مأساة جسر الائمة ، او كلمات متشنجة وحاقدة بغل لا يملكه الا خامنئي وكاظم الحائري ومن يقلدهما !

ورغم ان هذه الكلمات تنضح غباء لكنه غباء خطط له كي يفتح الجراح ، ويطلق موجة شك وغموض ، فاذا شتم البعث وصدام حسين عميل فلا قيمة لشتمه لانه عميل ومن الطبيعي ان يفعل ذلك ، ولكن اذا قام بذلك معمم صنعت منه فرمانات بول بريمر عدوا للاحتلال ، رغم انه اكتفى برقصة وحدة ونص على انغام المقاومة، واخر صنعت منه خطط اسرائيل بطل تحرير الجنوب اللبناني، بعد ان قدم اكبر خدمة لها وهي (تحرير) الجنوب اللبناني من المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية ، واللتان كانتا تطرقان راس اسرائيل يوميا، كما فعلت امريكا عند ( تحرير العراق ) من العراقيين ، اذا قام هؤلاء بشتم البعث وصدام حسين فان هناك من سيصدقههم او لا يشكك بدوافعهم !

هل توصلتم لما اريد قوله ؟ اذن حكوا رؤوسكم قليلا ، وتأملوا المشهد الصاخب، لتروا من هو الصاحب، ومن هو الممثل الناحب، ومن يتمترس خلف وجه شاحب ، ومن يقبض من لصوص الملاعب ، واسألوا انفسكم هل صرنا ضحية مقلب او مقالب ؟ ام اننا ما زلنا نمارس رياضة فتح العين في اللبن الرائب ، كما يقول المثل العراقي؟ ارجوكم لا تفتشوا عن خلد في الخرائب، بل ابدأوا من تحت ابط كل منكم ، ولا تنسوا دايان الذي اتهمنا باننا لا نقرا حتى حينما ننهي امرار عيوننا على مجلد ضخم ، واثبتوا اننا نقرأ الممحي، واننا نفتح عيوننا في اللبن ونرى المخبوء تحت جبة معمم .

اذا لم تقدموا الجواب ، واذا استمر الخلد في قضمه لاسلاك كهرباء مدينتنا ، فسوف انير كل منائر العراق ليرى الناس دمى تحركها طهران وواشنطن وتل ابيب ، وهي تتزيا ببدلة معمم ، تتراقص خصلة شعره ، مهنته شتم امريكا واسرائيل لكن رصاصه موجه للمجاهدين ! اه من خصلة شعر حسن نصر الله البرمكي ، والتي تعشقها حد (الاستشهاد) نانسي عجرم !

salahalmukhtar@hotmail.com

شبكة البصرة

الجمعة 5 شعبان 1426 / 9 أيلول 2005

http://www.albasrah.net/ar_articles_...kht_090905.htm